الدين ان نحترم كل الاخرين

كلمات مضيئة.. الدين ان نحترم الانسان  

كل ما ارتبط بحقوق الانسان وكرامته وحريته الانسانية فهو من الحقوق التى اكرم الله بها الانسان , فلا يمكن لاي دستور وضعي ان يتجاهلها او ينكرها او يتجاوزها , مهمة الدستور الوضعي ان يؤكد التزامه بكل الحقوق الانسانية التى اكرم الله بها عباده من غير تمييز بين انسان واخر , وتلك حقوق مرتبطة بالوجود الانسانى , مهمة الشرعية الدولية ان تدافع عن تلك الحقوق , وكل المجتمع الدولى مؤتمن على الحياة كما ارادها الله لكل عباده وهي حقوق تخترق الحدود السياسية والاختلافات القومية والدينية والعرقية ولا احد يحرم من تلك الحقوق او ينتقص منها , ولن يتحقق اي جزء منها ولو كان صاحبها ضعيفا او عاجزا او سجينا , ولا خير فى مجتمع لا يحترم نظامه حقوق  الانسان فى حرب اوسلام , فالمذنب يعاقب ولا يذل لان الاذلال باية صورة من صوره ظلم لا يقره الدين , ولا يمنع الانسان من طعام اوشراب او تعليم او سكن يؤويه او علاج يخفف عنه الامه , المذنب يعاقب ولكن لا يذل ولا يحرم من اسباب الحياة الضرورية , والعدوان على الابرياء عدوان على الناس جميعا ومن لم ينصر مظلوما وهو قادر على نصرته فهو اثم لان الانسان مهما كان موقعه مؤتمن على استمرار الحياة,  والاسرة الكونية مؤتمنة على الحياة ان تكون عادلة لا ظلم فيها , ولا ظلم اشد من الجوع , والجائع يطعم والمظلوم يناصر , لا سلطان لاحد على الحياة ولا تسلب الحياة من احد الا بحق من حقوق الله لتحقيق عدالة ودفع ظلم  , مهمة الدساتير الوضعية ان تبين ما هي ملتزمة به من التعاقد بين الدولة والمجتمع او بين المجتمع والمجتمع  فى امر التدبير والتوزيع والحكم  لتوفير اسباب الحياة ودفع الاخطار وتيسير الخدمات الضرورية التى تحقق الامن والاستقرار والسلام , الحكومة العادلة تعان لكي تقوم نيابة عن المجتمع بتوفير اسباب التدبير التى هي من اختصاص الانسان , والعقل مخاطب ومكلف ومؤتمن , العقل مكلف بكل ما ارتبط بالتدبير فى كل ماتعلق بالانظمة المتجددة التى تعبر عن حاجة مجتمعها ومدى فهمه لما يراد منه ان يفعله , ولكل عصر قضاياه ولكل مجتمع اسهامه العلمى والفكرى بحسب ما يترجح له انه الصواب , ولا بد من الثقة بالعقل المخاطب والمؤتمن والعلم وهو اداة العقل لحسن الفهم , وكل مجتمع مسؤول عن قضاياه ولا وصاية عليه فيما ترجح له انه الصواب , وكلما اكتشف العقل المزيد من المعرفة عن طريق الملاحظة والتامل اتسع فهمه ولا حدود لقدرات العقول فيما كانت مخاطبة به من امرها , والعقول تحتاج الى تغذية ايمانية وروحية لكي تكون اقل انانية واكثر انسسانية ورحمة واخلاقية فى تعاملها مع كل الاخرين , وعندما تصفو النفوس وتكون اكثر نزاهة واستقامة تكون قلوب اصحابها متعلقة بالكمال الالهي الذى يتجلى فى الكون كله بكل ما فيه من مظاهر ذلك التجلى الذى هو النور الذى نجد اثره فى العقول الهاما روحيا وجمالا كونيا وتعلقا بعالم علوى اكثر سعة لمعنى الحياة وماهو مسخر للانسان , الكون كله ينطوى فى ذلك الانسان الذى اراده الله ان يكون خليفته فى الارض ومؤتمنا عليها ومنحه نورا يدرك به عظمة الكون وابداع الله في خلقه جمالا وكمالا , ليست هناك معرفتان كما يقول الفلاسفة وانما هناك معرفة واحدة تتجلى لصصاحبها بما يلائم اسستعداده , المعرفة واحدة لاتتجزا تنتج فكرا هو نتاج صاحبه , فهناك من يغلب عليه الجانب المادى والعقلى وهناك من يغلب عليه الجانب الروحي ويعتمد على التامل الروحي , عندما تنظر فى المرآة ترى وجهك فيه , والمعرفة  بكل انواعها هي صورة ما فى الانسان من استعدادات , لا احد يمكنه ان يرى شيئا مختلفا عما هو عليه , ما فى داخلك يظهر فى فكرك , لكل فكر جماله الخاص به , القوة والضعف مظهران فى الانسان لا يتناقضان وهما الكمال , النور والظلمة لا بد منهما لكي يكون بهما المال , الرجل والمراة لا تكون الحياة الا بهما معا فمن اراد الحياة بواحد منهما انعدمت الحياة وتوقفت , عندما نقف على قمة الجبل نرى كل ما يحيط بنا الجبال والسهول والانهار ونرى كل شيء يتحرك لما اراده الله له , الانسان والحيوان والماء والزروع والاشجار , الكل يسعى لما اراده الله له , اتامل احيانا فى عالم الحيوان فارى كمالا رائعا واجمل منه عالم النبات انه صورة من عالم الانسان فى نموه وعطائه وحاجته لا سباب كماله , انه يشتاق لا سباب نموه وهو الماء , والارض التى لاتجد الماء يتكفل الله بسقيها من السماء , والانسان هو المسخر لخدمة الحيوان تربية وخدمة النبات زراعة وسقيا وهي مسخرة لحاجة الانسان وطعامه , كنت انظر الى جهل الانسان وهو يغالب لاجل المال او السلطة ويشقى نفسه فيما يتعب لاجله , لا احد ياخذ اكثر من حاجته ويتوهم انه بما يملك هو الاقوى والاغنى , خيارنا ان نكون كما اراد الله لنا ان نكون عبيدا له نعبده ونتوجه اليه بقلوبنا , ونسعى فى الارض وهي مسخرة لنا فلماذا التغالب والتصارع فى متاع نتوهم انه سبب كمالنا وسعادتنا , نختلف فى امور لاتستحق الاختلاف , لان الحياة اكبر مما نتغالب لاجله ونشقى فيه , كلنا يبحث عن السعادة ويشقى وهو يبحث عنها ولكنه لا يعرف طريقها , تعالوا نبحث عن طريق السعادة واول ملامحه ان نشعر بالسكون القلبي والطمانينة , ان لم نكن صالحين فلن نصل الى الله ابدا , والصلاح ليس له وصف واحد , اننا فى اعماق قلوبنا ندرك عندما نقوم بعمل صالح , اول ملامح العمل الصالح ان نعمل لله لا لشيء فى قلوبنا نخفيه عن كل الاخرين , عندما نفتح قلوبنا لكل الاخرين لا نظلم ولانحقد ولا نطمع ولا نفعل السوء ونكون اكثر احتراما لحقوق الاخرين ولانجعل انفسنا اوصياء على امرهم فيما اختاروه لانفسهم , ليس الدين ان ندعيه ولا ان نرفع شعاره ولا ان نتظاهر به وانما الدين ان نعمل صالحا وان نكون اكثر استقامة فى السلوك واكثر ادبا فى التعامل وان يكون الدين فى قلوبنا رغبة فى الخير ومحبة لكل الاخرين ..   

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 469 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *