لخير والشر .. تدافع وتغالب
……………………..
تاملت طويلا في مصدر الخير والشر في الانسان ، وايهما الاكثر رسوخا فى الانسان , وحاولت ان اجد الجواب, وترجح لى ان الانسان نفسه متأثر بما يحركه من الغرائز الفطرية , ومتاثر بما هو فى اللاوعي من الذكريات والمشاعر المسستمدة من المحيط الخارجي , وان هذه المؤثرات الغريزية والتكوينية هى مصدر ما يصدر عنه من خير او شر , وكل افكاره عن الحياة تمثله وتعبر عنه وتكشف عما فى داخله ، تر تقي برقي ما في نفسه ، وتنحدر بانحدار ما هو فيه من تلكًًالاستعدادات والذكريات ، العقل اداةً تمييز متأثر بغيره , وليس مستقلا بقراره ، ولا يتجاوز محيطه كالعين التي ترى ما حولها ضمن المحيط الذي تحتاجه ، عندما يتحرر العقل من غرائزه ويتجرد من العواطف والمشاعر يفقد خصوصيته الانسانيته , وتكبر لديه الانا وتتضخم الى درجة لا يرى فيها الا نفسه ويصغر كل الآخرين لديه ، وهذه هي محنة الحضارة المادية التي يكبر فيها الطغيان وتكثر المظالم الناتجة عنه ، وكنت الاحظ ان مصدر الشر في الانسان هو جموح الغرائز المنفلتة من القيود ، واشدها الغريزة الشهوانية التي تشجع الطمع الى درجة الجشع المقرون بالغرور والانانيةً المفرطة ، وتكبر الرغبات الشريرة بالاستجابة لها والرضوخ لسلطانها ، وهي التي تزين لصاحبها ان يعتدي على من هو اضعف منه ، الطمع يبتدي با لرغبة في الاستيلاء على حقوق الاخرين عندما يتمكن من ذلك ، وعندما يقع التصدي له ومقاومته تتولد الافكار الشريرة التي تبرر العدوان والرغبة في الانتقام ، خيار المظلوم والمعتدي عليه ان يقاوم ظالمه بكل ما يملكه من الوسائل الممكنة ، واضعفها الشعور بالغضب والامتلاء الداخلى والتحامل على النفس بالتجاهل الى ان يبلغ الغضب مداه ، ويكون الانفجار والمواجهةً الاخيرة التي تتحكم في نتائجها موازين القوة ً الذاتية ، وينتصر احد المعسكرين ، معسكر الخير او معسكر الشر ، وكل منهما يلبى النداء الذى يسمعه بان يستجيب له , والشهوات تزين للنفس ما ترغب فيه ، المواجهة حتمية ولو طال انتظارها ، والنصر بحققه الاقوى بصموده وتضحياته , ولوبعد حين ، الخير سينتصر في النهاية لامحالة ، هذه سنة الله في الكون ان ينتصر الحق على الباطل واما الزبد فيذهب جفاءا ، ومن جديد تستانف الرحلة التي يتقدم المنتصرون فيها باعتزاز وفخار, وتتحكم فيهم مشاعر الانانية والرغبة في الطغيان بالرضوع لمشاعر الطمع والجشع ، وتتجدد المغالبات بين الطغيان الذي ترسخ بالاعتياد عليه والرضوخ له وكل المظلومين ، وهكذا يستمر الصراع في الحياة بين الخير والشر ، الدين حليف المظلومين في كل حقبة ضد الطغيان والاستكبار والعلو والغرور , ولايمكن للدين ان يكون حليف الظالمين , ولو رفعوا شعاره وارتدوا ثوبه وجعلوا العامة حصونهم المنيعة ً ، الحياة لا تستقيم الا بتحقيق العدالة في الحقوق اولا من منطلق العبدية لله تعالى ، فكرة العبدية تساوى بين العباد في الحقوق الانسانية ، وشعار : الله اكبر هو الشعار الخالد الذي يقاوم الطغيان والعنصرية والطبقية والقداسة الاجتماعية ، الله اكبر من كل طغاة الارض من قبل ومن بعد ، ومملكة الله لكل عباده ، والكل سواء عند الله في حق الحياة بكل اسبابها ، جهد العقول لايتجاوز عصره ، وكل جيل مؤتمن ان يحمل الامانة بالكيفية التي يترجح له الحق فيه بما تحترم فيه ارادة الله فيما امر به من الصالحات , وفيما نهى عنه من المحرمات والمفاسد والمنكرات ، وكل انسان مكلف ، وعليه ان يختار طريقه ، وان يحسن فيما يختار لنفسه ، والله يحب المحسنين من عباده الذين امنوا بالله وعملوا صالحا .
…………………………………. أعلى النموذج
ق
اترك تعليقاً