الخير والشر لا بد منهما

كلمات مضيئة…الخير والشر لا بد منهما

هناك معسكران لا بد منهما لكمال الحياة وجمالها ، معسكر الخير ومعسكر الشر ، كل الاخيار بالرغم من تعدد  انتماءاتهم القومية والدينية والعرقية ينضمون الي معسكر الخير وهو معسكر النور والحريّة والكرامة الإنسانية ولا يخلو منهم مجتمع ولا عصر وتجدهم فى كل مكان وتعرفهم بسيماهم وبما يفعلون ولا يتوقع ان يصدر الشر منهم ولو ظلموا فى حق من حقوقهم  ، والاشرار. يذهبون الي معسكر الشر وهم الذين يعبثون ويخيفون ويعتدون ويظلمون ويفسدون في الارض ولا يتوقع منهم سوى ذلك ولو مع اقرب الناس اليهم ، المغالبات بين المعسكرين مستمرة ولا يمكن انً تتوقف لكي يـُمتحن الانسان فيما كلفه الله به من اختيار آحد المعسكرين ، الصالحون يختارون طريق الخير من غير تردد ، والفاسدون يختارون طريق الشر لانهم يجدون انفسهم فيه  ، ولا تستقيم الحياة الا بكمالها بوجود المعسكرين معا ، وهذا هو معني التكليف الالهي الذي خاطب الله به الانسان عندما خلقه وأودع فيه القوي التي تضمن له تلك الحياة ، واولها واهمها  القوة الغريزية التي يضمن الانسان بها اسباب حياته فى كل مطالبه الضرورية ، والتي يضمن بها الدفاع عن تلك الحياة، وهذه القوة يملكها الانسان ويملكها الحيوان ايضا ، ولا تستقيم الحياة الا بكمالها وجودا غريزيًا ، فما انتقص منها اخل بكمال الحياة ، وهذه القوة ارادها الله لكمال الحياة  ليطلب بها ما تحتاجه الابدان , فاذا تمكنت ووقعت الاستجابة لها طغت  وقادت صاحبها الي مالا يليق به من انواع السلوك  ، القوة الشهوانية تدفع صاحبها الى  السعي في طلب اسباب الكمال البدني لاجل استمرار الحياة ، ، والقوة الغضبية لاجل الدفاع عن الحياة ضد اعداء الحياة عندما يعتدون على حق من الحقوق ، هذه القوة عمياء غير مدركة ومتسلطة وملحة ، اذا تمكنت القوة الشهوانية قادت الي الطمع وكان بها العدوان علي اموال الاخرين واذا تمكنت القوة الغضبية قادت الي الحقد والرغبة في الانتقام والعدوان علي حياة الاخرين ، وقد اكرم الله الانسان بقوة.ثانية انفرد بها الانسان وتميز بها , ويملكها الحيوان  بطريقة غريزية , اما الانسان فانه  يملكها  عن طريق التامل وتنمو وتكبر عن طريق التجربة  والعلم  , وهذه القوة هي المخاطبة والمكلفة وبها يكون التفاضل والتمايز  وهي كالمقود الذى ينير طريق الانسان  وهي كالمرشد الامين الذى  يمسك بيد صاحبه  ويمنعه من التجاوز والانزلاق والسقوط ، ومحنة هذه القوة انها تولد ناقصة ونجدها كذلك في الاطفال في طفولتهم ، وتنمو وتكبر بحسن التعليم وعمق التجربة الانسانية باحثة عن السداد والكمال  ، ومحنة العقل انه قوة تمييز تحكمه المصالح ، وليس الخير والشر ، الانانية تكبر في ظل العقل ويكون بها الاستبداد والطغيان والظلم والشر ، معظم الاشرار يملكون عقولا راجحة لا يميزون فيها بين الخير والشر ولا تردعهم عما في نفوسهم من الأطماع والاحقاد ، ومعظم الطغاة يملكون ذكاءا عقليا تتغلب فيه القسوة علي الرحمة ، ويعرفون طريقهم الي ما يحقق لهمً مصالحهم الانانية ولو بالعدوان ، العقول اداة تمييز تدرك بها المصالح   ، ولا اخلاق تمسك بزمام  القوة العقلية  ,  ومعيارها المصالح وليس العواطف ، معيار العقول المصالح الفردية  المعبرة عن الانانية  ، الحضارة التي تتحكم فيها العقول تكون اكثر انانية وقسوة لانها. تمنح للاقوياء سلطة الوصاية علي الضعفاء , وإشعارهم بالإذلال ، وتلك هي محنة الحضارة المادية ان الحروب تكثر فيها لتحقيق هدفين : الطمع اولا والحقد ثانيا، ويكبر باسم الحرية الفردية الكبار ويصغر الصغار وتترسخ الطبقية الانانية ، ويتحكم الاقوياء في الاموال ويستولون عن طريقها علي السلطة ويضعون للعدالةً مفهوما لا عدالة فيه ، ويأتي القانون لكي يمنح الظلم صفة الشرعية ، وعندما يقنن الطغيان يترسخ ويكون مشروعا ، وهنا تبرز اهمة القوة الثالثة  , وهي القوة الروحية ،التي تجسد
الخصوصية الانسانية التي انفرد بها الانسان ، وهي الشعور بالرحمة وهي اهم  خصوصية انسانية انفرد بها الانسان ولا انسانية خارج الرحمة التى تدفع للتكافل دفاعا عن الحياة ، ومصدر الرحمة هي تلك القوة الروحية الكامنة فيي الانسان عن طريق الفطرة الايمانية السليمة التي لم تلوث بما يبعدها عن حقيقتها بالتعلقات الدنيوية ولذلك كانت المجاهدات الروحية  للتخفيف من تلك التعلقات عن طريق الزهد كمرتبة قلبية تحرر الانسان من كل التعلقات التى تحجب القلب  عن حقيقته ، واهم اهداف الدين التربوية هي تنمية تلك القوة الروحية عن طريق العبادة والتربية الدينية الاصيلة والصادقة التى تعمق القيم الانسانية وتجعل الانسان اكثر صفاءا ومحبة للخير من غير تكلف  ، وهذه القوة الروحية هي  اهم صفة تميز الانسان وتشعره بالمسؤولية امام الله وانه مؤتمن على ما يحبه الله من الخير ، لا مكان لقساة القلوب في معسكر الخير ابدا ولو رفعوا شعار الدين وادعوا. انهم حماته واهله. ، قساة القلوب وكل الظالمين والطغاة والفاسدين لا مكان لهم في معسكر الخير ، وهو المعسكر الذي يحبه الله ، لا مكان لغير الأخبار عند الله  ، رسالة الله هي هداية الانسان الي الطريق الذي يحبه الله من عباده وهي. دعوة عامة لكل العباد، ولا احد يُمنع من دخول معسكر الخيرلمن يطرق بابه راغبا فيه  ، وفاعل الخير. محبوب عند الله لانه فى خدمة عباد الله ، الرحماء في الارض الذين لا يظلمون ولا يعتدون ولا يفسدون هم الصالحون. في مملكة الله من قبل ومن بعد ، القوة الروحية هي اهم القوي التي تنمي مشاعر الرحمة في النفوس ، تلك هي رسالة الايمان بالله. في الحياة ، لكي تستقيم الحياة كما اراد الله ان تكون لكل عباده يتنافسون من غير ظلم ويتحاورون ويتكافلون للدفاع عن الحياة التي ارادها الله لكل عباده ، الأنسان مخاطب بامر الله ومكلف ان يختار ومؤتمن. ان يكون اختياره لاجل استمرار الحياة فيما يضمن العدالة في الحقوق والتكافل الذي يجعل الكل في موطن الرعاية الالهية والرحمة ، في مملكه الله لا احد خارج رعايته ورحمته بكل عباده، ولو كانوا. عصاة وعاقين. ، والله يفصل بينهم يوم القيامة ،فيما اختلفوا فيه ، اما النظم. والدول والقوانين والاعراف فهي مسؤولية انسانية ان يضع المخاطب بها ما يري فيه مصالحه العادلة، ولكل مجتمع ان يختار ما يلا ئمه ومايجده الاكثر عدلا في الحقوق وما تتحقق به مصالح الخلق مما لا يحل حراما حرمه الله علي عباده ولا يتجأهل حقا اقره الله لعباده ، واهمه حق الحياة وحق الكرامة بكل اسبابها المادية ، وحق الدفاع عن الحياة والتصدي لكل رموز الشر والطغيان والفساد ، هذا هو الاسلامً كما افهمه.,  وهذه هي رسالته كما هي مستمدة من السنة النبوية في عصر النبوة ، اما ما نجده في التاريخ من تطبيقات ومواقف وسياسات فهي جهد انساني ينسب لاهله ،يرتقي برقيها وينحدر بانحدارها ، ولا يستمد الاسلا م من غير مصادره الالهية ، ولا يستمد ممن جعلوا انفسهم اوصياء عليه ، ما كان من ذلك يعتمد علي دليل وحجة فالحجة غالبة ، وماًكان من.جهد العقول فى امر  المصالح.  فينسب لاصحابه ولا يتجاوزهم الا عندما تقع الحاجة اليه ، والقوي الثلاث في الانسان هي قوي كمال عندما تتجه كل قوة لآداء مهمتها التي ارادها الله لها ، القوى الثلاث  الغريزية و العقلية و الروحية  تعمل بطريقةً منسجمة ومتوازنة ، وأي خلل في احداها. يؤثر في الاخري ويفسد ها ، ولا آ رى  الكمال الانساني الا في ذلك الانسجام والتوازن  في فهم مهمة كل قوة ، القوة الغريزية تنمو بغذائها من الطعام والشراب , والقوة العقلية تنمو بغذائها من العلوم والمعارف والتجارب , والقوة الروحية تنمو بالإيمان والعبادة والصدق والاستقامة وحفظ الحواس عما حرمه الله واجتناب الظلم في الحقوق ، والأزهار تنبت في الحدائق. التي يهتم اصحابها بها تربية ورعاية , والأشواك. تكثر في الحدائق الخلفية التي اهملت معبرة في ذلك عن شعورها بالظلم والجوع والإهمال والنسيان ، والافكار كالازهار , فى الحدائق الخلفية تكثر الازمات  وتنموافكار التطرف والعنف  والاحقاد الناتجة عن الشعور بالظلم والتهميش والاهمال , الانسانية رحمة وتكافل وتعاطف ورقي في فهم معني الحياة ورسالة الدين ، من اراد الحياة بغير اسبابها اخطأ الفهم وضلّ الطريق ، الوجود كله وحدة متماسكة عمودها السر الالهي  الذى يغمر الوجود يعبر عن تلك الارادة الالهية فى خلق الوجود : كن فيكون ، كان الله ولا شيئ معه وهو الان كما كان ولا شيئ الا الله خالقًا ومدبرا وحكيما . ولا شيئ في مملكة الله خارج ارادته وحكمته ، تلك هي الحقيقة المطلقة التي غفل عنها الانسان ، ومن اظلم ممن ابتعد كثيرا عن الله واخذ يخوض في مجالات مختلفة لتفسير الظواهر الكونية  وسر الوجود,  واخذ يعبث بتلك الحياة بما لم يحط به علما ونسي خلقه ،. وكنت كثير التأمل في ذلك الوجود ، واهمه ذلك الانسان في تكوينه وفيما يملكه من القوي الثلاث التي تميز بها واصبح بفضلها هو المستخلف علي الحياة والمؤتمن علي استمرار ها، ان تكون كما ارادها الله لكل عباده ، نحتا ج اليَوْمَ الي تظرةً كونية اكثر رحمة وتكافلا تعبيرا عن الانسانيةً كلها التي تمر في حالة قلقة من تلك الأزمات التي احدثها معسكر الشر في طغيانه وأنانيته وعدوانه ، وذلك الصراع علي ما توهموا ان سعادتهم به من المال حينا والسلطة حينا آخر ، كل الحياة بكل من فيها هي اهون عندالله مما يعتقده الطغاة الغافلون الذين يخيفون ويهددون بما يملكون من السلاح واسباب القوة ، كل ذلك لا يحمي طغيانهم في الارض من خطر فيروس صغير أخافهم واقتحم عليهم كل المخادع التي ظنوها آمنة ومحصنة. لعلهم. يرجعون عن ضلالهم ويكفون عن شرورهم ، وكنت اجد الحكمة فيما كان من تلك الأزمات ، المجتمع الانساني مؤتمن علي الحياة وعلي السلام بين الشعوب ولو اختلفت فى خصوصياتها  القومية والعرقية ، ولا سلام خار ج العدالة في كل الحقوق وتصحيح موازين العدالة بحيث تتحقق العدالة في تلك العدالة ، ومن العدالة ان تحترم اسباب الحياة لكل عباد الله فيما ارتبطت الحياة به ، وكان ضروريا لتلك الحياة ، واهم ذلك الطعام. والعلاج والتعليم ، وان ينتصر الخير علي الشر لكي يعبر الانسان عن رقيه في فهم معني الحيا, وان يؤكد انه المؤهل لكي هو المستخلف على تلك الحياة ..

 

 

( الزيارات : 441 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *