التعلق بالدنيا مذل لصاحبه

من تعلق بالدنيا أذلّته ومن تعلّق بالله سُخِّرَت الدنيا لخدمته ، والسبب في ذلك أنّ الدنيا مسخرة لخدمة الإنسان ، والإنسان هو المخاطب وهو المكلّف وهو المقرّب إلى الله وهو المحجوب عن الله ، فإذا تعلّق بالدنيا حجبه هذا التعلّق عن الله ، وكلّ تعلقٍ حجابٌ ولا يشرق النّور الإلهيّ في قلب العبد إذا كان هذا القلب محجوباً عن الله ، ولهذا فإنّ حبّ الدنيا صفةٌ مذمومةٌ ، لأنّها تدفع صاحبها لأفعالٍ مذمومةٍ ، وأخطر ما ينتجه حبّ الدنيا هو الطمع ، والطمع يدفع صاحبه للغش والاحتكار والسرقة والرشوة وأكل أموال النّاس بالباطل ، كما يدفع الطمع صاحبه للنفاق والتملّق والكذب رغبةً في الوصول إلى مطامعَ دنيوية ، فلا يوثق بطامع ، ولا ورع مع وجود الطمع ، والطامعون في الدنيا أذلاء ، ولا حدود لما يفعله الطمع في النّفوس من توليد سلوكيات خاطئة … ولا كرامة لطامع ، والطمع من أمراض القلوب ، ولا بدّ من مجاهدة النفس لكي تتمكن من التخلص من الطمع ، والطامع لا يسود ، ولا تقع الثقة به ، ومن تعلّق بالله ضَعُف لديه التعلق بالدنيا وضَعُف لديه الطمع ، وتحرّر من كلّ التعلقات المذلّة له . 

 

( الزيارات : 1٬667 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *