التصحيح لاجل رفع البلاء

. كلمات مضيئة.. التصحيح لاجل رفع الوباء

الاحقاد ليست صفة اصيلة فى النفس , وانما هي صفة عارضة ناتجة عن تلك المشاعر.المرضية المخيفة  المتولدة من ذلك الاحتقان الداخلى الناتج عن الشعور بالظلم والاضطهاد  , الغضب لا يعنى الحقد فى كل الحالات , الغضب طبيعى ولا بد منه  وهو صفة كمال بشرط ان يقع التحكم فيه وان يكون كسلاح يستخدمه صاحبه عندما يحتاج اليه للدفاع عن نفسه ، عندما يولد الطفل لا يشعربالحقد ثم يولد بعد ذلك ويكبر الى ان يتمكن ويترسخ ويصبح مرضا خطيرا يفتك بصاحبه    , لا احد في الحياة لا يشعر بذاتيته ويتطلع لحريته. ويضيق بالوصاية عليه ، لا احد لا يشعر بانه ككل الاخرين يملك من الحثوق ما يمكنه من تلبية كل مطالَبه  المعاشية , وهي مطالب ضرورية و مشروعة  ، لا احد لا يملك الحق فى كل ما يحتاج اليه مما ارتبطت حياته بطريقة فطرية من خلال تلك القوة الغريزية التي توجد كاملة في الانسان منذ ولادته. لكي يحافظ بها علي حياته وصحته وكماله. ، و القوة الشهوانية  هي القوة الغريزية الاهم. في الانسان لان بها يطلب كل ما يحتاج اليه من الطعام والشراب ، ولولاها لما كانت الحياة ولما استمرت ،  القوة الشهوائية  هي التي تلح  لطلب ما يضمن حاجات الابدان  ، كل نفس تطلب اسباب كمالها البدني من خلال تلك القوة الغريزية ، وهي قوة لا علاقة لها بالعقل وهي منفصلة. كليا عنه ، وهي قوة عمياء تعمل بطريقة آلية لحماية الحياة ، انها قوة. غير. نانجة عن التأمل. والتفكير، ولذلك نجدها في الصغير والمجنون ونجدها في الحيوان كما نجدها. في الانسان ، انها. القوة التي تضمن اسباب الحياة كالطعام والشراب ولولا هذه القوة لما كان السعي  لاجل كسب اسباب الحياة ، الذى لا يجوع  لا يشعر بحاجته للعمل ولا يجد المبرر للنهوض من مكانه   , وهي القوة التي تضمن استمرار الحياة بالشهوة الجنسية التي يكون بها التناسل والإنجاب والاستمرارية ، كل ما يضمن الحياة هو حق لصاحبه ويجب الاعتراف به كحق انساني لاجل الحياة ، ولا يحرم منه اَي انسان ولو كان عاجزا عن الحركة , الحق فى الطعام كالحق فى الهواء وهو الحق الوحيد الذى لا يمكن حرمان الانسان به , لا حياة بغير طعام  والحرمان من الطعام هو جريمة كالقتل لانه سيفضى الى الموت لا محالة ، العدوان علي الانسان يشمل كل سلوك يحرمه من حقه. في اَي سبب من اسباب حياته , واهمه هو الحق فى الطعام ، من حرم من اَي حق من حقوقه. فسوف يغضب لامحالة ، وتتولد لدية رغبة غريزية ثانية هي قوة الغضب. التي تمكنه من الدفاع عن نفسه ضد كل من  اعتدى عليه , من حق الجائع ان يبحث عن طعامه  ولو عن طريق القوة دفاعا عن حياته , حق الدفاع عن الحياة حق مشروع  لكل جائع , من سرق لكي ياكل فليس سارقا  ولا معتديا , السارق هو الذي يسرق بنية العدوان على الاخرين ولا يرد الجايع عن طعام  يدفع به جوعه  ، والغضب قوة مدافعة عن النفس  ولا حدود لحق الانسان فى الدفاع عن حقوقه  ، وفي لحظة الغضب يفقد الانسان السيطرة علي نفسه ، ويقف العقل. عاجزا عن الامساك بمقود صاحبه. ، الغضب هو القوة الاشد في الانسان. ، مهمة العقل ان يمسك بزمام صاحبه. في حالتي الشهوة. والغضب لكي لا تندفعان. به نحو الهاوية التى لا يريدها ، العقل هو المنارة التي تضيئ الطريق. الذي يقودالانسان  الي الافضل له والتي تشعره بخطورة ذلك  الاستسلام  لتلك الغريزة العمياء التى تقوده الى ما يندم عليه  ، ولكن العقل لا يملك الانياب الجارحة ، انه ناصح آمين ضعيف. امام طغيان الغضب المتدفق كالبركان ، عندما يشعر الانسان بالظلم في اَي حق من حقوقه يبدأ التحرك الداخلي من خلال. المشاعر وتتدفق الدماء في كل مكان كالبراكين ، مهمة التربية ان تمسك بزمام ذلك الانسان وان تضعف. تلك القوة الغضبية الجامحة ، وتجعلها تحت سلطة العقل بحيث يكون السلوك عادلًا لا تجاوز فيه ، وتتولد لدى الغضوب  رغبة خفية للانتقام من ذلك المتجاوز المستفز ، وعندما تتراكم. تلك. المشاعر الغاضبة في الداخل ولا يجد صاحبها وسيلة للتعبير عنها يكبر الحقد كخط دفاعي خفي للتعبير عن الانا.الذاتية في كل ما تعتبره حقا لها ، لا احد لا يملك هذا الحق ، ولا احد لا يشعر به ، في مجتمعات الحضارة تكبر الاحقاد لعاملين :

الاول : مجتمع الحضارة. يعمق الانانية. ويباعد بين الطبقات ، ويبرر التفاوت ويحمي الظلم باسم القانون والعدالة والاعراف ، فيكبر الحقد الداخلي وتشتد الكراهية المكبوتة ، والثاني : في مجتمع الحضارة تضعف الروابط الاجتماعية وتقسو القلوب ويقل  الضغط الاجتماعي المنكر للظلم  ويكون الامتلاء اشد والغضب المكبوت اقوي وتكبر الكراهية. بالأنانية المستفزة للمشاعر عن طريق سلوكيات الترف في مجتمع لا يجد المستضعف فيه ما يخفف عنه. ،مشاعره بالظلم ,  هذا المجتمع الحضارى المشبع بالانانية  البغيضة  قد ينهار في قمة انتصاره  كالشجرة التي. علت في الارض واستطالت وتحدت ، العواصف. لا بد منها في كل خريف ، ومن طبيعة العواصف انها تصحح. وتجدد ، وتسقط ما تطاول. وتهدم ما تقادم لكي تتجدد الحياة ويكون الربيع ضاحكًا بملامح الحياة ومبشرًا بربيع قادم ، لا بد من قدوم  الخريف في موعده عندما يريد الله ان يحدث أمراً ، لكل شيئ نهاية. ولا خلود للاحياء ماكان له بداية فلا بد له من نهاية ، الشيخوخة لا تدوم طويلا وان طالت مدتها ، من اليسير ان تفسر. كل الظواهر الكونية بالعلم والأسباب ، وهناك مالا يمكن تفسيره الا بالإيمان بالله والتسليم بحكمة تدبيره فيما اراد ، الاسباب الظاهرة لا بد لها من اسباب خفية ذات طبيعة. ايمانية. تدفع اليها ، محنة وباء كورونا جاء من غير توقع. ولا إعداد وليس بجهد انساني ، وتأملت كثيرا فيه ولم اجد له تفسيرًا سوي ذلك. التفسير الايماني بان الله اراد ان يكون ذلك كرسالة للانسان في كل مكان من الارض ويجب ان تقرا بعناية , وعندما تاملت فيها لم اجد لها سببا ظاهرا , ولم يتوقعها أي احد , ولا احد يعرف  نهايتها , , ما زال العالم مذهولا ولا يصدق ان كل هذه الحضارة عاجزة عن ايقاف ذلك الهجوم على الانسان ,  و تتضمن تلك الرسالة كما فهمتها  ما يلي

: اولا : العبث بالحياة. امر لا يحبه الله من عباده ، لقد استخف الانسان بكل قوانين الطبيعة وظن انه اكتشف كل شيئ فيها وتحكم بكل الاسباب ، وظن ذلك الانسان ان العقل سيقوده الي الافضل له واكتشف بعد ذلك الوباء جهله وضعفه  وعجزه .

،ثانيا : لقد تجاهل الانسان رسالة الله الي كل خلقه انهم مستخلفون علي الارض. لكي يعمروها بجهدهم وعملهم ، ولكن الانسان طفي واستكبر وعلا في الارض وظلم كل المستضعفين من عباد الله ، وكان وباء كورونا رسالة صغيرة جدا لذلك الانسان في كل مكان ان فيروسا صغيرًا لا تقدر عليه ولاًتقوي علي مواجهته ، ما اشد جهل الانسان واقل حيلته ، اين غرور. الطغاة في الارض الذين ظلموا واستعبدوا المستضعفين من عباد الله ، وهم حائفون في بيوتهم المغلقة ان يسلط الله عليهم هذا الفيروس وهم في مخادعهم ، كنت افهم كل ذلك. من منطلق ايماني وروحي وهو ان الله اراد ان يكون الوباء رسالة موقظة للعباد ان. يصلحوا في الارض ولا يفسدوا فيها  وان يعدلوا فيمااتاهم الله. من اسباب الحياة وألا يظلموا المستضعفين من عباده  والا يخيفوهم بما يملكون من المال والسلاح والجيوش واسباب القوة ، فالله اقوي منهم جميعا ولو اجتمعوا  واقدر علي حماية عباده. ،ان ارادوا بهم شرا  بما يملكون من اسلحة الدمار .

 لم أتوقع قط ان يحدث اليوم ما نراه من محنة. لم يتوقعها احد من قبل  ، انها محنة هي الاشد في تاريخ الانسانية ، لقد ظن الانسان ان عصر الاوبئة قد انتهى ,  ان الاحقاد الناتجة عن الظلم الاجتماعي والطبقية واذلال كل المستضعفين في الارض من الشعوب باسم العدالة والقانون والشرعية الدولية قد كبرت وترسخت واصبحت. منهجًا. معتادا في النظم الاجتماعية والعلاقات الدولية ، كل هذا لا يقره الله. ولا يرضاه لعباده. ، وكانت رسالة انبياء الله هي الدعوة لتحرير الانسان من العبودية والطغيان والفرعونية المتجددة تحت شعارات. مختلفة وفي كل عصر تتجدد وترتدي. الثوب الملا ئم لها تحت شعار الحرية الشخصية والملكية الفردية والعولمة الاقتصادية ، لا اجد الدين في اي نظام وضعه الانسان لتكريس الظلم الاجتماعي. ، ولا اجد الاسلام وهو رسالة الله لكل عباده فيما عليه المسلمون قديمًا وحديثًا من الأنظمة والمفاهيم والسلوكيات ، ويستمد الاسلام من كلام الله اولا ومن السنة البيانية التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان ما اراده الله من الاحكام والتوجيهات والاصول والحقوق ، ولا يستمد الاسلام من تاريخ المجتمعات الاسلامية التي ابتعدت عن منهج اسلام النبوة ولا من جهد العقول التى اسهمت فى اثراء الثقافة الاسلامية ، يجب ان تتحرر ثقافة الاسلام من سيطرة ثقافة المجتمعات المتعاقبة التي كانت تعبر عن مدي فهمها لما خوطبت به متاثرة بمجتمعها ومعبرة عن  رقيها او انحدارها في فهم الاسلام كرسالة من الله لكل عباده ، كنت اري الحياة من منظور متكامل كوحدة. واحدة ، لا شيئ في الوجود خارج الفلك الذي يجري فيه بامر الله ، لا بد من الترابط والتناسق , والكون كله يعمل كما تعمل الابدان ، اي. خلل في اَي عضو يؤثر علي عمل الاعضاء الاخري ، فيروس صغير يتحرك في البدن بنظام محكم وكل الجسد ينهار بسببه ، والظلم الاجتماعي. يسبب الاحقاد الطبقية والكراهية ويسعي المظلوم عندما يشتد الظلم عليه ان يدافع عن حياته بكل الوسائل التي يملكها ، وأقربها اليه وأيسرها عليه ان يلجإ الي الله بالدعاء ان يدفع عنه الظلم والبلاء  ، ولا بد من العدالة الالهية التي تشمل كل العباد ، البلاء يرفع  عن العباد بالتخفيف من المظالم الاجتماعية ، تلك نظرة ايمانية الي البلاء ، وهو امتحان من الله لكل الانسانية ، لكي يستيقظوا من غفلتهم ولكي يصححوا ماهم فيه من تلك الانانية. البغيضة المستفزة لمشاعر  المستضعفين ، لا احد لا يغضب اذا وقع العدوان عليه ولا احد لا يحقد عندما يشتد الظلم عليه ، اذا عجز المظلوم عن. مقاومة ظالمه. لجأ الي الله شاكيا امره اليه ، تعالوا نجرب أمراً في حياتنا في ظل  محنة وباء كورونا انً نرفع الظلم عن كل المظلومين ، وان نعيد الحقوق لمن اغتصبت حقوقهم وان نكف كل يوم عن تخويف العالم كله بالسلاح والحروب وان يكف طغاة العالم عن الطغيان واستنزاف ثروات الشعوب  الفقيرة  بتلك المديونيات الربوية المذلة ، اليست تكلفة رفع الظلم اقل خسارة. من تكلفة الوباء ، لكي تعيش الاسرة الكونية في كل مكان. متحابة متعاونة متكافلة يسعي البعض في تخفيف المعاناة عن كل المستضعفين من كل الشعوب من غير تمييز ، الخير هو الخير في كل مكان والشر هو الشر ، ولا هوية لكل منهما سوي اسم الصالحين. ..والفاسدين ، والخير. هو الطريق الذي يقود الي الله وهو رسالة الله التي خاطب بها كل عباده ، وهذا هو الاسلام الحق الذي جاء به سيد المرسلين..

 

 

( الزيارات : 552 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *