نحن… والحضارة الغربية

 

ما ضاقت المجتمعات الإسلامية منذ فجر الإسلام بالأقليّات المسيحية واليهودية ولا طاردت الدول الإسلامية التي خضعت لنظام الخلافة كالدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية تلك الأقليات ولا فرضت عليهم الإسلام وكانوا يعيشون في أمان ويتمتعون بكلّ الحقوق الإنسانية ويمارسون شعائرهم الدينية بكلّ حرية ولم يحظ المسلمون من أهل الأندلس في بلادهم التي عاشوا فيها لمدة قرون بأيّ حقٍّ من الحقوق وأُخرجوا من بلادهم واضُطهدوا وأُجبِروا على ترك دينهم واعتناق المسيحية وهُدمت مساجدهم وشُوِّه تاريخهم وتراثهم ولم يبق في الأندلس مسلم من أحفاد تلك الأجيال من العلماء والأعلام الذين ما زالت آثارهم العلمية تملأ خزائن الكتب…

لماذا يخشى الغرب المسيحي من الإسلام ويمنعه من أي تقدم تكنولوجي؟؟, ويعتبر نفسه وصياً على أمواله وثرواته ويتدخل في سياسته وقراراته واختياراته ويمد إسرائيل بالسلاح والمال والنفوذ لكي تخيف المنطقة كلّها وتمهد الطريق لسياسة الهيمنة وتحارب كلّ حركات المقاومة ؟؟

ما أسوأ ما يفعله الغرب المسيحي في بلاد العرب والمسلمين ! لماذا ينتجون السلاح النووي ويسمحون لإسرائيل بامتلاكه ولا يسمحون للعالم الإسلامي بإنتاجه ؟ لماذا يخشون من الإسلام ؟ لماذا يشوهون صورة الإسلام ؟ ويسَخِّرون إعلامهم للسخرية من المقدسات الإسلامية, ولماذا يرسخون الكراهية لدى شعوبهم ضد الإسلام ؟ والمسلمون لا يكرهون المسيحية أو اليهودية ولا يكرهون الشعوب المسيحية ، وإنّما يكرهون السياسات والمواقف المعادية ، والقرآن الكريم يرفع من شأن أهل الكتاب ويشيد بكلّ الأنبياء والمرسلين …

من حقّ الحضارة الغربية أن تدافع عن وجودها وثقافتها و قيمها و مصالحها إلا أنّها لا يحق لها أن تفرض اختياراتها على الشعوب الأخرى ، وليست هنالك حضارة يمكن أن تبقى خالدةً ونريد من حضارة الغرب أن تجسد القيم المسيحية الأصيلة وأن تقدم النموذج الإنساني الأفضل في التعامل مع الشعوب الأخرى ، فحضارة القوة سرعان ما تسقط ، ولا ننكر أن الشعوب الغربية في معظمها تكره العدوان وتدين الحروب وتتعاطف مع الشعوب الضعيفة وتدين مواقف حكوماتها الخاطئة ، وهذا جانبٌ إيجابيٌ إلا أنّ الإعلام الغربي الموجه لا يُخفي تعصبه ضدّ العرب والمسلمين وحرصه على تشويه صورة الإسلام الحقيقي ، وإبراز صور الإسلام المتطرف والمتخلف ، وتتمثل عظمة الإسلام في تنمية مشاعر الكرامة الإنسانية ، وشُرع الجهاد للدفاع عن الحقوق والحريّات والمصالح المشروعة ، ولا جهاد في العدوان ، ولا حدود لطاقة المسلم على مقاومة العدوان ، ولا حوار مع المعتدي ، ولا حوار مع الاحتلال ، وبالرغم من تخلّف المسلمين فإنّ الإسلام ينتشر بقوةٍ في المجتمعات الغربية بفضل قيمه الإنسانية ..

( الزيارات : 1٬743 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *