الخطاب بين الحق والعدالة

      كلمات مضيئة.. الخطاب بين الحق والعدالة   

يجب ان تفهم الاحكام الشرعية المبينة للحقوق  والمعاملات  في كل عصر بالطريقة التي تحقق المقاصد المرجوة منها في تحقيق العدالة التي امر الله بها بالطريقة التى تؤدى لاستقامة الحياة وتمنع الظلم والتجاوز والطغيان , وأهمها.  تلك الحقوق  التى تتضمن احترام كل الحقوق الانسانية التي ضمنها الله لكل عباده ، لكل حكم غاية  مرجوة منه  , ومراد كل حكم ان يحقق غايته ومقاصده ، وهو الذي يجب الاهتمام به  والبحث عنه  وان يوجه الجهد لمعرفته والتمسك يه ، كل النصوص التكليفية التى جاءت من عند الله  عن طريق الوحي على رسول الله او البيان النبوى لها  يجب ان يفهم من امرين : اولا  من دلالة الالفاظ  المعبرة عن المعنى ,   وثانيا  من فهم روحية النص وما يراد به من الغايات والمقاصد التي تعبر عن الخير الذي يحبه الله من عباده ،. الأوامر والنواهي ليست مطلقة ومنفصلة عن واقعها ومجتمعها  ، ويجب ان يفهم المراد منها عن طريق فهم المقاصد المرجوة منها والمستمدة من السياق العام لتلك النصوص التكليفية التي يراد بها مصالح العباد ، عندما تفهم العلة او الحكمة تدرك اسرار الاحكام التكليفية وتتجدد باستمرار من خلال تفاعلها مع تلك التبدلات التى يخضع لها كل مجتمع ، وتتسع افاق التفسير والتأويل  مواكبة لحركة المجتمع  وتطور مفاهيم الحقوق فيه لكي يحقق الحكم الغاية المرجوة منه  والتي يجب ان تكون معقولة المعني ومدركة ومرجوة. وتحقق الهدف المراد منها , وهو الذي يجب توجيه الاهتمام اليه. ، لا شيئ يراد لذاته ولكل حكم غاية مرجوة ، وانما يراد لثمرته المدركة وهي تحقيق العدالة  ، ومن الحكمة  ان. يسير الانسان في طريق  يقوده الى غايته ، المهم ان يثق الانسان بمن يقوده او يوجهه ، وهذا يكفيه لاشعاره بالطمانينة ، ولكنه. لا يسقط المسؤولية عن الاخطاء والتجاوزات. الناتجة عن سوء الفهم. المعبر عن الجهل. والتعصب والتقليد ، المقاصد مرجوة لذاتها. ولما تؤدي اليه في الاحكام التكليفية ، الالفاظ هي أدوات للتعبير ، والدلالات. تتسع كلما اتسعت الرؤية وكان الافق بعيدًا ، كلما صعدت. نحو القمة ترى اكثر مما يراه غيرك من اتساع آفاق المعرفة الانسانية نحو مزيد من العدالة التي تمثل الكرامة التى هي حق ضمنه الله لكل عباده ، العدالة مصطلح هو الاهم في معيار الحقوق. والاخلاق  وهو اهم قاعدة تبنى عليها الحقوق ،. ليس هناك مفهوم واحد للعدالة. ، في كل مسألة تبرز العدالة كمنهج لمعرفة الحق ، العدالة لا تتحقق الا بكمال تصور معني الحق ،. من اخطأ في مفهوم الحق اخطأ في فهم معني العدالة ، الخطا فى تطبيق العدالة يدرك بسهولة  , اما الخطأ فى مفهوم الحق فيحتاج الى  رقي فى فهم مكانة الانسان وتجرد عن  المصالح والشعور بالانانية  لكيلا تختلط عليه الاموى , هناك عدالة قانونية يضع القانون معاييرها ليحمي بها التفاوت الطبقى ويكرس بها مفاهيم التخلف  , فلا عدالة لاتوفر الكرامة للانسان فى كمال اسباب حياته , هناك الكثير من الحقوق الانسانية يتجاهلها القانون ولا يعترف بها القانون  ولا يعتبرها من العدالة , العدالة مفهوم متجدد باستمرار يرتقى  برقي مجتمعه وينحدر بتخلف مجتمعه , ليست العدالة فيما يراه  القانون  او يحكم بها القضاء  ,  ولا بد من  توسيع مفهوم الحق لكي يعبر عن كل الحقوق التى ضمنها الله لكل عبده   فى اسباب الحياة , ولا بد من اعادة النظر فى كثير من مفاهيم الحق  لكي تعبر عن  احترام الحياة لكل عباد الله  , هناك الكثير من الحقوق  هي ثمرة للطغيان  ولقيم التخلف  , ماكان من الاموال ناشئا عن الفساد فلا حق فيه ولا شرعية  , وكل ما كان ناشئا عن الاغتصاب والاستيلاء فلا يثبت حقا , فى المال او السلطة  ,  وكل ما انتفت الارادة فيه فلا يثبت حقا ولا شرعية فى كل العقود وكل ما هو ناتج عن الاكراه فلا حق فيه , , ولا عدالة فى مجتمع  انحرفت فيه مفاهيم الحق  عن  أي حق من الحقوق الانسانية التى اقرها الله لكل عباده , ، الحق والعدالة امران مترابطان ، فهم الحق اولا ثم الانتقال الي العدالة ثانيا كمفهوم متجدد الدلالة ،  مهمة القاضي ان يعرف الحق اولا لكي يقع الالتزام به وتتحق بذلك العدالة ، لكل مسألة عدالتها الخاصة بها ، محنة الانسان انه يبحث عن العدالة من خلال مفهومه المتخلف للحق , كانت العبودية حقا وكان الاستعمار حقا ، وكانت الحروب التوسعية  حقا للاقوياء  لا يخجلون منه ولا يجدون من ينازعهم فيه   , في مجتمع جاهل يتخلف مفهوم الحق بتأثير سيطرة قيم التخلف علي العقول فتتراجع مفاهيم الحق وتكون منطلقات العدالة خاطئة ، ولا بد الا ان تتطور فكرة الحقوق من الفردية الانانية الي الجماعية. التكافلية المعيرة عن وحدة الانسانية ووحدة المصير الانسانى  ، الاسرة الكونية واحدة وهي جامعة لكل التعدديات ، ويجب ان يكون هناك دستور كوني يعبر عن الرؤية الكونية لمفهوم الحقوق التي ينتفي بها كل ظلم فى أي حق من الحقوق  ، ليس هناكً حق فردي مطلق , وكل الحقوق مقيدة بما ينفى عنها أي ظلم او تجاوز , لا يمكن لا حد ان يحتج بالحق لالحاق ضرر بالاخرين ، فلا استعمال للحق الا فى نظاق الفضيلة الاجتماعية التى تنتفى بها  كل اشكل الفردية الانانية فى كل الحقوق , ةقد شرحت هذه الفكرة عن الحق والفضيلة فى احد الدروس الحسنية  فى المغرب  قبل خمس وثلاثين سنة وهو امر يستحق الاهتمام والدراسة , فالحقوق مقيدة بالفضيلة فلا يحق لاحدان يستخدم حقه بطريقة مسيئة للاخرين او مستفزة للمشاعر اما الحق الناتج عن فساد وظلم وتجاوز فلا حق فيه ولا شرعية له , لان الانسان هو جزء من من ذلك المجمتع الانساني الكبير من منطلق العبدية لله تعالي  ولا يجوز له ان يتجاوزفى استعمال أي حق من حقوقه  بنية الاضرار بالاخرين او فيما يتجاهل به  مشاعر مجتمعه ، واهمً حق يجب احترامه. هو حق الحياة بكل اسبابها وحق الدفاع عنها ، لا احد يحرم من حق ارتبطت حياته به ، والمجتمع الانساني. متكافل في هذا الحق ان يكون هذا الحق لكل انسان ، احترام الحياة يتضمن احترام كل نظام يضمن. هذا الحق الانساني ، وهذا هو الحق الذي جاءت الاديان. السماوية لإقراره لانه حق الله علي عباده ، كل جهد انساني. يسهم في إقرار هذا الحق والعمل لتحقيقه فهو خير ، وكل جهد يتجاهل هذا الحق ويسعي لإفساده. فهو شر ، الدولة والقانون والاخلاق والقيم والاعراف هي ثمرة العقول وأدوات ضرورية لخدمة الحياة وهي تعبر عن الانسان كما هو ، ان أسهمت تلك الأدوات في حماية ذلك الحق الانساني لكل انسان. فهذا خير يحبه الله ، ومن تجاهل ذلك الحق وتجاوزه عن طريق القوة التي يملكها فقد اعتدي علي الانسان. ، من قتل نفسًا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا , وتلك هي النظرة الكونية التكافلية التي جاء القرآن الكريم بها في مفهوم الحياة والمسؤولية الانسانية ، تلك هي رسالة الدين اولا ورسالة الاسلام ثانيا ، الدول والقوميات والشعوب هي تعدديات لاتسقط حقا لمن يستحقه ولو كان في اقصي الارض ، ولكل انسانً كامل الحق في اسباب حياته ، واهمها طعامه وما ارتبطت حياته به من المطالب الضرورية ، ولكل قيمة جهده وعمله وهو له ، وهو الذي ينسب له ويتوارث عنه لمن بعده من خلفه ، وما زاد فهو حق لمجتمعه لتحقيق التكافل فيه ، القادر يحمل العاجز بمقدار استطاعته والكبير يربي الصغير الي ان يبلغ  رشده والغني.يساعد الفقير بما يكفيه ، والكل يسهم بقدر استطاعته ، الثروة الكونية. لكل الاسرة الكونية ولا احد يحرم من حقه فيها ، تلك هي العدالة التي تحمي الحقوق ، اما عدالة الانسان فقد وضعها ذلك الانسان لكي يحمي بها مصالحه  ويبرر بها تجاوزاته على الحقوق الانسانية ويكون بها التفاضل والطبقية والامتيازات التي عمقت الانانية,  وأسهمت في. تلك الصراعات بين الافراد والشعوب والدول. ، ، الحق قبل القانون ، ومهمة القانون حماية الحق وترسيخه ولا يملك انتزاعه او تجاهله ، الحقوق الانسانية. قبل القانون ومهمة القانون اقرارها وتأكيدها وحمايتها لمن يستحقها ، الحقوق الانسانية. هي المنطلق لكل القوانين الكونية ويجب ان تكون لها الصدارة والسمو علي جميع القوانين والدساتير الوضعية لانها من الله تعالي لكل عباده ، واهمً تلك الحقوق هي حق الحياة بكل اسبابها وحق الدفاع عن الحياة بكل ما يمنع العدوان ، وأكبر جريمة في تاريخ الانسانية هي الحرب العدوانية. وإنتاج الأسلحة وتطويرها وتجارة السلاح، وهؤلاء هم الذين اسهموا. في افساد الحياة وقتل الانسان , واعداء الله. هم اعداء الانسان في كل مكان من الافراد والدول  والجماعات  , ويشمل ذلك كل الحضارات والافكار. والثقافات التى تشجع القتل واستعمار الشعوب  وتبرير الظلم والعدوان ضد المستضعفين ، لا شيء يبرر قتل الانسان ظلما. ، لا احد لا يملكً حق الحياة بكل اسبابه ، طغاة الارض.هم المفسدون في الارض ، كل جهد انساني للدفاع عن الحق في الحياة بكل اسبابها هو خير. ويحبه الله من عباده . رسالة الايمان. بالله ان تؤمن بكل ما جاء من عند الله اولا وان تحترم حق كل الاخرين في الحياة التي ضمن الله. اسبابها لكل خلقه من منطلق العدالة الالهية والرحمة بكل الخلق ، كل الاحكام الشرعية. تجمعها مقاصد. واحدة هي تلك الروحية الانسانية في فهم فكرة الحقوق التي خوطب بها الانسان من الله تعالي لكي يكون مستخلفا علي الارض ، واجد رسالة الدين في الحياة كرسالة هداية وتوجيه. عن طريق ، تنمية. القوة الروحية فيه المستمدة من المشاعر الايمانية التي أودعها الله في فطرة. ذلك الانسان ..

 

( الزيارات : 661 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *