التربية ونهضة الشعوب.

كلمات مضيئة..التربية ونهضة الشعوب .

من اهم القضايا التى تستحق الاهتمام فى مجتمعنا العربي الاسلامى قضية التربية والتعليم , مازال الاهتمام بهذه القضية اقل مما يجب ان يكون , ومازال المجتمع يستخف بكل ماله صلة بالتعليم والتكوين , ليس المهم ان تكثر المدارس والجامعات فهذا امر طبيعى وهي الخطوة الاولى للقضاء على الامية والجهل والتخلف , ولكن هل تساءلنا عن الكيفية الصحيحة والسليمة التى يجب ان يكون عليها التعليم فى المناهج ووسائل التعليم , متى ندرك ان التنمية الحقيقية الاكثر اهمية هي التنمية الانسانية التى تسهم فى تكوين الانسان القادر على ان يكون الركن الاهم فى كل تنمية اقتصادية واجتماعية , عندما لا يكون هناك انسان يحسن فهم معنى المسؤولية ومعنى الاخلاق ومعنى الدولة ومعنى الحرية والكرامة فلا يمكن النهوض , الانسان اولا , والانسان هو الذى يقود العربة وهو القاطرة الاولى التى تحسن اختيار الطريق , ما زال مجتمعنا كما كان , امالنا كانت كبيرة وبدأت تصغر , عندما ينهض الانسان تنهض المفاهيم والقيم ويكون التصحيح الحقيقى نحو الافضل , مدارسنا ما زالت تعانى من تخلف فى مفاهيم التربية وفى مناهج التعليم وفى الدور الذى تقوم به المدرسة فى تربية الاطفال منذ طفولتهم الاولى , لا اتكلم عن دور البيت فى التربية , اتكلم عن المدرسة والتعليم , التربية عملية معقدة , وتحتاج الى فهم لنفسية الاطفال فى كل مرحلة تعليمية , لكل مرحلة اسلوبها الملائم لها , مانراه اليوم من عنف وقسوة وانحراف هو وليد ظروف نفسية عاشها الطفل وترسبت فى ذاكرته وجعلته اكثر قسوة وعنفا ورغبة فى التعبير عن الغضب الكامن فى داخله , الشعور بالظلم والشعور بالقهر يجعل النفس اكثر انفعالا واكثر استعدادا لسلوكيات الانحراف , عندما ننقد المجتمع وندين بعض السلوكيات نغفل فهم الواقع الذى يعيشه الاطفال فى البيت والمدرسة , الغاية من التعليم هو تكوين ملكات راشخة من الثوابت الاخلاقية والقيم الراقية والادب الاجتماعى واحترام الاخرين وتنمية ملكة الاستقامة والمحبة والرحمة , عندما تكون الاخلاق ملكة راسخة فى النفس لا تتغير ولا تتراجع , مهمة التربية تكوين الانسان بمشاعر انسانية , اليس هذا ما يعلمنا اياه الدين , محبة الله ان تكون اكثر محبة للخير , نريد الدين خلقا واستقامة ورحمة , لسنا بحاجة لحشو العقول بكثير من المعارف والعلوم ما هو مفيد وماهو غير مفيد,  وانما المهم ان يحسن الطفل فهم ما يتعلمه , التلقين قد لا يكون مفيدا اذا خلا من القدوة الصالحة وذلك التواصل بين الطفل ومعلمه , ما اشد بؤس الاطفال وهم يحملون اعباء اكثر من طاقتهم , انهم يحتاجون ان ينعموا بطفولتهم وان يستمتعوا بها لكي تكون شخصياتهم اكثر توازنا وانسجاما مع وعيهم , الطفل لن يكون غير ما هو عليه من طاقات واستعدادات فطرية , عندما تكون المرسة هي الوسيلة لاعداد الطفل لكي يكون انسانا سويا بحسن فهمه لما حوله , مازلت انكر الكثير مما كنت اراه فى اسلوب التربية ومناهج التعليم , التربية مسؤولية دينية واخلاقية ووطنية , ونحن مؤتمنون على اطفالنا ان نعدهم للحياة وان نفهمهم جيدا لكي يحسنوا اختيار الطريق الذى يحبون , لسنا نحن من نختار لهم حياتهم ومستقبلهم , هم الدين سيختارون ما يريدون وما يلائمهم وما يسعدهم , بعد حين سيكتشفون انهم وحدهم وعليهم ان يتابعوا الرحلة, نريد لهم العلم النافع لهم الذى يحتاجون اليه , مجتمعنا لن ينهض الا بشبابه,  وبهذا الجيل الذى سيحمل الامانة ويواصل السير , يجب ان يتحرر الجيل الجديد من مشاعر الخوف من المستقبل , لا احد لا يخاف من المستقبل , عندما يحترم الانسان توفر له اسباب كرامته , الشعور بالقهر الاجتماعى من اسباب العنف والجريمة والارهاب والانحراف , وهذه ظواهر سوف تكبر ما دامت اسبابها قائمة , التنمية الانسانية والتنمية الاخلاقية هي من دعائم التربية الصحيحة لانها تهتم بتكوين الانسان , التربية الايمانية والروحية تسهم فى تكوين المواطن الاخلاقى الملتزم بقيم المحبة ومشاعر الرحمة وكراهية الظلم والعنف والعدوان على الاخرين , الطفولة حق ويجب ان تحترم الطفولة بكل ما تتطلبه من حقوق الطفل على ابويه ومجتمعه , لن ينهض مجتمعنا الااذا  نهضت اساليبه التربوية وكانت المدرسة هي المهمة الاولى فى اهتمام المجتمعات , وكان التعليم رسالة راقية الاهداف وليست مؤسسة تجارية تعمق الفجوة بين طبقات المجتمع وتضاعف مشاعر الحقد والانانية والكراهية فى المجتمع الواحد , نريد جهدا مضاعفا لتكوين الانسان لكي يكون هو قاطرة التنمية الاقتصادية والانتقال من مجتمع التخلف الى مجتمع اكثر مواكبة لعصره ..

( الزيارات : 838 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *