كورونا الى اين

    كلمات مضيئة..كورونا الى اين

أزمة كورونا تمثل المنعطف الاهم في تاريخ العصر الحديث ، ما بعد هذه الازمة  ليس كما كان قبله بدرجات احتمالية متفاوتة في التأثير علي المجتمع المعاصر . لا احد يمكنه ان يتنبأ بما سيكون من بعد ولو بعد اسبوع واحد , الكل يتابع اخبار الوباء وهو يتمدد فى كل القارات من شرق وغرب لا يفرق بين بلد واخر ولا يستثنى احدا ، كل الاحتمالات ممكنة ولا نهاية لهذا النفق حتى اليوم ومازلنا فى البداية , خمسة عشر يوما من هذا الحجر الصحي الصارم فى كل العالم بدرجات متفاوتة ,  ، مايزال المجتمع الانساني عاجزا عن السيطرة علي الوباء  وايقاف ما يمكنه ان يكون.  ، وعندما يعجز العلم  عن التفسير يكثر المنجمون الذين يدعون معرفة حركة النجوم والأبراج. ، كل شيئ بأسبابه الظاهرة ، ولا بد لنا فى هذه الازمة  الوبائية من الايمان بالله. في هذه المحنة وكل ما يجري فى هذا الكون هو بامر الله. وحكمته ، وكل ما عداه. من التفسيرات لا اهمية له ، ولابد من الاسباب التى ارادها الله , مع الدعاء الى الله ان يلطف بعباده  في هذه المحنة  ، الواقع. يفرض نفسه من خلال الاسباب الظاهرة ، وماًكان بالاسباب فلا يزول الا بالاسباب ، اذا لم يتحكم العلم في حركة الطبيعة وايجاد الحلول  العلمية  لكل المفاجات  فألمحن سوف تتجدد لكي تذكر الانسان  بضعفه وعجزه  وعبوديته لربه  لكي يعود  الي رشده ويكف عن. تحدي الله  فى ظلم عباده  والاستعلاء فى الارض  الذى يدفعه للعبث . في النظام الكوني الذي اراده  الله للحياة ، امران لا بد منهما  لكمال الحياة : الايمان بالله لا شريك له ، واحترام الحياة. بكل اسبابها لكل عباده , ما زال الانسان يجهل الكثير من امر الكون  والحياة  ، الحياة لكل خلق الله ، ولا احد اولي بالحياة من احد ، كورونا رسالة ايمانية  موقظة. لذلك الانسان فى كل مكان ، حالة الخوف والرعب في الكون. كله لم تشهد البشرية لها مثيلا من قبل ، الكل يتساءل عن النهاية. ولا احد يعرف ذلك وان ادَّعاه ، كل الاحتمالات ممكنة ، وهي ثلاثة   :
الاحتمال الاول : ان يتوقف الوباء بعد شهرين أوثلاثة. اشهر علي. ابعد تقدير وتعود الحياة لطبيعتها وكما كانت عليه ،والكل يامل ذلك ويتمناه ,  ولكن. سيكون. المجتمع منهكًا من تأثير تلك المحنة. ويضعف الاقتصاد العالمي والإنتاج وتترنح. أسواق المال,  ولكن من اليسير التغلب علي كل ذلك خلال سنوات قليلة بجهد الانسان , وهذا الاحتمال يتطلب اتباع التضحية والالتزام بالضوابط الصحية لمنع انتقال العدوى ..

والاحتمال الثاني : ان يستمر الوباء لمدة سنة وسنتين ولا خيار الا التخفيف من قيود الحجر الصحي. بالقدر الذي. يساعد علي عودة الانتاج وعودة الحياة الي طبيعتها والاخذ بكل وسائل الوقاية الشخصية ، وهذا الواقع. مكلف بغير حدود  على الصعيد الاقتصادى  وقد يؤدى الى اضطرابات  اجتماعية  وسياسية , وسوف يؤدي لا محالة الي الكساد والانهيارات. والإفلاسات المالية. والانتفاضات الشعبية الناتجة عن البطالة والجوع ، وفي هذه الحالة لا خيار الا اعادةً توزيع الثروات وتدخل الدولة بطريقةً اقوي في الاقتصاد. وحركة. المال والملكيات الفردية وتوجيه كل المال الاجتماعى لخدمة الحياة ،.
اما الاحتمال الثالث فهو بعيد جدا وخطير جدا . وأرجو ان يكون بعيدًا باللطف الالهي  لعباده  ، وبجهد العلماء المختصين فى الاوبئة  للتخلص منه والتصدي له وإيجاد علاجات توقف خطره  ، ولكنه احتمال. لا يمكن استبعاده وهو ان. يعجز الانسان بكل. قدرات العلم والمختبرات المتخصصة من ايجاد علاج. له. او عودته. من جديد بشكل مختلف واكثر قوة وعدوانية. ويقتحم البيوت من خلال تلوث الهواء ، وعدم امكان  السيطرة عليه او تفادي خطره ، هذا الاحتمال. لا قدر الله. سيكون كارثة انسانية بكل المقاييس وسوف يؤدي هذا الواقع  الي. التعايش مع الوباء  والقبول به لاجل استمرار الحياة مهما كانت نتيجة ذلكً مكلفة في الأرواح ، الحياة سوف تستمر لا محالة مهما فعل الانسان. بمن فيها وما فيها ، نحتاج الي الايمان الديني لكي يمنحنا الفهم والطمأنينة والسكون القلبي والرضا بقضاء الله ، وفي جميع الأحوال فان هذه الحضارة المادية قد بلغت شيخوختها. ولا يمكنها الاستمرار لانها. ذات طبيعة انانية فردية وعنصرية وسعت للسيطرة علي العالم كله. وتجاهلت. حقوق الاخرين. ، لا بد من نظام عالمي جديد يوقف طغيان القوة والاتجار بالانسان. ، وتكون الشرعية فيه. للاسرة الكونية بما يحقق مصالحها المشروعة بعدالة لا ظلم فيها ، نظامً كوني يحمل خصائص الانسانية. رحمة ومحبة. وسلاما ، مجتمع انساني بغير. حروب وجيوش وبغير عنف ولا عنصرية ، الحياة لاجل الانسان. والانسان. لاجل استمرار الحياة ، لا بد من التعايش والتساكن منهج وحيد لاجل الحياة. ، ولا بد من التكافل والتعاون. لاجل التخفيف من المحن والازمات ، واخطرها. الفقر الذي يولد الاحقاد بين الافراد ، الفقر ليس عدلًا في جميع المعايير الانسانية ولو لعاجزلا يقوي علي العمل ،. كل المستضعفين في الارض شركاء في حق الحياة ، العدالة تخترق كل الحدود السياسية. والقارات لتشمل الاسرة الانسانية كلها. ، الشعب العربي واحد ولو تعددت دوله ، ويجب. ان. يكون له موقعه في النظام العالمي الجديد للدفاع عن وجوده ، ولن يكون ذلك الا بأمرين
:
اولا : وحدته السياسية التي تضمن له الاستمرار. في منطقته ، وهذا خيار وحيد لاجل البقاء
وثانيًا : السيطرة علي ثرواته والتحكم فيها لكي تكون في خدمة كل الشعوب العربية وتوزع بعدالة ، ولا يمكنه ان يراهن علي الغرب لحمايته , وأحذر الدول الخليجية من التحالف مع اسرائيل ضد مصالح الامة العربية او ضد شعوب المنطقة ، اسرائيل بدعم من الغرب هي الخطر الاكبر. التي. يهدد المنطقة العربية كلها ، اسرائيل تطمح. ان تكون. هي المسيطرة علي كل منطقة الشرق الأوسط وان تستعيد مجدها كما هو في الأساطير الصهيونية ، لا بد من التغيير والتصحيح في الافكار والنظم ، لاجل الاجيال المقبلة ، وجيلنا مؤتمنً علي عصره. ، الايمان الديني هو الذي يمكننا من التغلب علي محن هذا العصر المتعاقبة ، والاسلام كرسالة من الله لكل عباده سوف يجعل شعوبنا اقدر علي الصمود في وجه هذه العواصف التي تواجه الانسانية ..

أعلى النموذج

١

أسفل النموذج

 

 

( الزيارات : 415 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *