التردد

التردد صفة مذمومة في الإنسان وتدل على ضعف في الشخصية وعجز عن اتخاذ القرار وعدم القدرة على التمييز بين الأشياء بطريقة واضحة..
هذا هو الوصف الذي يعطى لهذه الصفة وهي وصف صحيح في معظم الأحيان..ويقابل هذا الوصف الرجل المقدام صاحب القرارات والإنجازات..
تعالوا نتأمل قليلا..
قد لا يكون التردد دالاً على الضعف .. والعقلاء مترددون في الغالب , لاعن ضعف وأنا نتيجة تأمل عاقل لئلا يندمون..ارتبط العقل بأذهاننا بالضعف .. وهذا خطأ كبير ..فاللحظة الأهم في حياة الإنسان هي لحظة القرار , والعاقل يفكر في كل الاحتمالات الممكنة ويفترض كل ممكن ويريد أن يربح لا أن يخسر .. التجار الكبار مترددون ولا يقدمون بسهولة خوفاً من المغامرة والخسارة والزعماء السياسيون مترددون في الغالب عندما لا تتضح لهم الأمور بطريقة جلية..
الشباب أكثر إقداماً بحكم اندفاعهم وشبابهم..الشيوخ أكثر تردداً وخوفاً من الفشل والخسارة..
أحب الشباب المقدام المتمرد الغاضب المتطلع للأفضل ..فالمغامرة محببة للنفوس..التمسوا العذر للشباب فقد يحققون مالا يحققه الشيوخ من إنجازات..
قلت في محاضرة في الأكاديمية الملكية في الأشهر الأولى للربيع العربي:
ما كان يطالب به جيلنا لمدة نصف قرن من الزمن ولا يستجاب له أصبح يتدفق على الشباب الغاضبين كالسيول في الوديان ..
هذه هي الحياة.. وهذه قوانينها..فأنصتوا لألحانها الشجية..واستمتعوا بعظمة تدبير الله لشؤون الكون ..
فهل أنتم مع إقدام الشباب أم أنتم مع حكمة العقلاء.؟!.

( الزيارات : 1٬459 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *