الدين رسالة انسانية

كلمات مضيئة ..
الدين يستمد من الله تعالى ومن نبيه ، ولا يستمد من المؤمنين بذلك الدين والمدافعين عنه خلال الاجيال المتعاقبة ، لان كل جيل يفهم من الدين ما يراه ملا ئما له وما يحقق له مصالحه ، وجهد العقول متفاوت ومتعدد وتتحكم فيه الرغبات والمصالح. ، الدين هو رسالة الله لكل عباده ولا يمكن الا ان يكون عاما. وشاملًا لكل الخلق وعادلًا في الحقوق ورحيمًا. بكل عباد الله ، والا يفرق بين الشعوب والافراد الا بالإيمان والعمل الصالح الذي يحبه الله من كل عباده ، وهو الخير المطلق ومصالح العباد ، لا شيئ من افعال الشر مما ينسب الي الدين ولا شئ من الظلم والعدوان يقره الدين ، ما يصدر من البشر ينسب اليهم ، ويحسنون فيه. ويسيئون ، كل ما يفعله الانسان ينسب اليه ، والدين ميزان ، ليس من اهداف الدين ان يكون بديلا عن الانسان وان يعطل اختيارات الانسان فيما كلفه الله به ، وانما ان يصلح ما يختاره ذلك الانسان بحيث تصدر منه افعال الخير وسلوكيات الاستقامة ، ليس هناك دولةً دينية لان الدولة اختيار انساني ، وانما هناك دولة. عادلة وصالحة تحترم ثوابت الدين في الايمان والحقوق واحترام الانسان ، فما كان كذلك فهو اقرب الي ما يحبه الله ، يجب تحرير الدين من الوصاية عليه من طغاة الارض الذي يبررون اعمالهم باسم الدين ويبررون ما يفعلون باسم الدين ، وهذا كثير في تاريخ الاديان ، دولة الطغيان. واحدة. واشد انواع الطغيان هو الطغيان الذي يحمي نفسه باسم الدين ، وهذا يشمل كل الذين طغوا. من الظالمين في الارض ممن ملكوا السلطة والمال واسباب القوة. ،. من طبيعة الانسان ان يبحث عن مصالحه كما يراها ، لا احد يتحرر من تلك الطبيعة ولو توهّم ذلك ، المصلحة غالبة ومتحكمة ، كل الطغاة في الارض يظنون انهم علي الحق. وانهم عادلون فيما يفعلون ويجدون من. يشهد لهم بانهم محسنون من المنافقين والجاهلين ، لا احد يري نفسه كما هي عليه ، الانسان مرآة غير عادلة ، الطامع فيك يريك ما تريد ان تراه ، والخائف. يخفي في نفسه ما يراه ، فتضيع الصورة الحقيقية ، ما دامت المصالح متحكمة. فالمرآة. لن تكون عادلة ابدا ، من اراد الله وتجرد من كل أهوائه ومصالحه يسعي لعمل الخير. لله وفي سبيل الله ولا يصدر منه الشر ابدا ، لان القلوب التي تعلّقت بالله تسمو خواطرها. وتتجرد من مشاعر الكراهية والبغضاء والطمع والحقد ، الطمع شعور غريزي متولد من سيطرة القوة الشهوانية علي العقل، فتحكم سيطرتها عليه ، والحقد وليد القوة الغضبية في النفس. ، وعندما تنمو تلك القوة يتولد الحقد بطريقة حتمية ، ويسيطر علي صاحبه ، لا احد خارج سلطان الغريزة ، الا ان. تلك الغريزة يمكن التحكم فيها عن طريقين :
الاول : التربية والرياضات النفسية التي تنمي الارادة وتجعلها قادرة علي التحكم في السلوك لكبح جماح الانزلاقات الناتجة عن الرغبات الغريزية ، الشهوانية والغضبية ، وقد ابدع التصوف الاسلامي الاصيل. والنظيف في هذا المنهج التربوي الذي ينمي القوة الروحية الا ان متصوفي الجهل والرياء. اساؤوا اليه وجعلوا التصوف. مهنة معاشية متوارثة للتوصل الي الدنيا كاية مهنة اخري. والتصوف منهج تربوي يجب. تنقيته مما دخل فيه من الأعراض المرضية التي ادت الي تساقط اوراقه الخضراء ولم يبق منها سوي الاوراق اليابسة ،الثاني. : تنمية الشعور بالخوف من ارتكاب الاخطاء والتجاوزات. عن طريق وجود رادع داخلي كما هو الشأن في الرادع الديني والخوف من الله. او الرادع. الاجتماعي المتمثل في الضغط علي الانسان من خلال مخالفته لما عليه مجتمعه من انواع السلوك فيخجل من فعله ، وهناك الخوف من القانون عندما يتجاوز الحدود المرسومة له في الحقوق والممارسات. التي تخص المجتمع وتسيئ اليه. ، والمهم ان يكون القانون عادلًا لا يميز بين الانسان والانسان ، ولا يحابي ولا يجامل ،. ومهمة القانون. ان يحمي العدالة في نصوصه وتطبيقاته ، ولكن الخلاف يظل قائما في مفهوم العدالة ، ومتي تتحقق. تلك العدالة ومتي يكون الظلم والطغيان ، هناك الكثير مما نعتبره عادلا من الاحكام والقوانين والمفاهيم والاعراف نقبله بحكم الاعتياد عليه ، لا بد من اعادة النظر في كثير من تلك المفاهيم التي تأثرنا في فهمها. بالمجتمع الذي ننتمي اليه ، لا بد من نظرة نقدية تعيد تصحيح تلك المفاهيم. لكي تعبر عن حقيقة رسالة الدين في المجتمع الانساني كرسالة هداية وإرشاد ، الاسلام هو رسالة الله. لكل عباده ، ولا يمكن ان يصدر من الاسلام ما يخالف روحية. الاسلام وأغراضه في المجتمع كمنهج الهي. لاجل العدالة في الحقوق. والتكافل للدفاع عن الحياة. والسلام بين الشعوب لاجل. استمرار الحياة التي استخلف الله الانسان عليها ..تلك هي رسالة كل جيل ان يتحمل مسؤوليته في التصحيح. الذي يعيد المسيرة الي جادة الصواب وان يخرج منها كل الجهلاء والسفهاء والمنافقين الذين ارادوا الدين مطيتهم لما يريدون وأبعدوه عن حقيقته التي ارادها الله. منه. كرسالة. هداية ورشاد ..

( الزيارات : 453 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *