الفساد فى الارض

كلمات مضيئة ..الفساد في الارض
من الكلمات التي تكررت في القران الكريم مرارًا وتكرارًا النهي عن الإفساد في الارض بعد إصلاحها ، والفساد له صور كثيرة، واهم صوره الظلم الذي يسهم في خراب العمران البشري واهم صور الخراب هو الاحقاد والكراهية والبغضاء ، لا شيئ يفسد الحياة كالظلم الذي يفسد كل شيئ ، لا شيئ من العمران ولوًكان شامخا لا يهدمه الظلم ، كل حضارة ولو كانت قوية وراسخة سوف يهدمها الظلم وطغيان الاقوياء علي الضعفاء ، سنة الله في الكون ان يكون للظلم نهاية غير متوقعة. ، ويأتي قدر الله علي غير. توقع ، كان الناس يخافون من الحرب المدمرة. ، ولكن وباء الكورونا اشد وأقسي ، انه دخل كل البيوت ، وآثار الرعب في كل مكان ، لا احد خارج سلطانه ، حالة الخوف والهلع لا حدود لها ، انه الإفساد في الارض الذي حذر الله من أخطاره ، لا فساد اكثر مما شهده عصرنا ومجتمعنا ، الظلم الذي اصاب كل المستضعفين في الارض لا حدود له ، الثروات تجمعت بيد قلة قليلة واصبح كل الاخرين جائعا لا يجد طعامه ، وانتشرت السرقات في كل مكان ، واصبح كل قوي يغتصب مال الاخرين ، الحكام يسرقون اموال شعوبهم ولا يخشون من احد ان يسألهم او يعاقبهم. ، والاغنياء يسرقون. اموال المستضعفين بكل الطرق. استغلالًا لحاجتهم واحتكارًا يدفعهم الجشع الذي تجاوز كل الحدود ، ان الين والاخلاق والقانون والعدالة ، كلها تملك مفاهيم راقية لمنع كل انواع الظلم والعدوان ،وقد أخضعها الانسان لما يريد. فأصبحت مطايا الظالمين لتبرير ظلمهم وطغيانهم ، اين هي العدالة التي امر الله بها كل عباده ان لا يفسدوا في الارض بعد إصلاحها ، اين الدين وهو رسالة الله لكل عباده ان يعملوا صالحا والا يتظالموا ، فالظلم مفسدةً، عندما نجد من لا يجد طعامه لانه مستضعف فهذا من الظلم ، لا احد يحرم من حقه في الحياة ، الناس شركاء فيما ارتبطت الحياة به. من الاسباب. ويتفاضلون فيه بجهدهم وعملهم. ، اين حق المستضعفين. في الارض من ثروات الارض التي أعدها الله لكل عباده ، لا بد من التصحيح الحقيقي ، في كل جيل لا بد من التصحيح لكي تتحقق العدالة ويمنع الظلم والطغيان والاستبداد ، لا شيئ من الظلم يقره الاسلام ، لا شيئ من تلك الطبقية الفرعونية يقرها الاسلام ، لا توارث لاسباب التفاضل بين الخلق الا بما كان عادلا ولا يؤدي الي الإفساد ، لا توارث لا سباب المجد الناتج عن اغتصاب الحقوق عن طريق القوة والاكراه ، لا يثبت الحق الا بكامل الارادة من غير اكراه او إذعان فيما تتحقق به العدالة وتكون به مصالح العباد ، لا شرعية. لكل حق مصدره الإكراه والإذعان ، هذهرهي رسالة الدين في المجتمع وهذا هي هي رسالة الاسلام في حقيقته ، ماكان خارج.الاسلام من المفاهيم والقيم والاعراف فلا. ينسب الي الاسلام ، لا توارث لكل حق مصدره القوة والاغتصاب والاكراه في المال والحكم والعقود والمبايعاتوااملكيات الفردية، الحق لا يتجزأ فاما ان يكون كاملا اولا يكون ، والعدالة لا تتجزأ فاما ان تتحقق او يكون الجور ، والاسلام واحد ، وهو منهج حياة لا ظلم فيها ، فما ثبت الظل م فيه انتفي الاسلام فيه ، ليس المهم ان نرفع شعار الاسلام ونحن ابعد الناس عنه ، كل حكم. نشأ عن القوة وتنتفي التفويض فيه الارادي فلا شرعية له ، وكل مال مصدره الفساد فلا شرعية له ويسترد ممن ادَّعاه لنفسه ويشمل كل الاموال الناتجة عن الاحتكارات والامتيازات والربويات والاغتصابات ، ويطبق حكم الله في السارقين لأموال شعوبهم ، وليست العدالة ان تعاقب جائعا ، فالجائع. يجب إطعامه اولا ورفع الظلم عنه ، عندما يشتد الظلم في مجتمع يسلط الله الظالم علي الظالم لكي تتحقق بذلك العدالة ، دعوا الظالمين في طغيانهم يعمهون ، يتصارعون فيما بينهم ويتغالبون ويقضي قويهم علي ضعيفهم في رحلة الحياة المتجددة ، كل حضارة بلغت شيخوختها فلا بد الا ان تغادر المسرح ليأتي بعدها من يواصل سرد رواية الحياة كما ارادها الله ان يكون ، الحضارة الْيَوْم المادية التي استعمرت واستبدت واحتكرت المال وتحكمت في المصارف والتجارات العالمية وسرقت ثروات الشعوب باسم تجارة السلاح والتكنولوجيا وأفقرت العالم كله تحت شعار المديونيات ونظام الفوائد. واستولت علي. الدخل الوطني لكل الشعوب الفقيرة مستخدمة شعار الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يحمي الطغيان في الارض تحت شعار العدالة ، كل ذلك سينهار لامحالة في موعده الحتمي ، لا بد من نظام دولي اكثر عدلًا يعيد صياغة القوانين الدولية والمفاهيم الاخلاقية لكي تتحرر من وصاية الواقع وتحقق. الكرامة الانسانية لكل عباد الله كما امر الله به. ، لا احد من خلق الله خارج ملك الله وعدله وحمته ، لا بد من التصدي للطغيان في كل موقف لكي لا يعبث احد بهذه الحياة ويفسد فيها ، ذلك هو معني الاسلام وتلك هي رسالته ، وهي رسالة. سلام ومحبة وتكافل تتحقق به العدالة وتستمر به الحياة .
قال الله تعالي في.كتابه الكريم:
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 – 206].

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].

( الزيارات : 565 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *