السياسة والرياضة فى الميزان..

ذاكرة الايام..السياسة والرياضة بى الميزان..

من الكلمات التى اثارت انتباهي وانا اكتب عن ابن خلدون ان العصبية اذا تمكنت من الانتصار على كل خصومها والمناوئين لها من اصحاب السلطة والحكم الذين كانوا من قبل لا بد الا ان يتطلع الاقوى فيها الى ان  ينفرد  بالمجد,  والانفراد بالمجد هو شعور طبيعى فمعظم الطامحين اذا انتصروا فى معاركهم الاولى ضد اعدائهم لابد الا ان يتطلع الاقوى منهم  الى الحكم ولا يريد ان يشاركه غيره فيما يعتقد انه هو الاحق به , وهذه هي المعركة الاقسى وليس كل احد يملك هذه الموهبة التى تمكنه من اختيار الطريق الذى يوصله الى ما يريد , هي القفزة الاخيرة فاما الى القمة والمجد واما الى الهاوية والنهاية , معظم المتعجلين لا يحسنون اختيار تلك القفزة فتكون النهاية ماساوية , بعضهم يقتل او يقضى بقية حياته فى السجون او المنافى البعيدة , وقلة يحسن اختيار تلك القفزة فيحقق ما يرجوه من المجد والحكم , مشهد جميل يتابعه كل المشاهدين بانفعال ويصفقون فى النهاية للفائز فيه , الشعوب ترقب هذه المبارزة , احيانا تكون النهاية سريعة واحيانا تكون طويلة , انها تشبه الى حد كبير مباراة كرة القدم والجمهور يصفق  للفائز وتكون النهاية , قبل اكثر من  ثلاثين سنة كنت اتابع موقفا لا جتماع احدى القمم العربية واختصم  القادة واشتبكوا فيما بينهم وشعوبهم كانت تتابع ما يجرى وتشعر بالحزن والاحباط ويومها كتبت مقالة صحفية نشرتها جريدة الرأي العام فى الكويت بعنوان الغزو الرياضى للقلاع السياسية نشرت فى العدد 7868 بتاريخ 12اكتوبر 1985ثم نشرتها ضمن كتابى :  قضايا معاصرة قلت فيها بان مجتمعنا ضاق بالخلافات السياسية لقادته الذين خذلوه بمواقفهم , وتاملت فى الواقع وطالبت الشيوخ ان يتعلموا الحكمة من الشباب فى الرياضة  وان يخففوا من انفعالاتهم فى المواقف وان يكونوا اكثر حكمة واقل غضبا وارتجالا فالرياضيون يحسنون التصرف ويتصافحون بعد كل مبارة ولا يتحاقدون ولو خسروا  , والجمهور لا يعنيه لمن يصفق , المهم ان يجد الفريق الذى يلعب جيدا ويحسن التحكم فى الكرة ويسجل انتصارا بمهارته وجدارته , الارتجالية فى السياسة ليست شجاعة والشعوب ليست مستعدة ان تضحي باكثر مما ضحت , نريد من السياسيين ان يكونوا اكثر التزاما بالمواقف الوطنية واكثر اهتماما بمعاناة شعوبهم , النزاعات المفتعلة ليست سياسة حكيمة  , شعوبنا تعبت واحبطت , تعالوا الى كلمة سواء فى خلافات الجيران , اختلفوا ما شئتم ولكن لا تتنازعوا ولا تستخدموا السلاح فيما بينكم لاجل كراسي الحكم وطموحات الطامحين و ارضنا لكل شعوبها ولكل مواطنيها وليست لاحد منكم , ارضنا ليست ملكية فردية لاحد الا لشعبنا , هذه ارض الاجداد فلا تعبثوا بها بانفعالا لاتكم  , شعوب هذه المنطقة لا تحب الحروب ولا المغامرات ولا المواجهات , تعالوا نحتكم الى ما قاله ربنا فى كتابه الكريم فى الدعوة الى كلمة سواء لا ظلم فيها ولا تجاوز  , لا احد له وصاية على شعبه الا بالحق الذى يرضى ذلك الشعب ويعبر عن ارادته  , لا تفتعلوا الازمات ولا تمارسوا السياسة بانفعال , الحروب ليست هي الوسيلة لحل المشكلات , تعالوا نتعلم من اعدائنا كيف نحترم شعبنا ونستشيره فى اموره , لو احتكمنا الى ما امرنا الله به لما اختلفنا فيما بيننا , اخرجوا الغريب من ارضنا وتعالوا الى مائدة الحوار فان لم تتفقوا فلا تتنازعوا ولاتختصموا فانتم  فى النهاية شعوب منعايشة ولا احد اولى بهذه الارض من اهلها وشعبها , اذا اردتم ان تتخاصموا فاذهبواالى ملاعب كرة القدم وصفقوا لفريقكم المفضل ولا تجعلوا ساحات الملاعب مكانا للخصومات واختاروا حكما محايدا يفصل بينكم اذا اختلفتم فى امركم . عندما نكون صادقين مع الله فسوف نلتزم بما امرنا الله به فلانقتل ولا نحقد ونكون فيما بيننا اخوة متحابين ندافع مع مصالح شعوبنا وننهض بها ونبنى مجتمعنا لكي نقاوم الجهل والظلم والفقر  ونسهم فى التخفيف  من معاناة الانسان .   

( الزيارات : 1٬085 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *