الدكتور سعيد العلوى

عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، وهو شخصية علمية متميزة ولـه كتابات قيمة في مجال الفكر الإسلامي ، وتربطني به صلة صداقة ومودة ..

وأول لقاء به كان في رحلة إلى القاهرة في إطار جمعية الصداقة المغربية المصرية ، واشتركنا معاً في ندوة حول تاريخ العلاقات الثقافية بين البلدين ، أعجبت به ، وتوطدت صلة الفكر بيننا ، ووجدته شخصية متميزة بعلمها وثقافتها واستقامتها ..

دعوته بعد ذلك لإلقاء محاضرات بدار الحديث في إطار الحلقات العلمية الأسبوعية ، وكنا نستدعي كبار الشخصيات الفكرية لحوار مفتوح في موضوع من الموضوعات ، كانت الغاية تكوين عقلية حوار بين الطلبة ، وتكوين قابليات ذاتية لاحترام الفكر والثقافة ، وكنت أسمع أي حوار واحترم حق الآخر منه ، وليس من حقنا أن نرفض الآخر سواء كان فكراً أو شخصاً ، فالآخر هو الضفة الأخرى التي لا يستقيم النهر إلا بضفتيه ، وهذا ما تحتاجه مؤسساتنا الإسلامية ، إننا نلقن أبناءنا العلم فلا يحسنون هضمه وفهمه ، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف ذاتهم وعدم قدرتهم على مواكبة الفكر المعاصر ..

كان الدكتور سعيد بنسعيد العلوي من الشخصيات التي تملك قدرات فكرية متميزة ، وأعجبت بأسلوبه وفكره ، واشتركنا بعد ذلك في ندوة بمدينة سلا عن فكر الزعيم علال الفاسي ، وتحدثنا معاً في هذه الندوة عن فكر هذه الشخصية الرائدة المتميزة ، التي لم تحظ بالتقدير الذي تستحقه ..

واعتبر الدكتور سعيد العلوي من رموز الثقافة المغربية ، وهو أحد الوجوه البارزة في فكرها وآرائها، وكان مرشحاً لرئاسة جامعة محمد الخامس إلا أنه لم يقع الاختيار عليه ، وأصيب بإحباط كبير ، ولما رأيت معالم ذلك على وجهه شجعته على المضي في نفس الطريق ، وهو جدير بأن يأخذ الموقع الذي يستحقه ..

( الزيارات : 923 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *