كلمات مضيئة…التراث المفيد
تظل قضية التراث هي القضية الاهم فى حياة المجتمعات العربية والاسلامية , انه جهد الاجيال المتعاقبة , وكل مجتمع يحتاج الى تراثه لامرين الاول انه يشعر بالذاتية والاهمية والانتماء والاعتزاز, والثاني انه يستفيد من فكر الاجيال السابقة واسهامها فى اغناء المعرفة , ولذلك تهتم المجتمعات بتراثها وتحافظ عليه , وعلاقة كل مجتمع بتراثه ليست علاقة تبعية , ولا قداسة للتراث لانه جهد انسانى يعبر عن زمانه , اعداء التراث هم اعداء انفسهم , ان ارادوا رفض التبعية للماضى فهذا حق , وان ارادوا الاضافة الى ذلك التراث فهذا واجب , وان ارادوا التنكر لذلك التراث فهذاجهل وعقوق , ومن واجب كل جيل ان يضيف شيئا من عطائه وان يسجل صفحة فى سجل تاريخه , والتراث اقسام ثلاثة :
الاول : تراث عظيم الفائدة غني المعرفة متجدد الدلالة , وهذا تراث يجب الاهتمام به واحياؤه وتحقيق مخطوطاته والاهتمام بخزائنه , وهناك الكثير مما لم يكتشف , وهناك اعلام يجب الاحتمام بحياتهم والتعريف باهمية افكارهم , وهذا يشمل كل العلوم الاسلامية , وهناك مبدعون ومجددون ومجتهدون , وهناك الكثير مما يمكن ان يستفاد منه , وهذا ما يجب الاهتمام به , وبالرغم من عدم اهتمامى بقضايا علماء الكلام والفلاسفة فيجب الاعتراف بماتركه هؤلاء من افكار ومعارف , كما يجب الاهتمام بائمة العلوم الاسلامية , فى المجالات الفقهية ومناهج الاستدلال , وفى التراث الاصولى , هناك الكثير مما يجب الاهتمام به والاستفادة منه , التراث الفقهي غني جدا وعميق وله ائمته فى مختلف المذاهب , عندما يكون البحث عن الحق فلا شيء خارج الموازين العلمية , ليست هناك حقيقة خارج المنهج العلمي والبرهان , لا تمييز ولا تعصب , الترجيح بالدليل ولا شيء خارج الحجة , ويجب ان يحترم الحقيقة وليس المهم من هو صاحبها , ذلك التراث هو ما يجب الاهتمام به .ز
الثانى : تراث يعبر عن زمانه , وقد اسهم فى رقي مجتمعه , وارتباطه بزمانه واضح , وقد لا يصلح لغير زمانه , وليست فيه اضافات , وهذا التراث يحتفظ به للتعبير عن جهد عصره واسهام مجتمعه , ويستانس بهذا التراث لفهم تطور الفكر بتطور مجتمعه , وهذا التراث كثير , ويتم اختيار الافضل منه للاستفادة منه , لا قداسة للتراث ولا للتاريخ , كل التراث يخضع لمعيار النقد العلمى , والتراث الفقهي هو الاهم والاوسع , وليست كل كتب الفقه سواء , وكل تراث لا ينفصل عن عصره , ولهذا يجب فى تحقيق كتب التراث والاعلام ان يتم التركير على المجتمع الذى اسهم فى تكوين الشخصية , هناك عوامل تكوينبة ومؤثرات خارجية سياسية واقتصادية واحداث , وكلنا ننفعل بما يحدث فى مجتمعنا ونتاثر به وننفعل ويظهر اثر ذلك فى افكارنا .
الثالث : تراث فاقد لا ية قيمة علمية واية اضافة مفيدة , وهو يعبر عن مجتمع فى مرحلة الركود والجمود , ومثل هذا التراث قد يحمل الكثير من السلبيات والمبالغات والتوهمات , وفى عصر التخلف تسيطر المبالغات وتكثر الشطحات , معظم هذا لا ينفع واحيانا يضر لانه نتاج الجهل والامية , وفى مجتمع الجهل لا ترجو املا , ومن المؤسف ان العامة تتاثر بمثل هذه الثقافة وتتمسك بها وتجد من يشجع عليها فى العادات والاعراف وكانها من الدين وهي ليست منه , عندما يرتقى المجتمع ترتقى مفاهيمه ويترك مالا يليق به ولا يجد له اصلا , الجهل والتعصب والتقليد ترسخ المفاهيم الخاطئة وتعمق القيم المنحرفة ,
هذه هي مسؤولية كل جيل ان يعبد الطريق وان يختار النافع والمفيد وان يجد الشجاعة لنقد السلبيات والتركيز عليها , الجهل عندما يعم ويترسخ تكون ثقافة الحكايات هي الثقافة السائدة والموجهة والغالبة
تلك تاملات سريعة عن التراث واهمية الاهتمام بما هو صالح ومفيد من كتبه وافكاره واعلامه , هذه هي رسالة العلماء فى كل عصر ..
اترك تعليقاً