المولد النبوى فى ذاكرة الطفولة..

ذاكرة الايام..المولد النبوى فى الذاكرة ..

ارتبط شهر ربيع الاول فى ذاكرتى منذ الطفولة الاولى بالمولد النبوى الشريف , شهر ربيع لم يكن كبقية الشهور , انه متميز بخصوصياته الروحية , هو كشهر رمضان المبارك , كل شيء فى الحياة له خصوصية,  وذاكرة الطفولة تظل حية وما كان فيها لا ينسى , كنت اذكر ان الناس ينتظرون قدوم شهر ربيع الاول من كل عام , اعمال الخير تزداد وافعال الشر تقل , احتراما لهذا الشهر , لا اود ان اناقش فكرة الاحتفال بالمولد فلقد تحدث عنها العلماء من قبل وما يزالون , ماكان من العادات والاعراف الاجتماعية التى ارتضاها المجتمع لنفسه وتمسك بها ينظر اليها من معيار الحسن والقبح والنفع والضرر , بعض ما استحدثه المجتمع من قبل وما سوف يستحدثه من العادات والاعراف ينظر اليه من حيث دلالته اولا , فماكان دالا على قيمة راقية من المحبة والوفاء فلا يمكن ان يكون سيئا ولا مذموما , تأملت كثيرا فى ظاهرة الفرحة بالمولد من زاوية التربية الدينية والاثر الاجتماعى فوجدت فى ذلك ما يمكننا ان نعتبره منهجا تربويا يؤدى الى تعميق المشاعر الايمانية لدى الاطفال اولا ولدى الكبار ثانيا , كل مجتمع يفرح فى كثير من المناسبات الوطنية والاجتماعية والاسرية وكل مناسبة لها دلالة , بعض المناسبات تريد ان توجه الاهتمام لامر يستحق ان يظل فى الاذهان لاهميته , ما اكثر المناسبات فى ذاكرتنا وفى اعرافنا , كنت افهم الدلالة المرادة , تكريم الطفولة وتكريم الام وتكريم العامل وتكريم الشهيد والاحتفال بذكرى الاستقلال , كل هذه المناسبات تستحق ان تكون موطن الاهتمام , عندما نحتفل بغزوة بدر او نفرح بعام الهجرة او فتح مكة , كل هذه الايام والمناسبات تذكرنا بامر يستحق ان يظل حيا فى الذاكرة , لا شييء فى المولد يمكن ان يكون منكرا فالمنكر يجب ان ينكر من غير خلاف فيه , وما ورد فيه النهي فيجب ان يكون محرما من غير خلاف , اما التعبير عن الفرحة فليس هناك ما يمكن ان يكون فى موطن الادانة والانكار , لم يكن الوفاء يوما مما يوصف بالمنكر ’ هناك حقوق لمن له فضل علينا واي فضل اشد رسوخا لمن ارسله الله رسول هداية لنا , تربينا منذ الطفولة على محبة رسولنا الكريم والاهتمام بسنته رواية وتوثيقا  ودراسة سيرته فى مدارسنا ومجالسنا العلمية والاقتداء به , عندما نحيي يوم مولده صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن وسماع مواقف من سيرته فى المساجد  وفى البيوت فلا يمكن ان يكون هذا منكرا يستحق الانكار , عندما نهتم بتاريخ عظماء الرجال من العلماء والمجاهدين  والسياسيين والوطنيين فى ندوات علمية فهذا امر محمود ولا احد ينكره , فلماذا  يكون الاحتفال بالمولد الشريف منكرا , عندما نحتفل بالمولد فاننا نغذى مجتمعنا بقيم ايمانية نحتاج اليها , ما اشد جهل الذين ينكرون على مجتمعهم احتفالهم بالمولد , كم نتمنى من اعماق قلوبنا ان يكون الاحتفال الاكبر فى مدينة الرسول وفى مسجده الشريف , ما يفعله بعض الجهلة فى يوم المولد من انحرافات فى السلوك وسلوكيات منكرة لااحد يقرها ولا احد يرضاها , فالمنكر يجب انكاره فى جميع المواقف , وما ليس منكرا فلماذا ننكره على من فعله , الاحتفال بالمولد ليس فرضا ولا سنة وليس عبادة ولا ينطبق عليه صفة البدعة الضالةالتى ينكرها الدين او يتناقض مع اصول العقيدة وثوابت الدين , ما يفعله المحتفلون فى مناسبات المولد من الاناشيد الدينية امر اجتماعي والمجتمع فيه هو الذى يحكم عليه قبولا او رفضا , والعلماء لا يقبلون ماكان منكرا من الكلمات والسلوكيات وكل مجتمعنا لا يقبل التجاوزات اذا وقعت من جاهل او منحرف  , بعض الكلمات التى يرددها البعض قد تكون منافية لادب الذكرى , كلمات الاناشيد يحكمها معيار ثابت , ما تضمن منكرا فهذا من الجهل وينبه اهله عليه , عندما نرتقى نميز بين الحسن والقبيح وبين ما يحسن ويمدح وما ينكر ويذم , وهذه قضية اخرى تخضع لمعايير شرعية واخلاقية , ما زلت اذكر فى طفولتى كيف كان مجتمعنا يفرح بالمولد , كانت الاحياء تتنافس فى هذه المناسبة , كان المولد مناسبة للتسامح والتزاور وعمل الخير , ستظل بلاد الشام رمزا للاسلام الاصيل وسوف يظل شعبنا مؤتمنا على مجد الاسلام وملامحه التى ستظل كما كانت تعبر عن فهم راق لرسالة الاسلام فى المحبة والسلام وكرامة الانسان ..  

( الزيارات : 800 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *