فكرة الدولة

كلمات مضيئة..فكرة الدولة

مازال مفهوم الدولة من الموضوعات التى تحتاج الى دراسة وتامل , كيف تتشكل الدولة,  وهل هي ضرورية لحياة المجتمعات , وما هو الاساس الذى تبنى عليها الشرعية , 

الدولة هيكل تعاقدى بين جماعة من الناس يملكون ارضا يعيشون عليها , الارض والشعب هما ركنان لا بد منهما , ثم يكون الركن الثالث وهو التعاقد بين هذه الجماعة على بناء هيكل هو الدولة بما تملكه من سلطات  تنظيمية,  اهمها السلطة التنظيمية التى تملك ادوات القهر والالزام  لفرض النظام والقانون وحماية الامن وحماية الحقوق , وهو تعاقد ملزم لكل من التزم به لبياء ما اتفقت عليه الجماعة سواء كانت كبيرة او صغيرة , لان المصالح لا تتحقق بالفوضى  وانما تحتاج لهيكل تنظيمى  مسؤول ومؤتمن ومكلف , وشرعية هذه الهيئة هو التفويض الارادى بان يحكم ويقرر ويفرض ما يراه ضروريا لحماية المصالح المشروعية لئلا يعتدى القوى على الضعيف , واهم مهمة للدولة ان تحمي الحقوق وتحقق العدالة و ولكيلا يكون هناك ظلم وطغيان فان من الضرورى ان تكون هناك قوة موازية تفصل فى الحقوق وتمنع التظالم وتحمي المظلوم من ظالمه , والدولة هيئة تمثيلية تعبر عن ارادة من يمثلها وتحترم ارادته , والشعب هو صاحب القرار فيما يتعلق باموره , ومن حقه ان يتنازل لمن يمثله بما يملكه من حقوق , سلطتان اساسيتان فى الدولة , السلطة الحاكمة والسلطة القضائية  التى تمنع التجاوز فى الحقوق , ولكيلا يقع اي خلاف او نزاع فمن الضرورى ان يكون هناك وثيقة تعاقدية تبين ما وقع الاتفاق عليه وهي الدستور والهيئة التى تضع القوانين وتراقبها وتجددها لكي يعبر عن مصالح تلك الجماعة , وليس المهم فى الدولة ان يكون الشعب واحدا فى انتمائة العرقى او القومى او اللغوى او الديني وانما المهم ان يختاروا  الانتماء لذلك الهيكل التنظيمى بارادتهم , والدستور يضمن لكل فريق كامل حقوقه الانسانية والقانونية , ولا احد هو اولى من احد باي حق من الحقوق , ما يجمع هذه التجمعات المتناقضة  هو المصلحة المشتركة للجميع فى تكوين كيان سياسي  , وتحترم خصوصيات كل فريق من غير تمييز , كل فرد يملك فى الدولة ما يملكه الاخر , فاذا انتفت العدالة فشلت الدولة وانهار بناؤها , الدولة مؤتمنة على المصالح المشروعة فى الامن والاستقرار والخدمات وكل ما يتعلق بالتسيير والتدبير , ومن واجب الدولة ان تحترم الثوابت التى تعتبر من خصائص ذلك الشعب واهمها حرية المعتقد ولا تستفز مشاعر الاكثرية فيما اختارته لنفسها , الدولة ملتزمة بما وقع الالتزام به من الحريات الاساسية , كل المواطنين سواء فى الحقوق والواجبات , وهم الذين يمولون الدولة بما تحتاج اليه من الاموال , واهم واجبات الدولة ان تكون عادلة وان تحترم كافة الحقوق لكل مواطنيها بموجب ذلك التعاقد الارادي وهو الذى يمثل المشروعية , ومن حق كل شعب ان يختار نظامه كما يريد وان يغيره بما يراه الافضل والاكمل والاعدل , ولا حدود لما يختاره اي شعب لنفسه من الاختيارات والتنظيمات , واهمها الا تخالف ما امر الله به من اصول الحكم ان يكون عادلا لا ظلم فيه وان تحترم ثوابت الايمان واصول الدين والعدالة فى الاحكام , الوطن جامع لكل المنتمين اليه وهو الذى يشعر المواطن فيه بالامان والكرامة عندما تكون الدولة عادلة تكون جامعة ومحببة ولا احد يحرم من حق يملكه,  واهمه حق الحياة وحق الكرامة دولة الكل يشارك الكل فى الدفاع عنها بارادته المطلقة , لا احد احق بالدولة من احد فالكل سواء , الحريات محترمة بشرط ان تكون ضمن الحريات المشروغة التى تسهم فى البناء والنهوض , اهم مهمة للدولة ان يكون توزيع الاموال عادلا ومنصفا والا يكون هناك جائع او مظلوم او محروم , المجتمع كله يراقب الدولة ومن حقه ان يعبر عن رأيه فيما يراه مفيدا , الكلمة الناصحة دليل النضج وحسن الفهم ولا احد خارج المساءلة عن افعاله عند التجاوز , كل الاسرة الكونية مؤتمنة على السلام بين الشعوب ومقاومة الظلم وتجاوز حقوق الانسان , الاسرة الكونية مؤتمنة على تراث الانسانية وحماية القيم الانسانية , اي ظلم فى اي مكان يجب ان يقاوم باسم الاسرة الكونية  , لا سلطان للاقوياء على الضعفاء ولا استعمار للمستضعفين ولا عدوان عليهم  ولا احد يحرم من رزق الله ويقسم بعدالة ولا احد ينفرد بما زاد عن قيمة جهده ,  والملكيات الفردية التى نمت عن طريق الظلم والفساد فلا شرعية لها ,  والفردية انانية ولا حرية تتجاهل حقوق الاخرين  , نظم الحكم تتجدد باستمرار وتعبر عن رؤية مجتمعاتها  والانظمة العادلة هي الاقرب الى  الله والى ما يريده الله من الانسان ,

( الزيارات : 490 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *