التغيير حتمى..وطريق المستقبل

صورة المستقبل

المجتمع الإنساني يتجه نحو الجديد , والتغيير حتميٌ , ولا خيار لنا أن نقبل أو لا نقبل , فما سنرفضه الآن سيقبله الجيل اللاحق إذا وجده ملائماً له , وأحفادنا سوف ينظرون إلى عصرنا كما ننظر نحن الآن إلى عصر أجدادنا قبل مائة عام , ونتساءل كيف كانوا يعيشون , فليس الجديد هو الأفضل أو الأسوأ , وإنمّا الجديد هو ما سيلائم عصر الأحفاد , ولو كان سيئاً في بعض أشكاله , ويجب أن يتجه اهتمام كلّ جيل لمناقشة قضاياه ومشاكلّه كما يراها هو وليس مكلّفاً بمناقشة ما سوف يأتي في المستقبل, فتلك مهمة الجيل اللاحق , والعقل البشري هو أداةٌ التمييز والاختيار , ولن يقف عاجزاً أمام القضايا الجديدة , والفكر يجب أن يواكب حركة التغيير الحتمية , ولن تسير البشرية نحو الأسوأ , فالتقدم الذي يحصل في ميدان الحقوق الإنسانية لن يتراجع , فعصر العبودية قد انتهى , وعصر الاستبداد سينتهي حتماً , وإرادة الشعوب ستكون أوضح وأقوى , وحقوق الإنسان سوف تُحترَم أكثر من السابق , والمجتمع الإنساني سوف يحتاج إلى الدين وإلى ثوابت الدين المرتبطة بالإيمان بالله والالتجاء إلى الله والقيام بالعبادة , والتمسك بالقيم الأخلاقية التي دعا إليها الدين , كالعدالة والحرية الإنسانية وكرامة الإنسان والمساواة بين البشر والتكافل الإنساني وتحريم المفاسد في السلوك الإنساني كالزنا والسرقة والقتل, وهذه الثوابت لن تتغير , وسوف تزداد رسوخاً , والدين هو أكثر رسوخاً في النفس وتأثيراً , والقوانين الوضعية سوف تتجه أكثر لإقرار العدالة في الأجور والتوزيع والثروات والحقوق الإنسانية وحقوق المرأة والتعليم , وإلى عدالةٍ أكثرَ في الحكم , وإلى إقرار دساتيرَ أكثرَ ديمقراطيةً ..

ومن الطبيعي أنَّ المجتمع الإسلامي سوف يحتاج إلى فهمٍ أعمق لأحكام الشريعة , وإلى التوسع في الاجتهاد الفقهي بما يحقق أهداف الشريعة ومقاصدها الاجتماعية , والاجتهاد الجماعي الذي يصدر عن المجالس العلمية أقدر على دراسة المشاكل والقضايا .

والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً , وبخاصة مشكلات الفقر والبطالة والجهل والأميّة , وهذا هو التحدي الأكبر والأخطر , والجهود التي تبذل اليوم لمواجهة هذا التحدي أقلّ من الجهد المطلوب , وهذا سيكرس حالة التخلف التي يعيشها مجتمعنا , وقد تزداد الفجوة بيننا وبين الآخرين , والأهمُّ من هذا كلّه أن تحافظ أمتنا على هويتها وخصوصياتها الثقافية , وأن تحمي وجودها , وهذا أمرٌ مؤكدٌ , فلا خطر على هذه الأمة , وهي قادرةٌ على حماية ذاتها , والتحديات تزيدها صموداً وتضحيةً .

( الزيارات : 1٬469 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *