الشروح تعبر عن اصحابها

كلمات مضيئة ..الشروح تعبر عن  اصحابها
كل شارح للنص  يشرح النص كما يراه وكما يترجح له انه المراد منه  ، ولا يعني انه علي حق فيما ترجح له ، ولا يحتج بشرحه علي شرح غيره الا بحسن الفهم. وجودة البيان ، فالكل باحث عن الحق ، وما يراه يلزمه ولا يلزم غيره ، وهناك مبرر ات شخصية وموضوعية لتعدد الفهم ولو كان النص واحدًا ، احيانا يكون النص متعدد الدلالة وتكون كل الاحتمالات ممكنة ومرادة ، ولا احد اولي من احد بالفهم الا بدليله ، وهناك اسباب اخري للاختلاف وتخص المخاطب ، وهو الذي يتولي مهمة الشرح والتفسير ، الشارح يعبر عن قناعته الشخصية فيما ترجح له ، وقناعته تعتمد علي امرين :
الامر الاول : مكوناته الشخصية وهي خاصة به ، تربيته وبيئته ومجتمعه وعواطفه ومشاعره ولا يمكنه ان يتجاهلها او يخالفها فهي وسيلته للفهم ، وهي العين التي يبصر بها والأذن التي يسمع بها ، فلا يمكنه ان ينظر بغير العين التي يملكها ، ان كانت قاصرة فسوف يري ما تريه انه الصواب وسوف تريه الالوان كما يراها ، وهو يري ان ما يراه. هو الصواب ، لا احد يشعر بقصوره في الفهم. ولا احد يعترف به ولو كان حقيقة مؤكدة لدي كل الاخرين ، ولا احد يكلف بما هو اكثر من طاقته ، ولو كانً قاصرا ، الانسان مكلف بما هو عليه وهو الذي يري الكمال من نافذته الخاصة به لا منً نافذة الاخرين ، كل احد عليه ان ينظر بعينيه لا بعيون الاخرين ، وهو المؤتمن وليس غيره ،
اما الامر الثاني فهو أدواته التي يملكها للفهم ومدي قدرته علي امتلاكها لتمكينه من الفهم ، والناس متفاوتون في ذلك ، فهناك تفاوت حقيقي بين الناس في مدي قدرتهم علي الفهم من خلال علمهم. وإحاطتهم بأسبابه ، من علم فهو يملك اداة الفهم واقدر علي معرفة الحق ، وهنا لا بد من احترام العلم والتخصص الدقيق ، الشروح والتغاسير تعبر عن اصحابها بما هم فيه ، يرتقون بفهمهم وينحدرون ، وتتحكم فيهم اهواؤهم وقناعاتهم ومصالحهم ، لا احد ينفصل عن مجتمعه وقناعته ، ويجب ان يكون هذا متوقعا وان يلتمس العذر فيه لاصحابه فلا احد يمكنه ان يري غير ما يراه ، لا احد يملك الحق المطلق.والبيان الذي لا يحتمل الريب ، ذلك امر غير ممكن ولا ينبغي توقعه ، كل جهد اجتهادي يعبر عن صاحبه ومجتمعه وعصره ، وكل مجتمع مؤتمن علي عصره ، ولا احد خارج المسؤولية فيما يقدر عليه ، لا احد لا يضع لبنة يعبر بها عن نفسه ، لا تقليد فيما كان الانسان قادرًا عليه ولا تعطيل للعقل عن اداء مهمته. ، ولا تغييب لا ي انسان عن مسؤوليته الانسانية في الإسهام في التعبير عن الحياة ، الانسان المخاطب هو الذي يسمع الخطاب ، ومن انتهت حياته فليس مخاطبا وهو خارج المسؤولية ، الالتفات للماضي يعطل الاهتمام بالحاضر ، التكليف متجدد لكل جيل بما يلائمه ان يكون مؤتمنًا بما يراه الافضل له ، لا شيئ لا يتجدد من جهد العقول وما ارتبط بالمصالح التي لا يمكن تجاهلها وهي المرادة من كل الاحكام التكليفية ، ما جاء من الله عن طريق الوحي فيجب ان يحترم كما يفهم من خطابه ، بحيث يحقق اغراضه المرادة منه ، واهمًها الايمان بالله والعمل الصالح الذي يحقق الخير المطلق. للعباد فيما ارتبط بحياتهم ، لا شيئ خارج هاتين الغايتين ، رسالة الدين واحدة وهي الدعوة الي الله والعمل الصالح ، وكان الاسلام هو خاتم الاديان لانه رسالة لكل الانسانية ، وتحترم ثوابت الاسلام كما جاءت في القران والسنة ، وكل جيل مخاطب بتلك الاصول التي جاءت من الله ، ولكل جيل ان يجتهد فيما تتحقق به تلك المقاصد المرجوة ، لا وصاية لجيل علي جيل ، الشروح جهود محمودة تعبر عن اصحابها كما فهموا تلك النصوص. بما يناسبهم وليست هي النهاية ولاتوقف عندها ، ولا يحتج برأي سابق علي لاحق ، ولا بد من توحيد مؤسسات الفتوي والبحوث العلمية فيما يتعلق بكل البحوث الاسلامية وان تكون خارجة عن كل وصاية وتبعية من اَية جهة لكي تكون امينة وصادقة ، الدين لله. ورسالة الله لكل عباده ، اصول الدين واحدة لا تتجدد في أهدافها ومقاصدها ، وما يتجدد هو الطريقة التي يفهم بها الدين لكي يخاطب مجتمعه ، كلام الله واضح الدلالة علي مراده وما يريده الله من عباده يستمد من النصوص المعجزة ولا يستمد من الشروح والاجتهادات العقلية. المتأثرة بمجتمعها بما هو عليه ، ما ارتبط بقضايا الناس من الحقوق فيستمد من الواقع كما هو عليه ، ولا يُحسِنه من كان بعيدًا عن تلك القضايا ، وليس حسنًا ان ينفصل الفقه عن القضاء لان الفقه الافتراضي يظل منعزلًا عن الحياة ، ولهذا فيجب الاهتمام بالقضاء ويجب ان يهتم الفقهاء بالواقع. ، الدين لاجل كمال الحياة واستمرارها ، النزعات الانعزالية تظل مثالية وافتراضية ويعبر فكرها عن اصحابها ، ولا يتجاوزهم ولا يصلح لغيرهم ..

 

( الزيارات : 480 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *