كيف نقرا رسالة كورونا

كلمات مضيئة . .

فيروس كورونا ..انه الدرس الاقسي في الحياة المعاصرة ، كل الانسانية خائفة وجلة تترقب تلك الهجمة الفيروسية التي لم يسبق لها مثيلًا في تاريخ الانسانية ، كل الاسرة الكونية تنتظر ان تخرج من ذلك السجن. المثالى المترف الذي ادخلت اليه ، انه اجمل سجن وارحمه لانه من الله تعالي ، ان تعيش في بيتك ومع زوجتك وأولادك وان تأكل ما تشاء وانً تستمتع بما تشاء وان تتابع اخبار كل الاخرين بحرية ، لا شيئ. مما تعيش فيه  يزعجك سوي ذلك الشعور بالخوف. من المستقبل وانتظار الفرج من الله تعالى ، ما احوج ذلك الانسان الذي طغي وتجبر وظلم كل المستضعفين في الارض. وأجاعهم واستعبدهم واستغل ضعفهم وتوهم انه يملك من الحياة والحقوق مالا يملكه غيره ، لابد من التصحيح الذي يشعر ذلك الانسان ان الحياة من الله تعالي لكل عباده ولا احد خارج رحمته بعباده. ، لقد عبث الانسان بالحياة واخذ يخترع السلاح المدمر. لكي يهدد به الحياة  ويعبث بها ,  ويتحدي الله فيما حرمه الله علي عباده من انواع السلوك جهلا وسفها ، لا احد يفرح بتلك المِحنة. الوبائية التي ادخلت الانسان الي بيته خائفا وأشعرته بضعفه امام جبروت ذلك الفيروس. الصغير الذي يتربص بكل انسان , ولا يستثني احدا. ولا يهاب من احد ولا يجامل في اختيار ضحاياه. ،وليس لاحد منهم شفيع ولا وسيط ,  ليس عبثا ان يهاجم السفن الحربية العظيمة في البحار النائية وأن يقتحم. كل القصور والحصون والقلاع ، وان يسكت. كل الأصوات الصاخبة التى اعتادت ان تتحدى كل الاخرين  وانً يقتلع كل الجذور التى كانت راسخة  ، ما زالت الغارة الوبائية مستمرة والكل داخل البيوت ينتظر ان يسمع صوت صفارة الإنذار ان تعلن. انتهاء تلك الهجمة الوبائية التى اذهلت الجميع بسرعة حركتها  ، لا احد يدري متي تعود الحياة الي ماكانت عليه بعد شهر او سنة ، كل علوم الطب عجزت حتي الان عن ايجاد علاج يوقف. ذلك الوباء الذي هاجم الانسانية فجأة ، ولم يستثن احدا ، ولكل احد ن يفهم رسالة كورونا  بالطريقة التي تلائمه وان ينشغل  العالم كله بالاسباب الظاهرة سواء كانت مقصودة اومصادفة ، وانا افهمه انه رسالة من الله تعالي لكل عباده ان خالق الكون هو الله وهو الذي يحكم. فيه بامره. ، ولا احد يمكنه ان يتحدي الله فيما. اراده  من احكام. تضمن استمرار الحياة لكل عباد الله ، وكل جيل مؤتمن علي تلك الحياة أن يحترم ما اراده الله من الاصول والثوابت والحقوق التي هي ضرورية لاستمرار الحياة ، واهمها احترام الحياة بكل اسبابها وعدم العبث بها. وإفسادها ، لا احد خارج عبديته لله وان يحترم ما امر الله به. بالكيفية التي تحقق تلا ئم  كل عصر في كل ما يحقق مصالح العباد ويسهم في جمال الحياة من خلال ذلك التدافع والتنافس. الذي هو ضروري لحياة الانسان للبحث عن ذلك الكمال الذي.تسعي اليه النفوس بفطرتها من غير تلكف به ، الحياة بكل اسبابها حق لكل انسان ، ولا يحرم احد من حق انساني ضمنه الله لكل عباده بكل اسبابه  ، القادريحمل العاجز والغني يتكفل بالفقير والكبير يرعي الصغير ، تلك الرؤية التكافلية هي ما يريده الله وجاءت به. رسله ، لا اله الا الله ولا معبود الا الله ، ولا أحد من عباده خارج العبدية والتكليف  والمسؤولية ، التعدد لا يعني التفاضل ، والتفاضل الوحيد العادل والمشروع هو العمل الصالح بكل ابعاده الانسانية الذي تتحقق به العدالة في الحقوق ويعبر عن التكافل في الدفاع عن الحياة ، تلك هي العدالة الالهية , اما امر الانسان فهومكلف به  ومؤتمن عليه , وعليه ان يتحمل مسؤوليته كاملة عن اختياراته وقراراته , من احسن فله اجره ومن اساء فعليه وزر ما اساء فيه , ولا احد خارج تلك العدالة ,  لا سلطة خارج التفويض الارادي , ولا كسب خارج قيمة الجهد ،ولا اجر يقل عن الحاجة , ولكل قيمة جهده لا ينتقص منه شيئا , ولا شرعية للقوة فى أي حق من الحقوق ,  ولا اتجار بالانسان ولا استغلال له ولا احتكار لحاجاته ، ولا اكتناز لمال  مع حاجة مجتمعه اليه  , والفقير شريك في المال بما يضمن له اسباب الحياة من غير منة او اذلال ضمن الضوابط الشرعية ، وكل المال في خدمة الحياة في الأزمات والمحن والمجاعات لحماية الحياة وللدفاع عن الانسان ، وكل مال كبـُر بجهد مجتمعه فالمجتمع احق به ، والناس شركاء فيما ارتبطت حياتهم به من الضروريات بطريقة عادلة من غير استغلال لهم او احتكار لما يحتاجون اليه  ، والأرض لمن يعمل فيها ، وثروة الطبيعة لكل الاسرة الكونية وتوزع بعدالة  ، ويسهم اصحاب الثروات  فى ايام المجاعات  بكفالة كل المحتاجين واطعام كل الجائعين فيما هو ضروري  لحياتهم ، ولا احد من خلق الله يحرم من اسباب حياته من الطعام والصحة والتعليم والسكن ، العاطل عن العمل بسبب العجز محمول تكافلا الى ان يجد طعامه ، والمستضعفون في الارض من الافراد والشعوب امانة بيد مجتمعهم تكافلا وتضامنًا , وهذا حق الله علي عباده ، ما كان ثمرة فساد واغتصاب من الحقوق فلا توارث فيه ولو طال عليه الامد ولا تسقط الحقوق بالتقادم والتجاهل ، ولا توارث خارج قيمة الجهد ، ما كان من امر كل مجتمع في دنياه من النظم والقوانين والاعراف فهو منً اختياره وهو المخاطب به والمكلف ان يحترم فيه ثوابت الحقوق العادلة , والا يبيح ما حرمه الله عليه من انواع السلوك ، والا يقر ظلما في الحقوق والا يسمح بطغيان او فساد في الارض من اَية جهة ، لا احد من عباد الله خارج العدالة التي امر الله بها في كامل الحقوق الانسانية ، رسالة الدين ان يحرر الانسان من كل عبودية لغير الله ومن كل ظلم في الحقوق ، وان يحرم الفساد والطغيان ، كل الاسرة الكونية مؤتمنة علي الحياة ان تكون عادلة وصالحة. ويتحقق فيها السلام ببن الافراد والمجتمعات والشعوب ، الحروب ظاهرة لا انسانية , وهي جريمةضد الانسانية ويجب ان تقاوم للدفاع عن الحياةلكل الشعوب ، والاتجار بالانسان اكبر جريمة ضد الانسانية , واخطرها انتاج السلاح. والاتجار به ، لو اتجهت الحضارة. لإنتاج الطعام. والدواء وأسهمت في تربية الانسان وأعداده. بدلًا من تطوير السلاح والاتجار بالحروب وقتل الانسان. لما كانت كورونا اليوم ، يجب ان  تدمر كل الأسلحة التي تهدد الانسانية. وان تحرم الحروب العدوانية والتوسعية ضد الشعوب المستضعفة ، وتوجيه موازنات الجيوش لخدمة التعليم والنهوض بالصحة ، وجعل معسكرات الجيوش مدارس لتعليم الانسان ومستشفيات لحماية الحياة ، من واجب الانسانية  ان تصلح ما افسده الطغيان والجهل في الارض من القيم والاعراف والمفاهيم ، العدالة هي العدالة. ، ولا تتحقق الا بكمالها ، وآلظلم في جميع صوره من الفساد في الارض ، لا احد من خلق الله. خارج عدالته ورحمته ، تلك هي رسالة الدين في المجتمع الانساني , وتلك هي مهمة رسل الله ، ما حدث. من تغيير وتحريف في رسالة الدين ليس من الدين ، ولا يحتج به علي الدين ، ذلك من مخلفا ت التاريخ وآثار جهل الانسان بربه وغفلته عنه بما يبحث عنه من دنياه في مال او سلطة او جاه اجتماعي يتقرب به الي حاكم جائر او صاحب نفوذ. او مجتمع جاهل ، كل هذا من الافتراء علي الله فيما اراده من عباده ، محنة كورونا منعطف كبير في حياة الانسانية ولن ينسي ابدا ، وسوف تظل اثاره حية في ذاكرة هذا الجيل والجيل الذي يليه ، كرسالة موقظةً لكي تذكر الانسان. بربه اولا وبإنسانيته ثانيا ، كل الاوراق اليابسة لا بد الا ان تسقطها العاصفة ، الحياة سوف تستمر بامر الله بمن فيها وما فيها ، لا بد من الاصلاح الحقيقي الذي يعيد المسيرة الانسانية الي الطريق الذي يحبه الله ، المفسدون في الارض يجب ان يخرجوا من المسيرة ، لكيلا لا ينشروا في مجتمعهم هذا الوباء، كورونا رسالة تصحيح لكل الانسانية ، لا احد خارج خطاب كورونا المنذر ، هناك عند الله ما هو اشد من كورونا ، كورونا أخافت وأزعجت وأيقظت وأشعرت الانسان بضعفه امام. الطبيعة وعجزه عن. مقاومة. اصغر فيروس يهاجمه ولو كان في حصون عالية البنيان ، سيذهب الوباء يوما بجهد الانسان ,ولكن ما سيتركه في الذاكرة لن يزول سريعًا ، سوف تتحدث الاجيال كثيرا عنه ،

واليوم . .الكل يتساءل : ما هي الضمانات الا يتكرر الوباء مرة ثانية وثالثة ويهدد. الحياة كورونا. لم يقتحم البيوت ولم يلوث الهواء، و اختار القصور المنيعة والدول الكبيرة. التي تملك اسباب المقاومة ، واعرض عن الدول الصغيرة والاحياء الشعبية ، ليس صدفة ان يبتدي بالصين وينتقل الي أوروبا المحصنة وأمريكا  الطغيانية وان يجد ضالته في اشهر مدينة في العالم وهي نيويورك ، وان يهاجم وريث عرش بريطانيا ورئيس وزرائها ، وان ينتشر في اهم الدول النوويةوالقلاع الصناعية ، ما زلنا نحتاج الي تفسير هذه الظاهرة الوبائية ، لا بد من التصحيح لاجل استمرار الحياة لكل عباد الله لكي تنبت الارض أزهارها الربيعية ، ويعم الامن والسلام ، ويعيش الانسان مرحلة جديدة تليق بحياة الانسان المؤتمن علي الحياة ..

( الزيارات : 455 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *