البحث عن الطريق

 كلمات مضيئة ..البحث عن الطريق
كنت كثير التساؤل مع نفسي في حواري الداخلي وهو الاصدق لانني افكر من غير قيود خارجية تمنعني من التأمل وفهم الحقيقة كما اراها او تحد من حريتي لاجل مراعاة الاخرين ، كنت اريد ان افهم الدين من الخطاب الالهي نفسه. فى القران الكريم  مباشرة وهو الاصدق والأوضح , وليس من التفاسير بكل  تقديري لجهد اصحابها وتعدد مناهجهم فى  فهم المراد ,  وكنت ارى ان المعايير الانسانية الناتجة عن جهد العقول متأثرة بالقيم السائدة التي تعبر عن  تجربة الانسان فيما هو فيه ، كل انسان يملك اداة للفهم وهو. العقل وهو منحة من الله لعباده لكي   يكون وسيلتهم  لفهم ما خوطبوا به , ولكل عقل طاقة خاصة به لا يتجاوزها. وهي لا تنفصل عن محيطها الاجتماعى والعوامل التي تحكمت فيها ، محنة ذلك العقل انه متأثر بمجتمعه. وهو اداة صاحبه للتعامل مع كل الاخرين ، وهو وليد البيئة الحاضنة له التي نشأ فيها. والتي. أخضعت ذلك العقل للمصالح. حينا والأهواء حينا آخر , وقلّما يتحرر العقل من محيطه ، وكنت اجد الكثير من المفاهيم مخالفة. لما يراد بها من مقاصد ، تلك هي محنة الجهل انه يوجه المفاهيم ويتحكم في دلالاتها. بما يخدم القيم السائدة  المتمكنة  من مجتمعها  ، لم اكن أجد العدالة في كثير مما كان يعتبر في نظر مجتمعه عدالة ، لا عدالة فيما انتفت فيه العدالة في الحقوق ، هناك الكثير من المسلمات العقلية وهي. ليست مسلمات الا بحكم العادة والاعتياد , وكنت اتساءل كيف يمكن للظلم الاجتماعى ان يكون عدلا وان يقع التعايش معه , كانت العبودية تعتبر عدلا ووقع التعايش معها كامر واقع و كان الانسان يباع فى سوق الرق ويقع توارث العبيد وكان من اليسير ان يسترق المنتصر فى الحرب خصمه عندما يتغلب عليه , وكان يمكن للدائن ان يسترق المدين عندما يعجز عن سداد دينه , كان المنتصر يستولى على الحكم ويعتبره ملكية شخصية يقع توارثها ولا تنتزع منه الا عن طريق القوة , لم يكن الحكم ثمرة تفويض ارادى وتكليف ومسؤولية , كان الاقوى يغتصب ما يملكه الاضعف من المال والارض , تلك هي الجاهلية الاولى , وما زالت بعض مظاهرها اليوم  ، ماليس عدلًا بحكم الفطرة الانسانية كما ارادها الله فليس عدلا ولو اعتبره كل مجتمعه عدلا ،تلك هي رسالة الدين ان يدافع عن العدالة الحقيقية وان يحرم كل طغيان وظلم وعدوان ,  معظم القوانين التي وضعها الانسان ليست عادلة لانها مستمدة من الواقع ومتأثرة به. وتحمي الطبقية الاجتماعية والتفاوت في الحقوق بدرجات متفاوتة , ما زالت العبودية كما كانت بصورة جديدة يقبلها هذا العصر وما زالت الربويات اليوم اقسى من ربويات الجاهلية , انها مذلة لكل الشعوب المستضعفة وتستنزف كل ثرواتها وتفقرهم وتدفعهم للهجرة بحثا عن الحياة , العمالة المهاجرة اليوم هي عبودية بكل المعايير واكثر اذلالا من عبودية الجاهلية ، توارث الفقر اليس هو عبودية ,  تعالوا ندخل الى احياء المستضعفين فى الارض وسوف نجد  الغبودية الحقيقية التى لا رحمة فيها , ومن المؤسف ان نجد ذلك فى مجتمعاتنا الاسلامية اكثر مما نجده فى مجتمعات الغرب , اين هو حق الحياة بكل اسبابها  التى ضمنها الله لكل عباده , ما نراه اليوم فى مجتمعات السفه  والترف  من تلك العبودية  لا نجد مثله  فى عصر الجاهلية , ليس عدلا  ان يظلم المستضعفون فى الارض  فى المصانع  والمزارع  بتلك الاجور التى لا تكفيهم لما هو ضرورى لحياتهم , ليس عدلا ان تكون هناك احياء  خاصة  لكل المستضعفين  وهم  يعملون فى الانتاج  والصناعات  باجور زهيدة  وشروط قاسية , هذه هي العبودية  الحقيقية  التى يجب التصدى لها  , الجهاد الحق هو الدفاع عن الحياة بكل اسبابها  , تلك هي رسالة الدين وهذا هو الاسلام الحق الذى جاء به  الرسول الكريم  , اليست كل  الاحكام الشرعية تنص على تحريم الربويات بكل صورها والاحتكارات والامتيازات واكل اموال الناس بالباطل , لا اجد الاسلام فيما نحن فيه  فى المجتمعات الاسلامية ,  لا بد من التصحيح لكي نقترب من الاسلام الحق  وان نقاوم كل صور الجاهلية ما كان من قبل وما سيكون ,  لماذا نغفل كل ذلك ونتحرج ان نكتب عن الظلم والطغيان والاستبداد واغتصاب الحقوق  والاستيلاء على الثروات العامة المكتشفة فى ارضنا التى هي حق لكل شعبنا , ما نحن فيه ليس عدلا بكل المعايير , ارضنا ليست قاحلة لكي يجوع شعبنا العربي , لا بد من العدالة بكل دلالاتها التى ارادها الله , لم تكن عبودية المستضعفين فى الجاهلية التى جاء الاسلام للتصدى لها اقسى واظلم من عبودية  هذا العصر فى مجتمعاتنا العربية والاسلامية , كانت عبودية افراد واليوم هي عبودية شعوب ومجتمعات , تلك هي مسؤولية هذا الجيل ان يصحح هذه المفاهيم ,  العدالة اما ان تكون اولا تكون  , ولذلك تتطور مفاهيم العدالة باستمرار لكي تواكب تطور الوعي الانساني نحو مزيد من الكمال في احترام الحياة ، الحياة بكل اسبابها حق لكل عباد الله بدرجة واحدة ، ليس هناك من يملك حياة منقوصة وبغير الحق في اسبابها ، قيمة الحياة واحدة لكل عباد الله ، تلك هي رسالة الدين التي جاء بها انبياء الله قبل ان يعبث بها اتباع تلك الاديان ويجعلون الدين ملكية شخصية لهم يعبثون به. ويوجهون مفاهيمه وأحكامه لخدمة مصالحهم وتوظيف الدين لغير رسالة الدين ، رسالة الله لعباده واحدة ، وهي الايمان بالله وحده والعمل الصالح الذي يحبه الله من عباده ، مهمة الشرائع الالهية ان تبين تفاصيل الحقوق. والكمال فى السلوك الذي يليق بالانسان المستخلف على الارض ، كل من امن بالله وبكل رسله من غير استثناء وخاتمهتم محمد رسول الله   وعمل بما يحبه الله فهو من المسلمين ، ولا اجد ذلك التباعد بين اتباع الاديان في امر الدين من الدين ، وهذا دليل الجهل برسالة الدين ، ولا اجد ذلك التصارع علي المكاسب والانتصارات من الدين , وكل الحروب الدينية لاجل التوسع العدواني ليست من الدين ولاتعبر عنه ، لا يمكن ان يكون العدوان علي الانسان تحت شعار الدين ، الدين لا يبرر العدوان في جميع صوره على الابرياء ولا يبيح اغتصاب ارض الاخرين وطردهم من ارضهم  ، لاجهاد في العدوان ، الحروب الصليبية والاسرائيلية حروب عدوانية ، ليست مبررة في اي دين ، الأنظمة الاجتماعية والسياسية. والاقتصادية والقوانين الوضعية هي جهد انساني متجدد ومتغير يرتقي وينحدر بما عليه مجتمعه ويعبر عنه ، ولا شيئ منه ينسب الي الدين , ما كان عادلا فالدين يجزي به وما كان ظالما فالدين يحرم الظلم فى جميع صوره وهناك اصول امر الله بها عباده يجب احترامها فى كل القوانين والنظم التى يضعها الانسان وهو مكلف بها ومؤتمن عليها ، الدين ميزان مرشد لمجتمعه ومنارة هداية ، ما كان صالحا وعادلا بموازين الدين فهو صالح ويؤجر صاحبه عليه ، وما كان. فاسدا وظالما فلا يعتد به ولا ينسب الي الدين ولو حمل شعار الدين ، يجب ان يتحرر الدين من التبعية والاستغلال والهيمنة عليه من المتعصبين له والجهلة به من المتاجرين والادعياء الذين يريدون مطية لهم لما يريدون من المال والسلطة والجاه  ، النظام الاجتماعي هو ثمرة جهد انساني متعدد ومتجدد وهو ثمرة جهد العقول ويعبر عن مدي رقي الانسان. ومدي  فهمه لرسالة الدين كرسالة الهية لهداية الانسان ، كل من عمل صالحا فله اجره عند الله وهو من المحسنين ، وكل من اساء وظلم. فعليه وزر ما فعل ولو بمقدار ذرة وهو من المسيئين ، لا احد اقرب الي الله الا بعمله. الصالح ، الخطاب الالهي متجدد لكل المكلفين من الافراد والشعوب على وجه العموم ، مهمة الانبياء هو البلاغ والبيان لما اراده الله من عباده ، تراث الاجيال المتعاقبة تعبر عن جهد تلك الاجيال ، ولكل جيل إسهامه الذي ينسب اليه ويقع التفاضل في مدي رقيه فيما تركه من اثار ، لا وصاية لجيل علي جيل ، ولا يمكن للخطاب الالهي ان يتوقف لحظة واحدة ، وحق التفسير والتأويل حق انساني لكل من يملك الأهلية لذلك وكان قادرا عليه. ، من اهل العلم والفكر والاستقامة ، ولا يُمنع اي احد من ممارسة حقه فى التفكير من غير عبث بكلام الله في غير ما اراده الله ، من علم وكان صاحب دليل فهو حجة علي من لا يعلم ، التنافس مرغوب لاجل التوصل الي الحق وهو مذموم عندما يراد به التغلب والانتصار ، الذين يوظفون الدين لخدمة مصالحهم الدنيوية للوصول الي دنياهم يفترون عليه الله كذبا وهم غافلون عن. حقيقة الدين ، لا بد من النزاهة والتحرر من الغايات والأهواء والمصالح والرغبة في المكاسب الدنيوية ، واهمًها التقوي والعمل لله وفي سبيل الله ، لا اجد الدين في رموزه ولا في المؤسسات. التي ترفع شعار الدين ولا في دعاته وفيما يرفعون من شعارات الا اذا اخلصت لله واستقامت ، وانما اجده في كلام الله وبيان نبيه وفيما كان في العصر النبوي من حياة تكافلية انسانية بعيدة عن تلك العصبيات القبلية ، وتحترم. به الاصول والثوابت الانسانية التي تتحقق بها مصالح العباد المشروعة ، وهذا هو المصدر الوحيد لفهمً. حقيقة الدين كرسالة من الله تعالي لكل عباده ، لا بد من تحرير المفاهيم الدينية من ذلك التوظيف لخدمة المصالح. لكي يكون الدين لله ومن عند الله ، ما نحن فيه. في حياتنا الواقعية لا اجده من الدين وليس هو الدين في حقيقته كمنهج لحياة انسانية ، لا بد من التصحيح الحقيقي في المفاهيم ، لكي تستقيم الحياة وينتصر الخير علي الشر وتتحقق العدالة في الحقوق بين العباد ، ونحن اليوم في عصر وباء كورونا وفي الشهر الاول من ذلك الوباء وهو رسالة من الله كما اراها لعباده مذكرة بالله وموقظة وناصحة ان الانسان مهما كبر فى الارض فالله غالب على امره ، وأرجو الله ان يكون ما بعد الوباء اكثر عدلًا في الحقوق واكثر رحمة بعباد الله ، وانً تسقط بتلك العاصفة الوبائية كل الاوراق الصفراء التي طالت واستطالت وطغت وظلمت وتحكمت في السلطة والمال واجاعت وأذلت , وان يتحرر عالمنا العربي من رموز، الجهل والسفه الذين يتقدمون الصفوف ويكرسون التخلف والتبعية والجهل ويفرطون في ثروات هذه الامة لحماية مصالحهم الانانية . نرجو الله ان يلطف بعباده فى هذه المحنة ، الحياة سوف تستمر بامر الله لان الله اراد الحياة ان تكون لكل عباده ، المهم ان تكون رسالة الوباء موقظة لذلك الانسان الذي تحدي الله بظلمه وطغيانه واخترع آلة الدمار والفناء بدلًا من ان يخترع ما يكون به الطعام والدواء ، لا بد من تلك الرسالة الايمانية ، وأرجو ان يكون التصحيح فى الانظمة التى تحكم  ان تكون اكثر عدلا في كل الحقوق وان تكف عن استعباد المستضعفين  من كل الافراد والشعوب ، وان يتولي الصالحون. من عباد الله امر الكون الذين بحترمون الحياة بكل ما فيها من الاسباب. ولكل من فيها من عباد الله وان ينتصر الخير على الشر وان يكون عالمنا اكثر امنا وسلاما واستقرارا  ..

 

( الزيارات : 488 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *