الرسالة الخاتمة .. معانى ودلالات

الرسالة الخاتمة ..معانى ودلالات 

……………………………………

تأملت في فكرة الرسالةً المحمدية الخاتمة للرسالات السماوية ، وتساءلت عن دلالة ذلك كما افهمه او ما يترجح لى فهمه بالرغم من حاجة الانسانية في كل عصر الى الهداية من الضلال ، واهم ما يمكن استنتاجه من الحكمة الالهية ما يلي

اولا: تأكيد الثقةً بالانسان بانه قادر على فهم ما خوطب به من الله تعالى في كتابه الكريم  المنزل على رسوله فى  امرين : الامر الاول : رسوخ معنى الوحدانية في الايمان بالله بكل ما تعنيه من رفض للشرك بكل مظاهره وكل القداسات للانسان التى تضفى على الانسان ما انفرد الله به من الاوصاف , ولا احد مع الله في خلق او تدبير ولو كان تقيا  , واتلقوى صفة فى الانسان لا تتجاوز العبدية والخضوع لاوصافها ، والامر الثاتي : تأكيد الحق في الحياة لكل عباد الله من غير تفريق او تمييز بينهم في الحقوق الانسانية ومسؤولية الانسان عن اعماله الارادية ، وهذا الانسان الذي خاطبه الله بكتابه المنزل على رسوله الكربم يملك العقل الذى يميز به بين الحق والباطل  , وهذا العقل يكفيه لكي يعرف الطريق المستقيم الذى لا عوج فيه ، وهو مكلف ان يفهمه بالروحية التي ارادها الله , والتي تحترم فيها المقاصد المرجوة ، كتاب الله خطاب الهي يخاطب كل مكلف في كل عصر ومجتمع ان يحسن فيما يختار , وان يعمل صالحا , وان يجتنب ما حرمه الله عليه من الشرك والمظالم والمفاسد ، واداة الفهم هو العقل الذي زوده الله به, وهو العقل  النورانى المتحرر من الغرائز التي تزين له ما فيه هواه من الشهوات , وهو المكلف بان  يمسك بزمام صاحبه لكيلا يصدر منه في لحظة ضعفه ما يندم عليه من المواقف ومالا يليق به من السلوك ، وهذا هو معني التكليف بان يتحمل المكلف مسؤولية ما يختار لنفسه من افعال الخير التي تصلح الحياة وافعال الشر التي تفسدها ،

الثاني :  قدرة الانسان على فهم معنى الامر والنهي لتمكين ذلك الانسان من حسن الفهم والاختيار لكي لا يضل الطريق ، لقد امره الله بكل ما يصلح الحياة كالعدالة في الحقوق والاستقامة في السلوك , ونهاه عن كل ما يفسد الحياة من العدوان وكل المظالم والفواحش والمنكرات ، وترك له الحق في فهم ما خوطب به من التمييز بين الحلال والحرام ، وما يصلح الحياة وما يفسدها ، وهو مؤتمن ان يحسن الاختيار بما يترجح له الصواب فيه مما تحترم فيه مصالح العباد المشروعة التي هي اهم مقاصد الشريعة ، لقد امر الله تعالى بالعدل في الحقوق والاحسان الذي تتحقق به الفضيلةً في فهم معنى العدالة بحيث تحترم فيها الحياة لكل العباد ، عدالة لا انانية فيها بحيث  تمنع الطغيان في الحقوق ، و حرم الظلم في كل صوره المتجددة في كل عصر ومجتمع ، ولا شيء من الظلم الناتج عن الطغيان من الاسلام , ولو اقره كل الفقهاء فى الفروع والتطبيقات الاجتهادية التى لاتحترم فيها العدالة ، ولايحتج بجهد العقول ولا باحتهاد مجتهد على الاسلام في اقرار ظلم أواباحة منكر ، ما حرمه الله من المظالم والعدوان على الانفس والاموال والحريات لا يباح بحال من الاحوال , وبخاصة قتل الانسان واغتصاب ماله والعدوان عليه  ,   لا لما اغتصب من الحقوق والاموال ,ولا للكسب الناتج عن الفساد واكل اموال الناس بالباطل ..

الثالث : النظام الاجتماعي هو ثمرة جهد الانسان ، ويتجدد باستمرار لكي يواكب عصره , ويعبر عن قضاياه ، والمهم فيه ان تحترم فيه احكام الله فيما امربه من العدالة في الحقوق والفضيلة في السلوكً التي تحترم فيها اعراف الفضيلة وان تجتنب  المحرمات وكل المنكرات ما كان من قبل وما هو متجدد منها ، وبشمل كل ما يفسد النظام الاجتماعي ويهدد الاستقرار الذي يتسبب في شقاء الانسان ومعاناته ، وكل مجتمع مكلف بقضاياه ومؤتمن على عصره ان يختار ما يصلحه بما يترجح له الصلاح فيه  مما  تحترم فيه الحياة كحق مشروع لكل عباد الله من عير تجاهل لحق مستضعف او اذلال لعاجز او مسكين او يتيم ، تراث الاجيال يشمل كل ما تركه كل جيل من جهده ، ويمدح كل جيل بما احسن فيه,  ويستفاد منه كتراث انساني بلا قداسة لاحد , ولا مبالغات تفقد التراث هيبته ومصداقيته ,  لا شيء من جهد العقول خارج منهجية النقد والتصحيح التي تحكمها معايير المصالح التي يجب ان تحترم في كل جهد انساني ولا شيء من جهد الاجيال فيما اجتهدت فيه لا يخضع لمعايير علمية عادلة للتاكد من سلامتها ، لقد وضع منهجا ايمانيا لفهم الحياة بما تحترم فيه العدالة في الحقوق , وتمنع المظالم ويقاوم الطغيان في الارض بكل اشكاله ، لا احد خارج الحق في الحياة بكل اسبابها المشروعة التي لا يحرم منها احد من منطلق ايماني يكفل الكرامة الانسانية بكل ما يعبر عنها ،

الرابع : الاسلام رسالة الله لكل عباده ، وتخاطب كل العباد بخطاب تكليفى  واحد يتضمن كل ما يصلح الحياة ، ويمد الاسلام يده لكل الآخرين من الشعوب  والحضارات للايمان بالله والدعوة للعدالة في الحقوق والتكافل للدفاع عن الحياة  وتحقيق السلام بين الشعوب بما تحترم فيه الحياة كحق من الله لكل عباده ، اسلام واحد بالرغم من التعدد في ممناهج فهمه ، اسلام الرسالة والنبوة ، وهو اسلام بلا تعصب ولا كراهية ولا جاهلية ، اسلام جامع لما تفرق فى ظل الايمان بالله ومحبة الخير ، ومصلح لما هو فاسد من النظم والاعراف التي تكرس التخلف وترسخ التعصب وتعمق الكراهية وتمكن الطبقية الاجتماعية الناتجة عن الانانية الفردية ، الاسرة الكونية اسرة واحدة من رحم واحد ، وكلهم من آدم ، وهم مخاطبون بامر الله ومكلفون ومحاسبون ، ويتفاضلون بما يحسنون مما يصلح الحياة ، هذه الحياة عادلة لا تحابي ولا تجامل ولا تستثني احدا ، قوانين الحياة احكم الله امرها بحكمته في البداية والنهاية ، ومرتبةً العبدية تساوي بين العباد فى كل الحقوق ، الله اكبر  هوالشعار الخالد الذي يذكر الناس بتلك العبدية بكل خصائصها التي تعبر عن الضعف الانساني ، هذه اهم دلالات الرسالة الخاتمة التي اكمل الله بها الرسالات التي تخاطب الانسان بكلام الله الذي لا ياتيه الباطل من قبل ومن بعد ..

…………………………..

ا

( الزيارات : 209 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *