الدكتور ابراهيم بن الصديق الغمارى

أستاذ علم الحديث بجامعة القرويين ، وينتمي لأسرة علم ودين ودعوة ، وهذه الأسرة هي أسرة الحديث في المغرب , ولها مركز اجتماعي وديني كبير في مدينة طنجة , وهو من الرعيل الأول من خريجي دار الحديث الحسنية .. عندما أراد أن يسجل أطروحته لدكتوراه الدولة في الحديث عن علم العلل عند الإشبيلي استشارني في الموضوع وطلب مني أن أشرف عليه في إعداد هذا الموضوع وفعلاً وافقت وكنت المشرف على أطروحته …

قلت لـه عندما وافقت على الإشراف ، أنت أعلم مني بعلم الحديث ولن أفيدك في شيء مما أنت أعلم به مني ولكننى سأساعدك في إعداد منهج الأطروحة واستقامة أبوابها وحسن توزيع مادتها العلمية ، وإذا نصحتك في أمر علمي فلا تأخذ إلا بما تقتنع به ، وسأحترم اختيارك وعلمك ..

وتعلمت من هذه الأطروحة الكثير ، فقد كان صاحبها أعلم مني بأمرها ، وكنت عندما أحتاج لأمر في الحديث أستشيره فيه ، فقد كان حجة في هذا العلم ..

وعندما أنهى أطروحته ووافقت اللجنة على قبولها وحدد موعد المناقشة تدخل وزير التربية لإيقاف المناقشات في الدار وتأخرت المناقشة ثلاث سنوات ، إلى أن صدر المرسوم المنظم للدراسات والمناقشات ، وبعد حصولـه على الدكتوراه عرضت عليه أن يكون أستاذاً بدار الحديث ، ولكنه اعتذر بسبب إقامته بطنجة ، وكنت أستدعيه لإلقاء محاضرات مكثفة في علم الحديث في كل  رمضان …

وتولى رئاسة المجلس العلمي بتطوان ، وهو جدير بذلك فقد كان عالماً صالحاً تقياً محدثاً ورعاً ، وهو من أنجب من عرفتهم من أبناء الدار فى الحديث ، كان يكبرني في السن ، وهذه ظاهرة في معظم الخريجين الأوائل ، إلا أنهم كانوا في غاية الأدب والخلق والانضباط ، وهذا الجيل من أبناء الدار كنت افخر بهم كأبناء لهذه المؤسسة العلمية ، ولو وجدوا التشجيع الذي يستحقونه فى مجال البحث لكانوا وجه المغرب المشرق ورموز نهضته العلمية ، وأصيب معظمهم بالإحباط ، وكنت أدرك ملامح ذلك في وجوههم …ومع هذا فقد شاركوا فى الحركة العلمية بطريقة جادة

( الزيارات : 1٬334 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *