الدين وحوار الاديان

الدين وحوار الاديان

…………………………………….

هناك خلافات كثيرة بين اتباع الادبان السماوية والمذاهب الدينية والطوائف في المعتقدات وقضايا الايمان وفى فهم رسالة الدين فى الحياة ، وهو خلاف تاريخي وصراع بين اتباع الاديان , ولوكانوا ينتمون لدين واحد , وكنت أتأمل فى اسباب ذلك واحاول ان افهم اسباب ذلك النفسية , ومحنة العوام انهم يتاثرون بما يسمعون , وكل فريق يتهم الاخر بالزيغ والضلال ,  الدين واحد وجامع لكل المؤمنين بالله  , وبدعوهمًً للتسابق في الخيرات وعمل الصالحات واجتناب كل ما يفسد الحياة من الطغيان في الارض بكل ما يؤدي اليه من المظالم في الحقوق والمنكرات التي حرمها الله في السلوك الاجتماعي ، وكل فربق من كل هؤلاء بما لدبهم فرحون ومتمسكون وقد توارثوا اسباب ذلك الخلاف ، كم نحتاج الى حوار الاديان وحوار الحضارات لكي يقع التقارب والتكافل في الدفاع عن الحياة والتراحم بين الانسان والانسان ، وغاية الحوار ان يفهمً كل فريق ما يؤمن به الآخر , وما يجد الحق فيه من قضايا الايمان التي بجب ان تكون جامعة لكل المؤمنين بلا كراهية للآخرين فيما كان من امرهم ، والله يحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون من امورهم الدنيوية وخلافاتهمً التي تتحكم فيها المصالح  الدنيوية في العادة والتنافس فيما بينهم ، وهذه المصالح تزين لكل فريق ما هو فيه من المعتقدات والعادات ، ولو كان ذلك  مما يتنافى مع رسالة الدين ، وكل فريق يتوهم انه الاولى بالحق والمنفرد بفهمه ، ما اجهل الانسان وهو يتوهم انه الوصي على الحياة والاقدر على  فهم ما يريده الله من الانسان ، محنة الجاهل في توهمً الكمال ، وانه الاعرف به والاقدر على معرفته ، الكمال نسبي وتحكمه معايير الفضيلة التي تحترم فيها الحياة ً كحق من الله لكل عباده ، لا كمال خارج الفضيلة التي يراها كل مجتمع فضيلةً ، ولا فضيلة خارج الكمال الذي تحترم فيه مصالح العباد المشروعة ، واهمها الحق في الحياة بكل اسبابها المادية ومطالبها الضرورية ، هذه هي رسالة الله للانسان ، ولكل الاسرة الكونية المتجددة بالتعاقب في حمل المسؤولية وامانة الحياة ، لا تفاضل بالانساب ولا تمايز في الحقوق ولاتنابز بالالقاب ، دعونا نطل من النافذةً الصغيرة الى عالم جديد بلا انساب يقع التفاخر بها , ولا انتماءات تبرر التفاضل ، ولا قوميات متنافسة ولا مذاهب متعصبة ، مجتمع انساني بلا اطماع وبلا احقاد وبلا حروب وبلا صراعات ، قد يكون هذا المجتمع مُملا وبلا حياة فيه ، ولا بد من شيء يحرك الهمم,  ويوقظ كل صباح الطامحين الذين يبحثون عن ضالتهم وسط ذلك ً الركام من الاهتمامات والرغبات الشخصية ، رسالة الله موجهة لكل عباده بخطاب الله الموجه لكل الاجيال ، لايستثني أي احد ,  ولا يميز بين وانسان فى التكليف , ولا يفرق بينهم في الحقوق ، وخطاب الله لعباده واحد ان امنوا بالله وبكل ما جاء به رسل الله مبلغين لما امرهم الله به  ومبينين ما يحتاج الى بيان  ، واهم ما تضمنته هذه الرسالة ان اعملوا صالحا يحبه الله لكي تستقيم به الحياة ، كل فكر انساني ناتج عن جهد الانسان ينسب لصاحبه ، ويحمد بما كان صالحا منه ، ويرفض منه ما كان فاسد الدلالة والاثر ، والدين منارة هادية ، ويستمد الدين من النصوص الدينية التي مصدرها الوحي الالهي الذي يخاطب الانسان ويهديه الى الطريق ، والعقل هو اداةً فهم الخطاب الالهي ، والمعرفة العقلية تشمل كل معرفة مصدرها الانسان ، ويدخل ضمنها المعرفة الالهامية عند الصوفيةً التى تحتاج الى تأمل وتدبر ، لا شيء من المعرفة العقلية والالهاميةً خارج الادراك العقلي القادر على التمييز والمكلف بحسن الفهم لما خوطب الانسان به ً، ومن شروط المعرفة الالهامية ً ان تكون عقلانية ومنضبطة ً ومدركة وضمن الضوابط الشرعية التي تمنع الزيغ فيها والضلال ، ليست هناك معرفة خارج العقل المكلف ولو كانت معرفة الهامية ، لا تكليف خارج العقل المكلف والمخاطب والمؤتمن ، مهمة العقل ان يضبط المعرفة الالهاميةًً لكيلا تتجاوز المعايير التكليفية التي تمنع الزيع والضلال في قضايا الايمان والعقيدة ، واهمً ملامحها ان تنمي القيم الايمانية والروحية وتعلى من مكانة الفضيلة المعبرة عن الكمال في الحقوق والسلوك ..

…………………………………..

( الزيارات : 172 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *