ظاهرة وباء الكورونا

كلمات مضيئة..ظاهرة وباء كورونا

لم يتصور احد قبل شهرين من الان ان كل الحياة الانسانية يمكنها ان تتوقف كليًا او جزئيا وتغلق المدارس والجامعات والاسواق والتجمعات وتتوقف الرحلات الجوية والبرية وتغلق الحدود وتتوقف الاسفار ويقبع الناس في بيوتهم خائفين وجلين يتوقعون ان تفقد السلع من الاسواق ويتزاحمون  على الطعام فلا يجدوه , كل الاحتمالات اصبحت ممكنة , حالة من الخوف وفقدان الثقة فى المستقبل , لا شيء كما كان من قبل , حالة نفسية غير مسبوقة , اين هي تلك الدول العظيمة ذات البطش والاقدام واين تكنولوجيا العصر وقد عجزت مؤسسات العلم والبحث عن ايجاد دواء يوقف ذلك الفيروس المتمرد الذى اصبح يهاجم الكبار والصغار ولا يستثنى طغاة الارض من الملوك والقادة ,  وكل حضارة الانسان وكل ما يملكه من التكنولوجيا والثروة. والعلم. واسباب القوة وقفت عاجزة خائفة عاجزة امام فيروس وبائي لا يري بالعين المجردة  يخيف كل جبروت الانسان وطغيان الطغاة من الرموز الشريرة التي اشتركت في افساد الحياة وساهمت. فيما يصيب الانسان من الاخطار,  ، اسوا  ما يمكنه ان يكون من التوقعات  ان يكون كل ذلك  نتيجة جرثومة صنعت بعناية واعدت فى  مختبرات علمية لتحقيق اهداف. عدوانية. في إطار الحرب الاقتصادية اللا اخلاقية بين الدول الكبري وطغاة الارض , لا اتهم احدا ولا افترض , ذلك احتمال قد قيل همسا ثم علنا واذا صح فالعالم مقبل عى موجات جديدة من اوبئة اشد فتكا بالانسان ، ذلك مجرد افتراض قد قيل وقد قاله وزيرخارجية الصين البلد الذى اكتشف الوباء فيه وكان ان يفتك به ويؤدى الى انهياراكبر اقتصاد عالمى وقداتهم به امريكا صراحة , ذلك اتهام والايام ستكشف حقيقته  ، وأتمني الا يكون الاتهام صحيحا ، ظهور الفيروس. فجأة في الصين في مدينة هي الاهم صناعيا هو الذي دفع المجتمع الدولى للتفكير فيه  ، لعبة الكبار عندما يفقدون إنسانيتهم وتتغلب عليهم مصالحهم قاسية النتائج ووحشية الملامح وانانية لا تعرف الرحمة ، انها الحضارة التي فقدت إنسانيتها  وتمردت  على الحياة نفسها بانانية  بغيضة  وقيم منحدرة  ولا اجد لها مثيلا فى تاريخ الانسان , اية حضارة هذه هي التى تنتج اسوأ سلاح  واقساه  واكثر همجية للسيطرة على العالم واخضاعه  واذلال كل الاخرين  , السلاح النووى والسلاح الكيماوى والسلاح الجرثومي  لابتزاز كل الاخرين وتخويفهم , لقد وضعوا يدهم على ثروة العرب واحكموا سيطرتهم عليها عن طريق انظمة سفيهة من الجهلة الذين نصبوهم اوصياء على تلك الثروة واقاموا لهم دولا  وجعلوهم ملوكا وامراء عليها , لكي يحرموا العرب من ثروتهم  وكأن تلك الثروة ليست فى ارضهم ,  واصبح اقوياء هذه الحضارة من الدول والشعوب  يمارسون طغيانهم. علي كل الاخرين وبخاصة الامة العربية التى قسموها ومزقوها وسرقوا ثروتها وزرعوا البغضاء بين شعوبها التى انهكها الجهل والفقر والظلم  , واصبحوا يبررون لانفسهم ما يفعلون تحت شعارات وهمية من القانون الدولى وحق تقرير المصير والشرعية الدولية ،.;, لقد تحملت الامة العربية ما هو اقسى مباء كورونا , لقد احتلوا العراق ودمروه وقتلوا مليون من ابنائه وعملوا على تدمير سوريا وتسببوا فى قتل وجرح مليون اخر , وسوف يظل شعبنا صامدا  , وسوف تستمر الحياة مهما حدث من الكوارث فالذي خلق الوجود كفل له استمراره بكل ما فيه وسوف يخسر الطغاة بسبب كورونا من الاموال ما يفوق ما كسبوه بسبب انهيار البورصات العالمية وتوقف الحياة فى معظم تلك الدول الغربية وبخاصة فى اوربا   , ، ما بعد وباء كورونا ليس كما كان قبله ، آثار الزلزال لن تظهر سريعا، انهيارات حتمية في بناء متصدع بسبب ظلم الانسان لاخيه الانسان , ليس عدلا ان تكون ثروة الكون بيد عدد قليل من الافراد والمجتمعات ويجوع العالم كله بسبب تلك الاعباء المفروضة عليه والمديونيات المذلة التى افقرت تلك الشعوب التى تملك من اسباب الحياة ما يملكه غيرها من طغاة الارض ، ستكون هناك تحولات مخيفة توجب اعادة النظر في كثير من المفاهيم والمسلمات,. ،واهمها مفهوم العدالة التى تقتضى التوزيع العادل للثروات وتتوقف سياسات الهيمنة التى يفرضها الكبار على الصغار , ليس عدلا ان يكون هناك شعب جائع لا يجد طعامه , حرمان الشعوب من ثروتها هو عدوان عليها وهذه هي السرقة الحقيقية التى حرمها الله على عباده , ولا اجد السرقة فى جائع لا يجد طعامه وقد ضمن الله له رزقه من مال الله الذى اوجده فى الطبيعة فى الارض والبحر والفضاء ,   الإسرة الكونية واحدة ويجب ان تكونً متكافلة متراحمة متعاونة متعايشة ،يحمل قويها ضعيفها ويتكفل غنيها بفقيرها,   وهي مؤتمنة علي الحياة ان تحافظ عليها وهي مؤتمنه على استمرار الحياة بالتكافل الذى امر الله به وان يكون الفقير شريكا فى الحفاظ على الحياة ولا اجد الاسلام فى غير هذا ابدا , لا اسلام الا باحترام الحياة لكل عباد الله بكل اسبابها ، لا بد من تحقيق العدالة عن طريق اعادة توزيع الثروات بحيث لا يحرم احد من حقه في الحياة في اي سبب من اسبابها ، هذه الثروات الفاحشة هي ثمرة لطغيان الاقوياء وما يملكون من امتيازات واحتكارات. ، هذا الوباء يشعرنا بضعفنا الانساني ، وان الله تعالي يسلط جنده الخفي. متي شاء علي كل الظالمين فيشقيهم بما ظلموا ، ويجعلهم في حالة خوف ورعب من ذلك المجهول الذي يقتحم عليهمً حصونهم المنيعة التي ظنوا انها مانعة لهم ومحكمة الإغلاق ، درسان لا بد منهما : التسليم بان الله تعالي يسلط جنده في الوقت الذي يريد علي من يريد , ولا احد من عباد الله خارج ملك الله ، وكل متاع الدنيا لا يبعد قدرا اراده الله ان يكون موقظا للغافلين عنه ، الدرس الثاني ان الحياة لا تستقيم بالطغيان ، ولا بد للطغيان الا ان يتوقف. لكي تكون الحياة لكل الاسرة الكونية الطغيان لا يعرف الحدود والطغاة يدمرون انفسهم لان الله يسلط البعض على البعض الاخر لكي يوقظهم من غفلتهم عن الله الذى خلقهم ، ولا بد من التساؤل اين يسير الانسان ، وما الذي يسعي اليه ، ليس هذا هو طريق السعادة ، طغاة المال وطغاة السلطة ليسوا بمنأي عما قدره الله عليهم من اسباب الشقاء ، انهم يخشون. علي ما يملكون ، الانسان مؤتمن علي استمرار الحياة ، وعليه ان يحافظ عليها ، والا يعبث بها بأنانيته ، فالحياة لكل عباد الله ولا احد اولي بالحياة من احد ، النظام العالمي وصل الي نهايته ولا بد من نظام جديد اكثر عدلًا واحتراما للانسان. ، مفهوم الدولة. يجب ان يعبر عن ارادة شعب في الاجتماع الانساني في ظل وثيقة تعاقدية عادلة ، والسلطة هي ثمرة تفويض إرادي حر لا اكراه فيه ، سلطة خدمية لا سلطان فيها لحاكم علي محكوم ، سلطة بغير انياب ولاامتيازات ، سلطة بغير طغيان ، وهي سلطة متجددة محددة مقيدة منضبطة. مشروطة ، سلطة بغير فساد أوطغيان او استبداد ، ولا احد يحرم من اسباب حياته التي ضمنها الله له ، ولاًكسب خارج قيمة الجهد، ولا ملكية الا ثمرة قيمة الجهد العادل ، ولا اجر يقل عن الحاجة ، ولا اكتناز لمال يحتاجه مجتمعه ، والقوي يحمل الضعيف وجوبا ، والغني يتكفل بالفقير عدالة ، والكبير ينفق علي الصغير ويتكفل به الي ان يكون كبيرا ، ولا يسقط حق مظلوم بالتقادم والتجاهل ، ولا توبة لظالم الا برفع ظلمه ، والدين لله وحده بكل اصوله ومن عند الله. فلا احد يعبث به أويوظفه لمصلحته ، وغاية الدين ان يبين حقوق العباد كما ارادها الله من غير انتقاص ، وان يحقق مصالحهم الدنيوية فيما يترجح لهم انه الأعدل والأفضل الذي يحبه الله ، الدين ضرورة انسانية لمنع الطغيان في الارض ، الطغيان يقاوم للدفاع عن الحياة ، وباء كورونا سوف يتجدد بأشكال مختلفة في كل حين لإيقاظ الانسانية من غفوتها بان الله لا يخلف وعده في تحقيق العدالة والتصدي للظلم في الارض ، لا احد من الظالمين خارج العدالة الالهية ، كورونا كلمة سوف تتجدد معانيها ودلالاتها لإيقاظ الانسان بان الحياة هشة ، وان كل الاسرة الكونية يمكنها ان تكون في خطر امام ذلك الفيروس المخيف الذي اقتحم. عالمنا المعاصر ، ونشر الخوف في كل مكان ، اقول لاؤلئك الطغاة في الارض ، كفي طغيانا وظلمًا وسفها ، انتم مؤتمنون علي الحياة فلا تعبثوا بها بما تفعلون من ذلك الصراع علي المصالح والمكاسب..
قال تعالى
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ* وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(24ـ26). سورة الأنفال

 

( الزيارات : 568 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *