الدين يسر فلا تجعلوه عسيرا

 

                                       

 

علمتني الحياة

ألا نضيّق الخناقَ على النّاس في شؤون حياتهم باسم الدين فيما يتّسع له لدين , والحرج مرفوعٌ في نظر الشريعة , ولا مبرّر للأخذ بالرأي الأشدّ والأضيق مع إمكان التيسير على الناس , وقد أقرّت الشريعة مبدأ دفع الحرج عن الناس في كلّ الأمور التي أجازت الشريعة فيها التخفيف , ولا محظورَ عند الضرورات , فالضرورة تبيح المحظور إباحة مؤقتة لدفع أخطار متوقعة عن المكلّف , ولا يُكلّف الإنسان ما لا يطيق من التكاليف الشرعيّة , وهذا المبدأ موجه لأهل الفتوى والاجتهاد بأن يُراعُوا هذه المبادئ في كلّ فتوى لكي يدفعوا الحرج عن النّاس , والمفتي الذي يحسن الفهم يحسن الفتوى وهذا ليس من التفريط في الدين , وإنمّا هو بيان لأحكام الدين وأخذٌ بثوابته الفقهية , ولا يسمح لجاهل  بالفتوى فيما لا يعلم, والجاهل يخفي جهله بالتشدّد لاستمالةً عوام النّاس بإظهار الورع والتقى , وتُستمَال العامّة بعدالة الشريعة وإنسانية أحكامها والرحمة بالمكلفين , ودفع الحرج عن المسلمين فيما يحتاجون فيه إلى التيسير ولايستمالون بالتشدد فى الاحكام من غير دليل, ولا يمكن لأحدٍ أن يدعي أنّه أحرص على أحكام الشريعة من الشريعة نفسها , والمسلم مؤتمن على دينه , ولا يمكن له أن يأخذ بالرّخصة إلا إذا احتاج إليها , ويجب أن نثق بالمسلم وأن نصدّقه وأن نحتكم إلى ضميره ودينه فيما يختاره لنفسه من الأحكام .

( الزيارات : 753 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *