الدين والعقل والانسان

الدين والعقل والانسان

كنت شديد الاهتمام بذلك الانسان , وكنت اتأمل فيما هو فيه من الغرائز والاستعدادات الفطرية , وما يكتسبه من محيطه الاجتماعي , وما يؤثر فيه ، كنت اراه كمؤتمن من الله على الحياة ، وان الله خصه بذلك التكربم عن طريق التكليف ، واداة التكليف هو ذلك العقل الذي ينير طريقه , ويميز به بين ما ينفعه وما يضره ، العقل منارةً هداية لذلك الانسان ، ولكن العقل محكوم بغريزة توجهه وتزين له ما يستجيب لمطالبها ، ويملك الانسان ثلاث قوى غريزية اساسية ، هي قوة الجنس لكي يحافظ بها على وجوده واستمراره بطريقة غريزية , والقوة الثانية هي قوة الرغبة والطمع الناتجة عن القوة الشهوانية  والرغبة في التملك والاستحواز على ما يملكه ا لآخر ، والقوة الثالثة هي قوة الغضب المولدة للحقد والرغبة في الانتقام ممن اعتدى على حق من حقوقه ، ومقاتل الانسان في هذه القوى الثلاث عندما تتحكم في العقل وتسيطر عليه , وتخضعه لما تريد ، وهذه القوى ضرورية لاجل الحياة بشرط ان يقع التحكم فيها عن طريق ا لعقل المتحرر من سلطة الغريزة عليه ، وهنا يبرز الفرق بين الانسان والحيوان في التكليف الذي يختص بالانسان ، وعالم الحيوان عالم مغلق , وله خصوصياته التي لا يدركها الانسان ، ً ولا يمكن الوصول اليها ، ولا تكلبف الا بوجود ما هو مكلف به ، وما هو  مصدر لذلك التكليف ، ولا بد من رسالة الهيةً تخاطب الانسان المستخلف على الارض لكي يقوم بكل ما يصلح الحياة , ويجتنب كل كل ما بفسدها من الشرك بالله اولا , والظلم في الحقوق بين العباد ثانيا , وكل المنكرات والفواحش في السلوك الاجتماعي ثالثا ، هذه هي رسالة الله التي خاطب بها العباد لما يحييهم ويصلح بهم الحياة ، لا تبعية بين الاجيال , ولاوصاية لاحد علي احد فيما كان من امره ، وكل جيل مخاطب بما خوطب به الجيل السابق له من التكليف المعبر عن احترام الحياة لكل عباد الله ، لا احد خارج انسانيته بكل خصوصياته الغريزية من الطمع والحقد والانانية الفردية الدافعة للعدوان على حقوق الاخرين , وبخاصة من المستضعفين من اليتامى والمساكين والعجزة والمسنبن ، الحياة بكل من فيها ، وهذه هي حقيق الاسلام كدين ورسالة الهية لاجل هداية الانسان الى الصراط المستقيم , وهو الطريق الذي يمشي فيه , ويلتزم به كل الذين أنعم الله عليهم من الصالحين ، وكل من خرج عن طريق الاستقامة فهو من الضالين عن طريق الله والغافلين عن ربهم ، من احسن من العباد فالله لا يضيع اجر من أحسن عملا ، ومن اساء وظلم وطغي في الارض وعلا فيها فهذا من الفساد , والله لا يحب المفسدين في كل صورالفساد الظاهر والباطن  ، مهمة الشريعة الاسلامية التي جاءت من عند الله ان تهدي الى الطريق , وان تخاطب العقل لكي يختار الخير ويجتنب الشر ، ويصلح ولا يفسد ، العقل المخاطب من الله هو العقل المتحرر من الانانية وكل الاهواء الناتجة عن الطمع والحقد ، وهذا العقل هو القادر على فهم ما خاطبه الله به من الاحكام التكليفيةً في الامر والنهي بالروحية الايمانية المتحررة من الاطماع والاهواء ، واهم ما يجب التركيز عليه هو احترام الحياة والسعي لاصلاحها بكل جهد محمود , واجتناب كل ما يفسدها من المظالم الاجتماعية والحروب العدوانية والطبقيات الناتجة عن الطغيان والاستبداد والبغي بغيرالحق في اي موقف او سلوك ..

 

( الزيارات : 393 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *