الكمال فى التنوع الانسانى

كلمات مضيئة..الكمال فى التنوع

لكل حياة انسانية بداية ونهاية ، وهي رحلة من الولادة الي الموت ، النبات والحيوان والانسان يخضعون لهذا القانون  , ولكل نوع خصوصيته التى ارادها الله له ولا احد خارج هذا القانون الذى يمثل الحياة , الجمادات لها قانون احر لا نعرف عنه شيئا , ورحلة الحياة هي  رحلة من النقص الى الكمال , وكل شيء بلغ كماله فقد انتهت مهمته ولا بد الا ان يغادر لكي تتجدد الحياة بكل جديد , مالا يتجدد لا يصلح للحياة  ولا بد من دورة جديدة تعبر عن تلك الاستمرارية  , ونقطة الكمال ليس فى النهاية وانما هي بما يتحقق به الكمال من اداء الوظيفة التى خلق لاجلها , وكنت اتساءل عن تلك النقطة التى تمثل ذلك الكمال  , وكنت ارى الكمال فى تلك الوسطية والاعتدال فى القوى الغريزية الفطرية  التى يملكها الانسان  , فما زاد او نقص فهو خارج  الكمال , والفضيلة وسط بين رزيلتين , كمال الصحة فى الابدان فى ذلك التوازن العادل الذى تتحقق به الصحة البدنية والنفسية ,  و هناك اربع مراحل أساسية فى حياة الانسان ولكل مرحلة خصائصها ومكوناتها وكمالها ، وكمال  كل مرحلة بكمال ادائها الخاص بها ، فكمال الطفولة  فى تلك الطفولة وليس بالرشد المبكر ، وكمال الرشد بالرشد ذاته وكمال الشيخوخة بحكمة الشيوخ  وما يجد ران يصدر من الشيوخ  من المواقف والسلوكيات  , وهي التعبيرعن الشيخوخة بالحكمة المحببة الى النفوس ، ولَا كمال خارج الخصوصية الزمانية والمكانية لكل موقف وسلوك ، والفكر يتجدد باستمرار لكي يعبر عن منتجه في كل مراحله ، الحياة تعني التجديد المستمر الذي يجعل الفكرة معبرة عن زمنها وهي وليدة تلك اللحظة الزمنية  ، معيار الصواب فى الافكار هو حسن الملاءمة بين الفكر والحياة بحيث يكون الفكر في خدمة الانسان لكي يحقق به كمال انسانيته ، وفي كل ما هو ضروري لكمال الحياة كما ارادها الله لكل عباده ، لاً احد خارج انسانيته في كل مراحلها المتتابعة من البداية الي النهاية , الكمال هو تلك  النقطة الوسطية التى يكون العطاء فيها  فى اعلى مراتبه  , ثم يبتدئ الانحدار ويقل العطاء الى ان يتلاشى  , ولا اجد الكمال فيه  خارج ما اراده الله من ذلك الانسان , الحياة لاجل العطاء والاسهام فى رقي الحياة  , وقيمة الانسان بما يعطيه وبما يسهم فيه , كنت اتأمل كثيرا فى الحكمة من تلك الحياة , ولا بد من البحث عن كمال هو اسمى من ذلك الكمال البدنى  الذى يبحث فيه الانسان عن اسباب حياته , لا بد من كمال اسمى وهو اداء المهمة التى خلق الله الانسان للقيام بها  , وكنت اتساءل لما ذا خلق الانسان , لا بد من هدف يبررتلك الحياة , هل الحياة هي الهدف لاجل الحياة , لا يمكن ان تكون الحياة عبثا , وعندما كنت اتامل فى ذلك كنت اشعر ان  الايمان بالله بمفهومه الصوفى  يجيب عن ذلك التساؤل , بان الله تعالى خلق الانسان لكي  يعرف الله ويحبه ويعمل فى سبيله , ولعل هذا هو الذي يعطى للحياة تبريرا مقنعا  ,  ومن هذا المنطلق كنت اجد ان كل شيء فى الوجود خلق لاداء المهمة التى اريد لها , وكل عضو فى الجسم خلق لكي يقوم بما خلق لاجله عن طريق التكافل مع الاعضاء الاخرى , وكمال كل شيء ان يؤدى الوظيفة التى خلق لاجلها .  ليس هناك أي عضو لا وظيفة له فى البدن , وعندما يتوقف أي عضو عن اداء وظيفته يقع خلل فى البدن بمقدار المهمة التى كان يقوم بها ذلك العضو , وكمال الحياة بكل من فيها من الخلق , لا احد لا يقوم بوظيفته , قد نجهل تلك الوظيفة وقد نهمل ذلك العضو , ولكن الكمال ينقص بمقدار الوظيفة التى يقوم بها ذلك العضو , الطفولة مطلوبة والشيخوخة مطلوبة والشباب مطلوب , وكل مرحلة تقود الى اخرى هي جزء من ذلك الكمال , ولم اجد فى الوجود ما يمكن الاستغناء عنه , فكمال الوجود بالوجود كما هو ,  فالحياة تتطلب ذلك التنوع فى كل شيء , لا استغناء عن احد فالكل يؤدى وظيفته التى ارادها الله له , المعرفة الانسانية هي وليدة ذلك الانسان فى كل مراحله , لا احد لا يضيف شيئا الى تلك المعرفة بعقله وتجربته , عندما نفهم عن الله ما يريد من الخلق لا نضيق باحد من خلق الله ابدا وليس من حق الانسان ان يستبد بالحياة  وان يجعل نفسه وصيا على الاخرين  فيما يختارون لانفسهم  , فالحياة لمن يعيشها وهو المؤتمن عليها , ولكل جيل خصوصيته , ولكل فرد اسهامه فى تلك الحياة بالكيفية التى خلقه  الله بها , وكنت اتتبع باهتمام تلك المراحل التى يمر بها الانسان فى رحلة الحياة , ولكل مرحلة خصوصيتها الخاصة بها ..
المرحلة الاولي : هي المرحلة التكوينية التي تمتد من الولادة الي سن العشرين وهي المرحلة التي تسهم في تكوين الخصائص الذاتية للشخصية.، ويتحرك الانسان في هذه المرحلة بقوتيه الشهوانية والغضبية التى زوده الله بهما كاملة منذ ولادته  ليطلب بقوته الشهوانية  اسباب كمالة البدنى من الطعام والشراب ويحمى حقوقه الطبيعية بقوته الغضبية ولو بالتعبير عن الغضب بالبكاء الذى يعبر به عن  الجوع ، وتلك القوة الغريزية هي  الاقوى فى الانسان  للبحث عن اسباب كماله البدني من الغذاء والمطالب الضرورية ،  ومما كنت الاحظه  ان القوة الشهوانية  تكبر بالترف الذى يدفع صاجبه للاستجابة لتلك  القوة الشهوانية والاستسلام لها  الي ان تتمكن. وتترسخ ، وفي حياة الشقاء والشعور بالظلم والقهر تنمو القوة الغضبية ويكون الانسان اكثر توترا وانفعالا وتطلعًا للافضل  واستعدادا للتضحية , وتحديات الحياة تجعل صاحبها اكثر صلابة وقوة واستعدادا للتضحية , والتحديات صانعة الرجال ومن اسباب النجاح, المرحلة الثانية : مرحلة الشباب والاندفاع وتمتد من العشرين الي الأربعين وهي المرحلة الاهم في حياة الانسان ، وهي التي. تبني المستقبل وتحدد مسار صاحبها وتسهم في تكوين شخصيته فيما يمكن ان يكون عليه ، من لم يبن فيها او يتعب. فلا أمل له في البناء والتقدم , ومن لم ينهض فيها. فلا يمكنه ان ينهض بعدها ابدا ، هذه هي المرحلة التي تنمو فيها الأغصان التي ستزهر فيما بعد ، وتصبح ورودًا جميلة
المرحلة الثالثة : مرحلة. الرشد الذي تنضج فيها الشخصية. وتعطي عطاءها ، و هي المرحلة التي تظهر فيها الثمار وتكتمل بها الازهار ، ما كان من قبل. من جهد سيثمر لا محالة ، وماًكان من بناء سيعلو ، وهي المرحلة التي يتحقق بها التوازن في القوي التي يملكها الانسان الشهوانية والغضبية والعقلية والروحية . انها تمثل الربيع في إشراقاته ،
المرحلة الرابعة : مرحلة الاسترخاء التي يسميها اصحابها بالحكمة ، الحكمة والشيخوخة امر واحد وتقتضى اختيار الطرق المعبدة والميسرة والتى يكثر الزحام فيها ، وتقل فيه الرغبات  والطموحات  ويتجه الاهتمام لقطف الزهور والاستمتاع  بالطبيعة  , وهي مرحلة ما فوق الرشد ، وفي هذه المرحلة. تسير القافلة رويا لا تزاحم احدا  ، حكمة الشيوخ تعني. الا يكون هناك ما يحرك المياه في تلك البحيرة الراكدة فلا عزم للشيخوخة علي اقتحام. الصعاب وتعبيد الطرق الصعبة فالحياة لا تحتمل  كل ذلك الجهد ، ولكل مرحلة من تلك المراحل فكرها الخاص بها ، الانسان هو وليد تلك المراحل المختلفة ،. وكل مرحله لها كمالها الخاص بها ، الحضارات والثقافات الانسانية تمر بنفس المراحل. من البداية الى النهاية ، الحكمة محمود ة في الشباب بشرط الا تعبر عن شيخوخةً مبكرة. ، الحكمة. تخفف الآلام ولا تعالج الأمراض ، الفكر اذا لم يقتحم عالم المجهول فلا ينهض بصاحبه ، القوى الأربع التي يملكها الانسان لاتعمل بطريقة. تكافلية ، في كل مرحلة. من مراحل العمر تتحكم قوة علي القوى الاخري ويشتد الشوق فى الشيخوخة الى تلك القوة  الروحية الكامنة فى الفطرة بعد تراجع الرغبات الاخرى ويكون بها التسامح والرحمة ومحبة الاخرين ،.   الفكر الانساني هووليد ما عليه الانسان ،. ليس هناك فكر افضل من غيره. ،. لا بد من وضع معيار عادل للتفاضل بين الافكار ، هذا المعيار هو. معيار الخير والشر ومعيار المنافع والمفاسد ، أسمى مفهوم. للعدالة. هو ذلك المفهوم الذي يرتقي بمفهوم الحقوق لكي يمنع الظلم في جميع صوره  وعندما نفهم الانسان كما هو عليه نقبله كما هو ولا نضيق به , والخير اصيل فى الانسان وعميق فيه ويحتاج الى تلك التربة الصالحة الخصبة التى تنبت فيها الازهار .<

 

 

( الزيارات : 495 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *