مستقبل الانسانية والاختيار الصعب

كلمات مضيئة .. مستقبل الانسانية والاختيار الصعب

ليست هناك حرية شخصية مطلقة ولا يمكنها ان تكون فى مجتمع الحضارة المتحرر من الانانية الفردية التى تقدس الانسان وتعمق الانانية الجشعة التى تبحث عن المنفعة الفردية ولو على حساب  المجتمع كله ،هناك آخرون يملكون كل ما تملك ولا بد من احترام حريتهم وحقوقهم الانسانية ، ما كان خاصا بصاحبه فهو حق له ، بشرط الا يتجاوز فيه غيره والا يهدد السلام الاجتماعى ، الحرية حق لصاحبه لاجل الحياة ، وهي امر نسبي خاص للتعبير عن الكرامة ، الاجتماع الانساني يقلص حدود الحرية لكي لا تتجاوز حقوق الاخرين فتكون الحرية انانية وقاسية  ، الحرية سلاح يستخدمه الاقوياء لتبرير تجاوزاتهم لانهم يملكون اسباب القوة التي تمكنهم من العدوان، الحق ممنوح من الله لعباده لكي تستقيم به الحياة ، انت تملك حق الحياة ، وهذا اهم حق اكرم الله به عباده ، فلا عدوان علي حياة الانسان ، ولا يحرم احد من اي سبب هو ضروري للحياة من الطعام والشراب والعلاج والتعليم والكرامة ، هذه . حقوق من الله تعالي لكل عباده ، سواء كانوا طائعين. وصالحين او كانوا عاصين وفاسدين ، الحقوق الانسانية التي اكرم الله بها عبادة لا تسقط ابدا لا تسقط بالاهمال والتجاهل ، والعدوان عليها عدوان علي قانون. العدالة الالهية الذي يحكم الحياة ، كل انسانً مسؤول عن حياته ومؤتمن عليها ان تكون له ولكل الاخرين ولو كانوا من المستضعفين ، ما كان من الله تعالي من اصول  وحقوق  فيجب احترامه ، وطريقه النبوة والوحي المنزل علي. رسل الله ، ويشمل الايمان بالله وحده وبكل رسله اجمعين ولكل منهم رسالته ، والقيام بالعبادة كحق وواجب للتعبير عن الخضوع لله بالكيفية التي جاء بها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وطريق العبادة  الاقتداء برسول الله وهي امر توقيفي لامجال للاجتهاد العقلي فيه زيادة او تحريفا ، وتلك مهمة اهل الرواية ان يحسنوا نقل الرواية كما ترجحت لهم ، اما امر الحقوق الدنيوية فتحترم فيها المقاصد والأغراض المستفادة من الاصول والنصوص التي جاءت من عند الله كشريعة الهية ، وتطبق في كل عصر بما يترجح للمخاطب بها انه الحق والمراد منها ، ، لان المراد منها هو ان تحقق الغرض الذي جاء الأصل لتحقيقه ، الاصول ثابتة والفروع متجددة وتحمل ملامح اصولها كما يحمل الطفل ملامح ابيه, مالا يحمل ملامح ابيه فلا ينسب اليه ولا يستحق ان يحمل اسمه  , ولكل عصر خصوصياته ،ولكل مجتمع مصالحه المشروعة ويجب ان تحترم تلك الخصوصيات والمصالح ، وتلك مهمة فقهاء كل عصرمن اهل الاختصاص والعلم  ان يفهموا ما خوطبوا به من الله بالكيفية التي تتحقق الأغراض المرجوة من الامر الالهي ، لا بد من فهم المقاصد المرجوة من الخطاب الالهي ، وتلك مهمة تكليفية لا يحسنها الا من آتاه الله نورا في قلبه ورجاحة في عقله وعلمًا يقوده الي الحق ، وهذا قليل فى مجتمع التخلف  الذي يتحكم فيه السفهاء ، ليس من أغراض الشريعة الألهبة ان تمنع العقل من اداء مهمته التكليفية في حسن الفهم لما خوطب به ، لا قداسة للجهد الانساني ولو كان صوابا وهو يخضع لكل المعايير النقدية ، ولا يتجاوز اي جهد عصره لانه. وليد رؤية. عقلية  اسهم العصر في تكوين ملامحها ، فالعقول وليدةً مكوناتها الفطرية التكوينية الغريزية اولا ووليدة المؤثرات الاجتماعية التي اسهمت فيها ثانيا ، لا شيئ في الوجود لا يتجدد ويعبر عن رؤية مجتمعه ، كل النظم. والقوانين والقيم والاعراف متأثرة بمجتمعها وتعبر عن حاجته ، الاصول ثابتة كما جاءت من عند الله ، وتشمل الثوابت التي تضبط الحقوق ، الفقه جهد عقلي متجدد علي الدوام يعبر عن فهم مجتمعه لما خوطب به ، ويشمل الفقه ما كان من قبل وما سيكون من بعد ، يرتقي برقي مجتمعه وينحدر بانحدار مجتمعه ، اهل العلم هم اهل الاختصاص في كل قضية وهم الذين يحسنون الفهم فيما يجتهدون  فيه ، ولا رأي لغير اهل الاختصاص، لا رأي لغير اهل الطب في الاحكام التي تتعلق بالصحة البدنية ولارأي لغير التجار فيما كان من امر التجارات والأسواق والاسعار والاحتكارات ومعايير العدالة فى العقود والاتفاقات ، ولاً رأي لغير القضاة فيما كان من امر العدالة وصياغة القوانين وهم مخاطبون ان يحترموا الثوابت التى امر الله بها ، وأؤكد انه ليست هناك حرية مطلقة مع حاجة الانسان الي الاجتماع الانساني بكل مطالبه التكافلية التي تعبر عن انسانية الحياة ورقي اختيارات الانسان المؤتمن عليها ، المال يجب ان يكون في خدمة مجتمعه عن طريق التكافل ، القادر يحمل العاجز والكبير يرعي الصغير والغني ينفق علي الفقير بما يحتاجه لاجل استمرار الحياة , ويجب ان تكون  الملكية الفردية في خدمة مجتمعها ولا تستخدم فيما يهدد الامن الجماعى الذى لا يتحقق الا باسبابه ، وكل الحقوق مقيدة بالمصالح الاجتماعية ، وليس هناك اَي حق خارج المصلحة الاجتماعية التكافلية الانسانية. ، المصالح الاجتماعية هي غاية رسالة الدين في مجتمعه ان تحقق مصالح العباد في كل ما يحتاجه ذلك المجتمع ، ما كان من الثروات نتيجة جهد الاخرين اغتصابًا لحق. عامل. في اجره او استغلالًا لحاجة محتاج في بيع او قرض هو من الفساد الذي يحرمه الدين ويدخل ضمن المعاملات الربوية ، وتلك  سرقة. للحقوق واغتصاب حق مستضعف هو اشد قبحا من السرقة المعهودة ولو اقرها قانون الاقوياء واعتبرها عدالة ، وهي من الفساد في الارض بسبب طغيان الطغاة وظلم الظالمين ، لا بد من التصحيح الحقيقي. لىلا يكون الظلم الاجتماعي مبررًا باسم الدين او باسم القانون او باسم العدالة ، لا عدالة مع انتفاء العدالة في اَي حق من الحقوق التي يبرز فيه الظلم من خلال قيم التفاضل والطبقية الاجتماعية واغتصاب الحقوق. باسم الحرية الفردية المتوهمة. ،لا حرية فردية في ظل التفاضل الظالم ، العدالة تقتضي التنافس العادل في الحياة بحيثً تكون البدايات واحدةً. لكي تكون النهايات عادلة ومرضية ، لا توارث لما لا جهد فيه من الحقوق المغتصبة في الاموال والحكم والجاه الاجتماعي وكل الحقوق الناتجة عن الاستغلال والقهر والقوة ، المجتمع وحدة متكاملة متكافلة متعاونة تعبر عن ارادة الاجتماع الانساني ، وتكون السلطة بالتفويض الارادي المقيد بحماية المصالح ويكون المال ثمرة لجهد صاحبه , من غير استغلال لجهد الاخرين عن طريق انتقاص اجورهم وقيم اعمالهم ، تلك هي رسالة الدين ،وهذا هو الاسلامً كرسالةً من الله لكل عباده ، وتلك حقيقته كما افهمه من السيرة النبوية كما هي والمستمدة من مصادرها الملتزمة بصدق الرواية وحسن فهم دلالاتها ، والمجتمع الانساني اليوم بين خيارين اما ان يواصل ما هو عليه من وحشية مادية جشعة ستقوده يوما الى نهايته فى لحظة غفلته ,وتتوقف الحياة على الارض بسبب ذلك التنافس على المصالح المادية التى تحقق مصالح الكبار , او يختار المجتمع الانساني منهجية تكافلية تضامنية ذات ابعاد روحية تجنب الانسانية ذلك المصير المجهول المغلق , العالم اليوم امام ازمة وجودية ,  وعليه ان يختار ويتحمل مسؤولية ذلك الاختيار ..

 

( الزيارات : 449 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *