الحياة.. والفن الهادف

الفن الهادف

كلّ جهدٍ للإنسان يجب أن يحقق هدفاً مرجواً للمجتمع ، ويكون هذا الهدف مشروعاً ومفيداً والفنّ أداةٌ للتعبير كما هي الكلّمة, وقديكون الفنّ في بعض الأحيان أقوى من الكلّمة في التعبير ، فالمسرح قد يؤدي دوراً في ترسيخ قيم الحريّة ، وقد يكون التمثيل أداةً لتجسيد الصور السلبيّة في المجتمع وتمجيد قيم المقاومة ، فإذا أحسنّا اختيار دور الفن في النّهضة والتقدم كان الفنّ أداة إصلاح, وإذا سْلَمْنا أمر الفنّ لرموزٍ جاهلةٍ فاسدةٍ فمن الطبيعي أن ينحدر مستوى الفن والفنانين وقد يؤدي الفنُّ دور الإفساد في تمجيده للسلوكيّات الخاطئة ..

والفنّان النّاجح هو حامل رسالة نهضة يرتقي بمستوى الجمهور ويرفع من مستوى وعيهم, وليست الغاية هي مجرد الإضحاك والتسلية فهذا فنٌ هابط ، ولا يجوز أن يكون الفنان تاجراً يحرص على الربح المالي ولو على حساب المواقف والكلّمات الهابطة لإرضاء غرائز المراهقين .

فلا ينهض الفنُّ على يد هؤلاء ، وإنّما ينهض بدوره في الإصلاح والتوعية والدعوة إلى التقدم ، نريد الفنّ الراقي والهادف والذي يرفع من مكانة القيم العليا ، ولا نريد الفنَّ الذي يفسد الذوق ويثير الغرائز…

نريد فنانين أصحاب ثقافة ورسالة ولا نريد فنانين يبحثون عن الربح الكبير من خلال إنتاجهم الهابط ، ونريد أدباً ملتزماً في الرواية والشعر والمسرح ، لمقاومة رموز الفساد في المجتمع ، والدفاع عن المستضعفين ومحاربة الأمراض الاجتماعية .

لا نريد مجتمعاً منغلقاً منعزلاً باسم الدين والدفاع عن الفضيلة ، إنّنا لا نخشى من الحريّة والتواصل الإنساني مع الشعوب والحضارات والثقافات ، نريد أن نطلع على كلّ التراث العلمي وعلى كلّ الثقافات الإنسانية ، فهذا التنوع هو تراث الإنسانيّة ، والتنوع الثقافيُّ هو ثروة للإنسان يغني تجربته الإنسانية ولا نريد التزمت ولا الانفلات ولا التطرّف ولا العنف ، وإنّما نريد العدالة والحرية كما أرادها الإسلام..

( الزيارات : 1٬313 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *