هذا هو الدين

كلمات مضيئة … هذا هو الدين

كنت اجد الدين فيما جاء به الرسل والأنبياء من عند الله ولا اجده فيما يؤمن بذلك الدين من  رموزه الذين يرفعون شعاره ويدعون فهم تعاليمه ممن يسمون برجال الدين , لم اجده فى هؤلاء فى كل الاديان , ولا انفى وجود الصادقين الذين يعملون لله وبلتزمون بما امرهم الله به , من صدق واستقام فله اجره عند ربه , وهناك من اراد الدين وظيفة والدعوة مهنة كبقية المهن المعاشية التى تحتاج الى من يحسن  فهم اسرارها ، وكنت أجد الاسلام فيما جاء به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من عند ربه مبلغًا به من الايمان به ونبذ الكفر بالله او الشرك به. في اية صوره من صوره ، ما كان من قبل وما يمكنه ان يكون من بعد مما ابتدعه الانسان. من عقائد تعبر عن جهل الانسان بربه  وغفلته عما يريده من عباده ، لا قداسة للانسان ولا تأليه له. ولا تميّز لاحد  في حق من الحقوق الانسانية الا بما كان ثمرة لجهده الذي يستحق ان ينسب  اليه فضل القيام به   وما ارتبط به من الحقوق . ، رسالة الله واحدة وهي لكل عباده, .وهي الدعوة للإيمان بالله. وحده والعمل الصالح الذي يحبه الله والذي لا ظلمً فيه ولا عدوان , وهذه هي حقوق الله علي عباده ان يؤمنوا به ويعبدوه ويعملوا صالحا ،. مهمة الشريعة الالهية ان تبين الحقوق. العادلة. التي جاءت من عند الله لكي تحقق العدالة بين العباد. وتحرم المظالم الناتجة عن. طغيان الانسان علي الانسان في اَي حق من الحقوق. لكيلا. يكون ذلك مطية. لتبرير طغيان الاقوياء علي الضعفاء. ،وهذا من الافساد فى الارض ,  لا طغيان للكبير علي الصغير ولا لحاكم علي محكوم ولا. سلطان لصاحب مال. علي من لا مال له بسبب ضعفه مستغلا حاجته وجهله ,  واشده ظلما  ان  يشتري منه جهده وإنتاجه. باقل من قيمته مستغلًا ضعفه وفقره وحاجته ، ما كان من الله أمراً او نهيًا فيجب طاعة الله فيه لانه الخالق. لكل عباده وكل الخلق فى ظل رحمته وقد ضمن الله لهم كامل اسباب رزقهم  مما هو من اسباب الحياة ولا احد لا يملك حقه فيما كان من الثروة الطبيعية التى يجب ان توزع بعدالة  بين العباد , القوى يحمل الضعيف عن طريق التكافل والتضامن لحماية الحياة واستمرارها , ما ارتبطت الحاجة اليه فلا يحتكر ولا يجوز الاستغلال فيه,  ولكل قيمة جهده وعمله ومالا تحمله معك فهو ليس لك ولاتوارث خارج قيمة الجهد , وما زاد بجهد المجتمع فالمتمع اولى به ويوزع بعدالة  لكي يضمن اسباب الحياة لكل الخلق وهذا ما افهمه من عموم النصوص الدينية التى تخاطب الانسان فى كل مكان والدين رسالة الهية كونية لات فرق بين شعب وشعب وقومية واخرى , ماكان من الله فهو يتسع لكل يشمل الاسرة الكونية بكل من فيها , وكل جيل مخاطب بما خوطب به من هو قبله من الاجيال بامر الله وهو المؤتمن على عصره ان يحقق فيه ما اراده الله لكل عباده , فلا احد خارج العبدية المطلقة لله والرحمة الالهية  , ومن للمستضعفين فى الارض الا الله , ومن للمذنبين والعاصين من عباد الله الا الله الغفور الرحيم وهو ارحم الراحمين , لا افهم الدين غير هذا ابدا  ، وهذا هو التكليف الالهي للانسان. ان يكون مخاطبا من الله بكلام الله الذي خاطب به ذلك الانسان في كل عصر الي يوم الدين ، والرسول الكريم مبلغ عن الله رسالته. ومبين لما امر الله به من الاحكام التكليفية. ، وتجب طاعة الله في كلامه وطاعة رسوله فيما ثبت عنه من ذلك البيان الذى امره الله به فيما جاء مجملا فى القرأن الكريم ، اما. ما جاء. عن طريق  جهد العقول في كل العصور فهو ينسب لاصحابه ، ويعبر عن فهمهم. لتلك الاحكام التكليفية التي خوطب بها الانسان  وجهد الفقهاء محمود ولكن لا قداسة له  ويحترم ويستفاد منه  وكل جيل مخاطب بما خوطبت به الاجيال السابقة ولا يجوز للخطاب الالهي ان يتوقف  وتتجدد دلالته بما يحق المقاصد المرجوة فى تحقيق مراد الله فيه , ، الفقه هو جهد اجيال متعاقبة  ومدارس متعددة وكل جيل ييضيف شيئا الى ذلك التراث الفقهي  العظيم  الذى يراد به  ان يحقق مصالح العباد ويمنع التظالم بينهم فى الحقوق  , وكلما ارتقى المجتمع ارتقت مفاهيمه  لدور الدين فى مجتمعه  ولمفاهيم الاخلاق  لكي تعبر رقي الانسان  فى فهمه لمعنى العدالة فى الحقوق  , العدالة مفهوم متجدد يتجه من الادنى الى الاعلى لكي يعبر عن الكرامة الانسانية  التى اكرم الله بها الانسان , ويشمل كل فهم لتلك الاصول الدينية بما يحقق مقاصدها. في كل عصر. ومجتمع ، ولا قداسة لجهد الانسان ولو بلغ اعلى درجات  الصحة ,  وهو كتراث انساني يعبر عن جهد الاجيال فى فهمها لموازين العدالة فى الحقوق والعقود والمعاملات الانسانية والاداب الاجتماعية  ، ويؤخذ من ذلك الجهد  بكل ما يفيد ويستأنس به  كمنهج للفهم. يعبر عن جهد اجيال متعاقبة ، وهناك مناهج للفهم مختلفة,., وتعبر عن. تلك التعددية الانسانية. وتفاوت القدرات العقلية.ويمكن للعدالة ان تتعدد مفاهيمها ولكن لا يمكن للظلم ان يكون عدالة ولا للطغيان ان يكون حقا ولا للرزيلة ان تكون فضيلة  ، وكل المناهج  التى وضع الانسان  اسسها  تحترم وتخضع لمنهجية نقدية  عادلة ومنصفة  يراد بها. معرفة الحق الذي تتحقق به المقاصد المرجوة من تلك الشريعة. الالهية كما هي عليه ، الفقه. هو جهد تفسيري يعتمد حسن فهم. الخطاب التكليفي ، وهناك شرطان له.:  العلم. بكل ما يتطلبه العلم. من المعرفة والتقوي التي هي ضرورية. والتي تجعل الانسان مؤتمنا علي الحق ، ولا يتجاوزه. بسبب مصالح او أهواء ، الاصول ثابتة وهي التي جاء التكليف بها. من الله عن طريق رسوله. ، ولا يؤخذ الدين من غير مصدره المقدس. عن طريق الوحي والنبوة ، جهد العقول  يجب ان يتجه لحماية  مصالح العباد وهو متجدد.على الدوام  للبحث عن تلك المصالح المشروعة. فيما بلا ئم كل عصر ومجتمع ، وكل مخاطب مؤتمن علي ما خوطب به ان. يأخذ به. بالطريقة التي تحقق مقاصده ، وكل جيل مؤتمن علي عصره ولا وصاية لجيل على جيل لان ذلك مناف للتكليف  المتجدد فلا احد خارج الخطاب التكليفى ، ولا يحتج بدليل الا بعد التأكد من صحته. , ،والثقة بمصدريته , وهذا هو منهج العلماء فى التوثيق لكيلا يبنى الحكم على الظن ,  التطبيقات. الفرعية الناتجة عن الجهد الاجتهادي تتجدد باستمرار. لتعبر عن حاجة مجتمعها ، ولا يؤخذ. برأي سابق الا ان. يقع ترجيحه من لاحق يعبر به عن صلاحيته ، الإجماع المعتمد علي دليل فالحكم فيه للدليل. ، اما الإجماع المعتمد علي المصالح فهو. يختص بمجتمعه. ولا يتجاوزه , ولا يلزم الاخرين كما لا يلزم مجتمعه نفسه. عندما تتغير الظروف او تتبدل المصالح,  واحترام الإجماع من المصالح التي تعبر عن احترام الانسان فيما تترجح له المصلحة فيه ، اما الأقيسة فهي تخضع لمعايير اجتهادية فمنها ما هو بديهي ولا يحتمل غيره ، ومنها ما هو اجتهادي يقع الاختلاف فيه ، وابرزها. البحث عن تلك العلل التي بنيت عليها الاحكام ، وأتمني ان يدرس الفقه. الاجتهادي. كمنهج. علمي لفهم تطور المجتمعات في بحثها عن تلك العدالة المرادة من تلك الاحكام بحيث تكون المقاصد هي المرجوة ، لا اجد مبررا للتقليد الا في مجتمع صغير لا. يملك من فيه اَية وسيلة لحسن الفهم  ولا لمن ينير لهم الطريق  لمن لا يعرفه , ولا اجده في مجتمع متكامل ويملك إمكانيات النظرولا افهمه فكيف يمكن لمبصر ان يغمض عينيه ويكتفى بالتقليد , ما زلت لا افهم ظاهرة التقليد لمن يملك اسباب الفهم , اهل العلم لا يقلدون ومن سأل اهل الاختصاص واخذ برأيهم فليس مقلدا , ولا راي لغير اهل الاختصاص فيما اختصوا به التقليد هو تعطيل العقل عن اداء مهمته فى الفهم ,  ، ليست هناك مذهبية متعصبة متنافسة  وهذا من اثار الجهل , الالتزام المذهبي الناتج عن اختياروتامل محمود وليس هذا هو التقليد الذى لا اراه محمودا ,  والتقليد الاعمى المتوارث  ظاهرة سلبية معبرة عن مجتمعها. ،بما هو عليه , اما  التعدد في المناهج الاجتهادية . للبحث عن الحق  الذى تتحقق به مصالح العباد فهو ظاهرة ايجابية  وحتمية ولكل طريقته فى الفهم والاستنتاج فالنص واحد والفهم متعدد ودلالات الالفاظ ليست واحدة ، الاجتهاد يحتاج لمؤسسات بحثية. توقف الفوضي فيه وتجعله في مأمن من. العبث  وتسخيره لخدمة المصالح الشخصية. ، وما نحتاجه هوالاجتهاد الجماعي الصادر عن هيئات علمية متخصصة وذات مصداقية في تخصصها العلمي. وفي استقلاليتها. عن الدول والتوجيهات واستقامتها. ونزاهتها ، وهذا هو الذي نحتاجه وما يجب ان نسعي لتحقيقه وهي أمنية كنت أريدها ان تتحقق . وأجد. الخير فيها ، واهمً ما نحتاجه هو استقلالية. الموقف الديني. وعدم توظيفه لخدمة الأغراض الدنيوية عن طريق استغلال عواطف العامة فيما لا علم لهم به فالعامة تبع لاهل العلم وليسوا موجهين لهم , ومن انقاد للعامة طمعا فى استرضائها خان امانة العلم ومسؤولية العالم   ، ويجب تحرير الدين من الاوصياء عليه. والمنتفعين به وهم كثر جدًا ، ومن الدين الدعوة لاستقلاله عن عمل السلطة السياسية. وعد م توظيفه في المنافسات علي الحكم والمصالح الدنيوية ، والأهم تحرير الدين من سلطةً الاقوياء من طغاة الارض لتبرير الظلم الاجتماعي في المعاملات والمبايعات والحقوق المالية ، فلا شرعية للظلم في الاحتكارات واغتصاب. حقوق المستضعفين. في الأجور واستغلال حاجات المحتاجين ، ولا فى  الزيادات الربوية المرتبطة بالاستغلال في كل صور المعاملات ، الاسلام لا يضع نظاما تفصيليا وقانونا. فالنظام يضعه الانسان ويطوره في كل عصر وينهض به. ، اما الدين فيحكم علي ذلك النظام  من حيث احترامه  للعدالة فى الحقوق  فما كان صالحا اقره وأثاب عليه ، وما كان ظالما او يؤدي الي ظلم أواكل لاموال المستضعفين بالباطل انكره علي من وضعه ، سواء كان قانونا او دستورًا او عرفا او سلوكا ، كل ما انكره مجتمعه بسبب صفة مذمومة فيه من الظلم فهو منكر ، وكل ما كان عدلًا ويحقق مصالح العباد ويعترف لهم بكامل حقوقهم الانسانية فهو محمود والدين يثيب عليه ، امر الدنيا من النظم والقوانين. موكول للانسان ان يختار الصالح العا دل الذي يعبر عن الخير والرحمة. واحترام الحياة ومحبة الانسان وكل ذلك يسهم. في رقي الحياة الانسانية ، ما وجدت. اسوأ. من الحروب تعبيرًا عن جهل الانسان وأنانيته وقسوته ، ظاهرة الحرب العدوانية الاستعمارية بكل صورها هو اسوأ تراث الانسانية ، وهي الصفحة السوداء الملطخة بالدماء , الحرب المشروعة هي الحرب للدفاع عن الحياة. ضد اعداء الحياة الذين يظلمون ويعتدون ويقتلون ، الحرب غير مبررة وغير عادلة وغير اخلاقية في نظر الدين الا للتصدي للظلم والاستكبار والفساد في الارض , اعداء الحياة يجب التصدى لهم مهما كان الثمن وهم كل الذين يقتلون الابرياء ويتاجرون بالسلاح ويستعمرون الشعوب عن طريق تلك الحروب , لا بد من شرعية كونية تحمي الحياة وتدافع عن كل الابرياء وتفرض على المعتدين من طغاة الارض ان يعيدوا للشعوب المستضعفة ما سرقوه من اموالهم وما اغتصبوه من حقوقهم

( الزيارات : 510 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *