مسؤولية الانسان فى حماية كرامته

مسؤوليّة الإنسان في الحفاظ على الكرامة

عندما يولد الإنسان يكتسب في لحظة ولادته جميع حقوقه الإنسانية ، وأهمّ هذه الحقوق حقّه في الحياة وما تتطلبه هذه الحياة من حماية هذه الحياة ، فلا يُعتدى على حياته ، ولا يملك أيّ أحد أن يعتدي على هذه الحياة ، ولاشيء يعوض الحياة ، ولذلك كان القصاص هو العقوبة الأعدل ، ومن متطلبات الحياة الكرامة الإنسانيّة ، ولا كرامة لجائعٍ أو مُستذَلٍ أو جاهلٍ أو أميٍّ ، ويجب أن يُوفَّر للإنسان الطعام والتعليم الضروريّ والعلاج والحريّة والمشاركة في تقرير مصيره وفي كلّ أمر يخصّه ، وأن يُعامَل المعاملة التي تشعره بالكرامة ، وأن يشعر بالمساواة مع غيره ، وألا يكون هناك تمييز في نظر القانون أو المجتمع ، وأن يكون له أجرٌ عادلٌ يكفيه ، وضمان ماديّ في حالات العجز والمرض ، وألا يُكلّف ما لا يطيق من الأعمال احتراماً لإنسانيته ، ومن كرامة الإنسان أن يشارك في اختيار من يحكمه ، وأن يُحترَم حقّه في مقاومة كلّ من يعتدي على حياته وماله وحريّته ووطنه وخصوصياته الدينيّة والثقافيّة ولا يُجبر على طاعة ظالمٍ أو الرضوخ لسلطة معتدية ..وحقّه في الكرامة تثبت حقَّه في مقاومة كلّ عدوان عليه ، والمقاومة واجبة للدفاع عن الكرامة ولا كرامة لمفرّط في كرامته أو حريته ، ومن فرّط في حقّ من حقوقه فقد قبل الذلّ والاستسلام وخان أمانة الحفاظ على قيم الإنسانية ,وهو آثمٌ ومفرط     

والإنسان مؤتمن على كرامته وحريته ، ومن فرّط فلا عذر له ، ومن استسلم فلا كرامة له ، ومن تربّى على قيم الحريّة فلا يفرّط بها ، ومن تربّى على قيم العبودية فلا يمكن أن يشعر بأهميّة الحريّة في حياته ..

والجهاد دفاع عن الحريّة ، ولا جهاد في العدوان ، والمقاومة جهادٌ ولو في الإنكار القلبي ، ثم ينمو هذا الإنكار إلى سلوك المقاومة ، والمقاومة ليس فقط بالسلاح والعنف وإنّما هي موقف رفض للظلم ، ووسائل المقاومة كثيرة ، فقد تكون مقاومة سلميّة ولكنها مؤثرة أمام جبروت القوة ، وتلاحم المضطهدين جهاد وقوة والغضب المكبوت مقاومة ، ولا حوار ولا مفاوضات بين طرف قويّ وطرف ضعيف فالضعيف لا يملك الدّفاع عن حقوقه ، والظالم خائفٌ على الدوام والمقاوم لا يخاف أبداً ، ولا يملك ما يخاف عليه ، ولا قيمةانسانية لحياة العبوديّة ، والموت أشرف وأكرم من حياة العبوديّة والمذلّة , والمنافقون لا يستحقون الكرامة.

( الزيارات : 1٬278 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *