السيد النبهان ..دروس وجذور

ذاكرة الايام..السيد النبهان.. دروس وجذور 

قرابة خمسين عاما مضت علي وفاة السيد النبهان طيب الله ثراه وما زالت اثار تربيته في نفسي هي الاكثر ًتأثيرا في حياتي وفكري وثقافتي ، تعلمت منه الكثير عن الحياة. ، واهم ما تعلمتهمنه امور ثلاثة :الامر الاول : فهم معني رسالة الاسلام كرسالة ايمانية روحية ومعني التصوف الحق كمنهج لفهم معني العبدية لله تعالى والادب مع الله ، تلك هي اسس ضرورية للفهم ، مازلت استعيد الكثير من المفاهيم والكلمات والمواقف ، واحاول ان اتعلم منها ، ما زالت تمدني بالفهم لمعني رسالة الدين ومعني الاسلام. كمنهج للحياة ، وكنت استعيد موقفامن الذاكرة واحاول ان افهمه. من جديد لكي اتعلم  الجديد الذى احتاجه  ، والامر الثاني : احترام الحياة كحق من الله لكل عباده، واحترام الانسان بكل حقوقه الانسانية ، واهمً ثمرات ذلك هو الادب. مع كل الاخرين من عباد الله ، واحترام الهوية الانسانية ، ولا احد من عباد الله خارج الرحمة الالهية بكل عباده، واهمية احترام كل الخصوصيات الانسانية لكل الاخرين من غير انتقاص لحق الاخر في اي حق من حقوقه ، لم اجده يوما يتحدث من منطلق قومي اومذهبي او طائفي ، ولم يكن ذلك يثير اهتمامه ، وكان خارج منهجية التصنيف بكل صوره. والتفاضل والتمييز ، الانسان يحترم.لانسانيته  وله الحق في الحياة بكل اسبابها لصفة  العبدية الجامعة لكل العباد من غير تمييز في الحقوق، والاقرب الي الله هو الرجل الصالح. الذي يسهم في اصلاح الحياة ويمتنع عما يفسدها ، واهم ذلك الامتناععما حرمه الله من انواع السلوك بالتزام كامل لا يقبل التردد ولا التساهل لا في الفروع ولا فى الاصول ولا التبرير ، ما وجدت اكثر منه التزاما بذلك , وكان يطبقه علي نفسه اولا واسرته وحياته الخاصة ولم يلزم غيره به ، واهم صفة فيه هو الصدق مع الله ولا أحد يعنيه بعد ذلك ، لا يجامل في الحق ولايتظاهر بالدين والتقوي ، كان يفعل ذلك من غير تكلف، هذا منهجه في الحياة يطبقه علي نفسه وعلي اسرته ، لم اره يوما في غير الموقف الذي يعبر عن الكمال كما يترجح له ، التزام من غير تعصب وفهم لطبيعة النفوس فيما تختاره لنفسها، لم اره ناقدا لاي احد، كان ينصح من بعيد بايمائة ناطقة واعراض من غير اساءة او تجاهل ، والامر الثالث: الزهد الحقيقي بمفهوم عدم تعلق القل. بأي شيئ مما تتطلع اليه النفوس ، من الولد والمال والشهرة واي شيئ من المقتنيات التي تفرح بها النفس، لا شيئ من ذلك ، لم ار ه فرحا بشيئ اوسعيدا به من دنياه  ، لا بالنسبة له ولا بالنسبة للاخرين ، كان كبير المواقف والاهتمامات. ،لا شيئ من الامور الصغيرة تشغله ، ولم اره يفخر بعمل قام به مهما كان كبيرا ، كنت اعترف بان الحد الادني من الانانية قد يكون مشروعا ومحمودا للدفاع عن النفس ، ولكنني لم اجد هذا القليل.لديه  الي درجة كنت اشعر انه ينسي نفسه ، وكان شديد الرحمة بكل المستضعفين ، وبخاصة الصغار واليتامي والمسنين والمرضي والمعاقين ، واهم مالاحظته انه. كان لا يرى الملكية الفردية بالنسبة له ، ويقول : انا وما أملك لله تعالي ، لم يكن يملك الا ما هو ضروري لاستعماله الشخصي ، الادخار لا وجود له في حياته لا في الاموال ولا في. اي مقتنيات تتطلبها النفس ، وكان يري ان ما يملكه هو لكل الاخرين ، وكان يفكر في الاخرين اكثر مما يفكر في نفسه، لم يكن يملك شيئا ، ولم يترك شيئا من الدنيا سوي مكتبة. صغيره ، وقد تعلمت الكثير منه ، وتأثرت بحياته الشخصية كمنهج  فيما كنت اكتبه من افكار ، وكان هذا المنهج مكلفا. ،وقلما يقدر عليه اي انسان ، لم اسمعه يوما يتكلم عن الثواب والعقاب ، ولا يتكلم في عبادته بلغة الارقام ، كان يقرأالقران قراءة تدبر لا تلاوة ، كان اقرب الي المنهجية الصوفية في تربيته الروحية ، ولكنه كان بعيدا كليا عن الصوفية الطرقية ويضيق بطقوسها واهتماماتها بالاعراض عن ذلك مكتفيا بذلك. ، وكنت اجد الكثير مما تربيت في صحبة السيد النبهان في افكاري ، وفيما أكنبه. ، جذور تربيت عليها في الطفولة الاولي ونمت في تفكيري فيما بعد ، ما زالت تلك الطفولة في ذاكرتي ، واستمد منها الكثير مما يثير اهتمامي في كتاباتي ، افكارنا تنمو وتكبر متأثرة بتلك الجذور التي عشنا فيها في الطفولة، واهم صفة تأثرت بها. من شخصية السيد هو الشعور بشموخ الشخصية الاسلامية كما يجب ان تكون عليه ، وتربيت منذ الطفولة علي. قيم راقية كنت احتاجها في كثير من المنعطفات التي مرت بي ، واهم وصففي الانسان هو النزاهة باسمي صورها. واوسع دلالاتها، النزاهةصفة الكبار ، ولا يقدر عليها غيرهم لانها مكلفة لمن ارادها ..

( الزيارات : 401 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *