الثروة الكونية..ملك لكل الاجيال

     

 

 

الثروة الكونيّة…

هذه الأرض التي يعيش الإنسان فوق ترابها هي ملكٌ لكلّ سكانها ، وكلّ من يعيش فوق هذه الأرض فله حقّ الحياةفيها ، والحيوان يملك الحقّ في الحياة فوق هذه الأرض ، فلا يجوز إفناء أيّ نوعٍ من أنواع الحيوان إلا إذا كان معتدياً وضاراً بالحياة ، فلا يُقتَل حيوان لمجرد الرغبة في القتل ، و إنما يُقتَل إذا اعتدى على حياة الإنسان ، ولا يُمنَع أيُّ حيوان من طعامه الذي خلقه الله له ، و الحيوان القوي يعتدي على الضعيف و يأكلّه ، وقد سُخِّر الحيوان لإطعام الإنسان ، و البشر متساوون في حق الحياة وفى كل الحقوق الانسا نية ،    والكلّ مُسخَّر لتوفير أسباب الحياة في هذه الأرض ، والإنسان مُسخَّر لخدمة الحيوان يربيه ويطعمه ويعتني به ، وارتبطت مصالح البشر ببعضها ، فالمزارع يزرع الأرض ليأكلّ منها الآخرون ,والصانع ينتج السلع التي يحتاج إليها الناس ، كالملابس والمساكن والأطعمة والأدوية ,والكلّ يبحث عن مصلحته ، ولا يضيق أحد بما يقوم به.. وكلّ ما تضمُّه الأرض من ثروات ومناجم وأنهار وبحار وأشجار فهو من الثروة الكونية التي لا يجوز لأحدٍ أن ينفرد بملكيتها و يمنع غيره منها ، وكلّ المعارف وأنواع العلوم والتكنولوجيا هي من الثروة الكونية التي أسهم الإنسان في اكتشافها , ولا يمكن لأحدٍ أن يدعى ملكية المعرفة الإنسانية , ويجب أن تُوزَّع هذه الثروات بين الشعوب بالعدل , ولا يُحرَم منها أحد , فلا يُحرَم أي ساكن من أرض يسكنها وغذاء يأكلّه ومعرفة ينتفع بها , فمن لوّث السماء فقد اعتدى على هذه الثروة الكونية , ومن سمم البحار فقد اعتدى على الحياة في البحار , ومن قتل الأحياء بالإشعاع النووي فقد ارتكب جريمة ضدّ المجتمع البشري , ومن اخترع سلاحاً مدمراً فقد هدّد المجتمع البشري واعتدى على حياة الأبرياء , وكلّ إنسانٍ شريكٌ في الثروة الكونية , في الأرض والبحر وفي ثروات الأرض الظاهرة وفي الكنوز في أعماق الأرض والبحار وفي الفضاء , ويجب أن توزع الثروة الكونية بالعدل بين الشعوب , ويملك سكان الصحراء ما يملكه سكان الأراضي الخصبة من الثروات , والأرض لمن يعمل فيها وعشر ما تنتجه الأرض يوزع على الفقراء , ويجب أن يُفرَض على الدول الغنية أن تدفع عُشْرَ دخلها القومي للشعوب الفقيرة , والعشر قليل , ويشمل ذلك المعادن والنفط والزروع وكلّ أنواع الإنتاج , وأن تبنى لها المدارس و المستشفيات والسدود وكلّ ما تحتاج إليه من مطالب ضرورية ..

( الزيارات : 1٬184 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *