الدكتور عبد الكبير العلوى المدغرى

13 – عبد الكبير العلوي المدغري : أستاذ بكلية الشريعة بفاس ، وهو أحد خريجي دار الحديث الحسنية ، وقدم بحثاً عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ، وكان من قدماء الخريجين ، ورأيته لأول مرة عندما زارني في مكتبي وقدم بحثاً عن أطروحته التي كانت تحت إشراف الدكتورة عائشة عبد الرحمن ، وشكلت لـه لجنة علمية لمناقشة اطروحته،.. بعد حصولـه على الدكتوراه ، شارك في الدروس الحسنية, و كان فصيحاً وهادئاً وذكياً وموفقاً وعينه الملك وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية ،و كان موفقاً في مهامه الوزارية ، وبرزت شخصيته وبانت مواهبه في الإدارة ، ونجح في الوزارة ، واستطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات ، وكان شاباً ويملك قدرات شخصية ، ومنحه الملك ثقته واعتمد عليه وسانده و أدَّى المهمة المنوطة به بذكاء ومهارة ، وقامت حركة مناوئة لـه في الوزارة وسرعان ما واجه خصومه وتغلب عليهم ، وأدخل إصلاحات في وزارته ، وحاول أن يطور الدروس الحسنية ، وأن يمسك بكل الخيوط التي تكفل لـه توسيع صلاحياته والاشراف على المجالس العلمية ورابطة علماء المغرب وجميع الانشطة الاسلامية، وأخذ يمارس في وزارته سلطات مطلقة ، واتهمه خصومه بالدكتاتورية وتقريب الأصدقاء والتحكم في كل شيء بالوزارة, وكان أكثر ذكاء ودهاء من خصومه .. حاول مرة إيقاف مجلة دار الحديث الحسنية لوجود بحث علمي نشر فيها لأحد الباحثين عن تعاون الطرق الصوفية فى افريقيا مع الاستعمار ، ولما اقتنعت بأن المقال ليس مناسباً أبدلته بمقال آخر مناسب وكان حسن التصرف قويا فى مواقفه  وكان يريد أن تكون كل القضايا الاسلامية  خاضعة لاشرافه، ، كما هو الشأن في رابطة علماء المغرب،  ، وكنت أحرص على استقلالية هذه المؤسسة العلمية ، وأن تكون بعيداً عن الصراعات السياسية ، وأن تكون لكل المغاربة وأن تحتفظ بخصوصيانها العلمية… وعندما أراد الملك الحسن الثاني أن يشجع دار الحديث على تكوين علماء مغاربة على غرار العلماء الأقدمين في منهجهم وأسلوب تدريسهم وشمولية علمهم لكي يقوموا بالتدريس في المساجد ، ولم يكن هذا ممكناً إلا في ظل تكوين شعبة خاصة ذات مناهج تقليدية على نمط الكراسي العلمية ، اقترح الدكتور عبد الكبير إدخال طلاب المعاهد العتيقة لدار الحديث ، وهذا سيؤدي لا محالة لإلغاء مصداقية شهادة دار الحديث ، وعدم اعتماد شهادتها للتعيين في الجامعات لانتفاء توفر الشروط القانونية في طلابها ، وأخيراً تم العدول عن هذه الفكرة ، والاكتفاء بإنشاء معاهد وكراسي تابعة للأوقاف في المساجد الكبيرة . وأعترف أن الدكتور عبد الكبير كان ناجحاً كوزير للأوقاف ، وحقق الكثير للوزارة وخدم التراث الإسلامي ونشر الكثير من اطروحات دار الحديث الحسنية ، وكنت أقدر جهده وإخلاصه ، وكان صاحب مواقف شجاعة على الصعيد العام وفى المجالس الرسمية, وكان موطن ثقة الملك الذى كان بكلفه بمهمات كبيرة , وكان له دور كبير فى اعداد صيغة البيعة التى تمت للملك محمد السادس ، وكانت الثقة بيننا قوية وكنت أقدره لكفاءته وألتمس له العذر فى كثير من المواقف التى انتقد بها، واختارني عضواً في اللجنة العليا للأوقاف وعضواً لجائزة محمد السادس للفكر الإسلامي ، وخدم الإسلام في المغرب ودافع عنه بشجاعة وتصدى لخصوم الثقافة الاسلامية , واننى اقدره تقديرا عاليا واشيد بخصاله التى تدل على اخلاقية عالية وكفاءة ادارية متميزة  واحمل له فى قلبى تقديرا شخصيا من الحب والتقدير، وهو من أبرز من تخرجوا من دار الحديث الحسنية ,وكان يعتز بهذا الانتماء, كما كان يعتز بهذه المؤسسة وهو الان المدير العام للجنة القدس العالمية التى يراسها الملك محمد السادس …

( الزيارات : 1٬101 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *