الخير والشر .. ايهما الاقوى.

كلمات مضيئة..الخير والشر .. ايهما الاقوى .

معظم الفلاسفة يرون ان البشر ليسوا سواء فى استعداداتهم , فمنهم من كانت طبيعته الخير ومنهم من طبيعته الشر , وهناك فريق ثالث هو بين الخير والشر , وهذا هو الفريق الذى يجرى عليه التأديب لكي يتغلب الخير على الشر فيه , تاملت فى هذه النظرية ورايتها تتضمن ظلما للانسان فكيف يطالب الانسان بالخير وهو لا يملك الاستعداد له , هذا تكليف ليس بالوسع , ربما علم  الهندسة الوراثية اليوم فى عالم الجينات يؤكد ان الجينات تتحكم فى سلوك الانسان , وهي التى تجعله اكثر انفعالا وغضبا او يتغلب الهدوء والعقلانية عليه , مازلت اتساءل عن الرأي الاقرب للصواب , مما نلاحظة فى طبائع من نعرفهم نجد الكثير ممن يملكون استعدادات ذاتية , فمنهم الطبيعة الانفعالية او الطبيعة العقلانية , هناك من تكلم عن شخصية المجرم بانه يملك اوصافا جسدية واضحة تكشف عن شخصيته , وهو مجرم بالفطرة , لست اميل الى هذه الاراء فى تصنيف البشر , وارجح  ان الانسان يخلق بصفة الاعتدال الفطرى فالفطرة لا يمكن ان تكون منحرفة , ثم تكون القابليات للخير او للشر , قد يسهم الخلل فى الجينات فى توليد الاستعدادات , فاذا جاءت الظروف التربوية والعوامل الخارجية المؤثرة فيمكنها ان تغلب  الاستعداد وتجعله اقرب  للخير او للشر , وهو العامل الاهم , فالشعور بالظلم والقهر مؤثر فى تنمية مشاعر حاقدة والرغبة فى الانتقام , ويترسخ لدى المظلوم المستضعف ذلك الشعور الى ان يتحكم فيه ويصبح من رسوخه طبعا وخلقا , كنت ارجح  ان العوامل الخارجية هي اشد تأثيرا من ادعاء الاستعداد الذاتى , وعندما نتابع مانراه فى حياتنا نلاحظ تأثير التربية والبيئة والمجتمع فى تكوين تلك القابليات للخير او للشر , لا يمكنن ان نقول ان هناك افرادا خلقوا اشرارا بالطبع او اخيارا بالطبع , حياة البؤس قد تنمى استعدادا ذاتيا لصاحبه بسبب معاناته , البؤس يصنع خلق البأس عند البؤساء, البؤساء هم ضحية ظروف قاهرة ضغطت عليهم وجعلتهم اكثر حزنا واكثر بأسا واكثر استعدادا للتضحية واقدر على الاقدام والتضحية , كل المظلومين والمضطهدين والمقهورين اكثر بأسا وقوة وتضحية لان قوة الغضب لديهم اقوى وارسخ , فى مجتمعا ت الترف تكثر الجرائم الناتجة عن الطمع كسلوكيات الفساد والجرائم المتولدة من قوة الشهوات , اما فى مجتعات الفقر والبؤس فتكثر الجرائم المعبرة عن الحقد , هناك جرائم ناتجة عن الطمع وجرائم ناتجة عن الحقد وهي الاخطر فى المجتمعات التى يكثر فيها الفقر والحرمان والشعور بالظلم والاضطهاد , وتكثر  ثورات الشعوب  فى مجتمعات الفقر وفى الاحياء المهمشة لان الفقر مذل لصاحبه , اما فى مجتمعات الترف فيكون الفساد الناتج عن الانحلال الاخلاقي  والبحث عن الملذات , عوائد الترف تضعف الشخصية وتجعلها اكثر اتكاءا واعتمادا على الاخرين , انها مجتمعات الخمول الاجتماعى , الدول المترفة لا تقوى على التحدى والصمود لانها لا تحتمل التضحية , الترف  نهايات ,  وعندما يتمكن الترف من مجتمع تكثر ازماته ويكون الغضب اشد ظهورا فى الطبقات المحرومة التى تشعر بالاستفزاز والقهر والحرمان , وتكثر الجريمة تعبيرا عن التوتر الداخلى , والحقد شعور حتمى عندما يشتد البؤس فى الطبقات المستضعفة , الاعتدال منهج عاقل فى الحياة وهو منهج العقلاء الذين يريدون السلام الاجتماعى , مهمة التربية الرشيدة انها تجعل النفوس اكثر رقيا وفهما واعتدالا فى سلوكياتها وفى انفاقها وفى احترام مشاعر المستضعفين فى اسلوب حياتها , فلا تستفز اؤلئك المحرومين بترف مذموم قد يصدر عن سفهاء السلوك من صغار النفوس , وعندما يكثر الجهل تكون السلوكيات المرضية اكثر خطرا على المجتمع تهدد امنه واستقراره .,

مازلت اتأمل فى الخير والشر , وعندما نحسن فان من المؤكد ان الخير يكبر بالاحسان فى القول والعمل والكلمة الطيبة , اما الشر فهو سيكون عندما تكون اسبابه واهمها الشعور بالظلم والحرمان ..    

 

( الزيارات : 955 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *