اللدين والعقل لا تنقض

الدين والعقل ..

لم اشعر قط بذلك التناقض بين الدين والعقل في فهمً ظاهرة الوجود والمعرفة الانسانية التى اهتم بها الفلاسفة من قبل ومن بعد , وما زالوا حتى اليوم ينجادلون ويتحاورون , والكل يرد على الكل فى حوار عقيم لانهاية له ، كنت احتاج الى الدين لمنع العقل من الشطط والانزلاق والضلال والانسياق خلف الغريزة  والتطلع للعدوانً  لاثبات  الذات ، واكدت في كل مناسبة ان العقل هو المخاطب من الله فيما خوطب به من التكليف لفهم ظاهرة الوجود والحياة والمعرفة والقيم ومعنى الفضيلةً والاخلاق ، مهمة الدبن أن يساعد العقل على القهم ًلكي يختار الخير ويبتعد عن الشر ، الدين كخارطةً طريق تمنع الوهم والضلال في فهم ظاهرة الحياة والوجود ويوجه المعرفة الانسانية لكي تكون فى خدمة الحياة ، العقل اداة للفهم , وهو قوة تميير تحكمها الغريزة الفطرية اولا والتربية والتجربة الانسانية ثانيا ، الدين خطاب يتضمن امرين : الايمان بالله كمنهج لفهم الحياة والوجود الانساني الى جانب العقل لترجيع الفضيلة في السلوك الانساني ومحبة الخير الذى يحبه اله ويثيب عليه ، الدين لا يلغي العقل ولا يشكك فيه , لانه المخاطب بالامر الالهي وهو المفسر للخطاب الالهي والمكلف بفهمه  ، وهو المؤتمن على الحياة  ان يحسن فهم ما يريده الله من العباد ، الدين يقر كل ما توصل اليه العقل والعلم  بشرط ان يكون في خدمة الحياة من كل العلوم التي تكبر بالعقل , وليس بالوهم وان تكون فى خدمة الحياة ، العقل بلا خارطةً طريق كمن يبحث عن ضالةً ولا يعرف ما هي تلك الضالة ، ولن يصل اليها ابدا ، تعالوا نبحث فيما يفيد وينهض بالحياة عن طريق الاهتمام بحقوق الانسان وكرامته الانسانية والتخفيف من معاناته واذلاله ، ومقاومة الطغيان في الارض الناتج عن ارادة القوة والانانية الفردية والتميز بالمال والسلطة والطبقية الناتجة عن سوء التوزيع وانعدام العدالة ، العقل ليس مؤهلا لاكتشاف معنى الفضيلة والاخلاق الا بقدر ما يعبر عن خدم انانيته وتخدم  مصالحه الغريزية ، الدين وليس العقل هو الذي يمنع الطغيان في الارض والتجاوز والمظالم وكل عدوان ، الاخلاق التي بنميها الدين ليست هي الاخلاق التي توصل اليها العقل الذي يقر التفاضل والتميز بين العباد ، العقل ليس مؤهلا وحده لادراك معني العدالة في الحقوق ، العقل ليس مؤهلا للشعور بالرحمة الا عندما يتمكن الدين من تغذية المشاعر بقيم الخير ، الدين كما جاء من عند الله كرسالة الهية ليس هو الدين كما فهمه رجال الدين  ومن ارتدى ثوب الدبن من طغاة الارض واعداء الحياةً ، قضية الدين الاهم هي الايمان بالله لا شريك له  والايمان بماجاء من عند الله من الايمان باليوم الآخر , وكل ما عجز العقل عن ادراكه من امر الغيب الخارج عن اختصاص العقل ، العقل ليس النقيض للدبن كمنهج الهي لاصلاح الحياة ، وانما هو مناهض لما نسب الى الدين مما ليس منه من الجهالات والاوهام والمبالغات بسبب الجهل والتخلف وتوظيف الدين لتبرير المصالح الدنيوية باسم الدين  وترديد شعاراته ، الدبن ضرورة انسانية لنهوض الانسان بالدين استقامة وصلاحا ومحبة وسلاما  ، واول ثمرات الدين واهمها العبدية المطلقة لله التي تعني الحق في الحياة لكل عباد الله بكل اسباب الحياة ، وعدم التمييز بين العباد في حق الحياةً التي ضمنها الله لكل انسان من عباده  ًبانتمائه الانساني , ورفض الطبقية وكل معايير التفاضل خارج العمل الصالح الذي يحبه الله ويجزى عليه ، لا تفاضل في الانساب ولا في الاموال ولا في ما هو متوارث من الاوصاف ، لا شرعية لوصف متوارث يبررالتفاضل في الحقوق بين العباد ، ما كان من الله فهو لكل عباده مما في الطبيعةً ولايتملك ولا بستبد له ولا يمنع عمن يحتاجه , والناس شركاء فيما ارتبطت الحياة به مما هو ضرورى  لهم ، الحكمة الناتجة عن حسن فهم رسالة الدين هي التي تنهض بالحياة وتجعل العلم في خدمةً الانسان لكي ترتقى الحياة بالمعرفة ، والانسان هو مصدر الوعي بالحياة وبالوجود كله ، ولا وجود خارج الوعي الانساني ، ستعود الانسانية يوما الى الدين عندما تعجز تلك الانسانية عن تحقيق السلام في الارض نتيجة العجز عن تحقيق العدالة الحقيقية بين الانسان والانسان الذى  سخرالله له  كل ما في الطبيعة  لخدمة الحياة ولكل ما هو موجود فيها للتعبير عن عظمة الابداع الكونى  وذلك التنوع فيما اشتمل عليه هذا الكون من الكمال   

( الزيارات : 340 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *