الملكية الفردية..ومالا يورث

يمكننا تصوُّر الملكية الفردية في المنقولات وفي كلّ شيء مما ادخره الإنسان نتيجة جهده وفي كلّ ما ورثه عن أسلافه مما يقبل الإرث , كالمسكن واللباس والمحل التجاري والأرض التي يقوم بحراثتها والعمل فيها ، ويمكن للإنسان أن يرث مكتبة أبيه ولا يرث علمه , ويرث اسمه ولا يرث خصاله ومكانته ومركزه إلا بجهده الشخصيّ, فلا علم لمن لم يتعلم , ولا مكانة لمن لم يبن لنفسه تلك المكانة باستقامته ومواقفه وخصاله الرفيعة , والأنساب لا تمنح الإنسان شرفاً إذا تصرف تصرفاً مخلاً بالشرف , فالشرف سلوكٌ يُمنَح لمن يستحقه ويُجرَّد منه من لا يستحقه والسلطة يستحقها من هو جدير بها ممن تختاره الأمة , , والسلطة لا تُورَث الابارادة الامة, وكلّ ملك مغتصب  لا يورث ويرد إلى صاحبه , وكلّ مال جمع عن طريق الظلم لا يُورث ,ولا شرعية له ويرد للمجتمع , والأرض لمن يعمل فيها ومن لم يعمل فيها انتزعت منه , لأن الأراضي أعدّت للزراعة ، والدولة مؤتمنة على مراعاة المصالح الاجتماعية وأن تحكم بالعدل وأن تحمي المصالح ، والإنسان مؤتمن على ما كُلِّف به ، فمن قعد عن القيام بما كلّف به فقد قصر في أداء واجبه …

ولا ولاية على الكبارابدا, ولا ولاية لسفيه على مال أو ولد ، ولا تسند إليه مسؤولية ، والتاجر الذي يحتكر أقوات الناس وما يحتاجون إليه من سلع وخدمات وضروريات عيش يعتبر ظالما، والحاكم الذي يثقل كاهل شعبه بالضرائب والتكاليف الظالمة والأزمات والحروب يعتبرظالما إلا إذا فعل ذلك لمصلحةٍ واضحةٍ ومُعترَفٍ بها ، والأرباح الفاحشة سرقة لأن المشتري لا يدفع القيمة المضاعفة إلا بسبب جهله بالثمن الحقيقي ,  وما جاءت الشريعة إلا لحماية الجهلة والمستضعفين ,والربح المشروع هو ربح المثل المعتاد في العرف التجاري ,والعامل هو المنتج والعمل هو ركن الإنتاج ، والعامل شريك فيما ينتج ولا يُظلَم في حقه .


 

( الزيارات : 727 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *