رسالة السماء

شكلمات مضيئة..رسالة  السماء
لم أتصور قط قبل شهر من الان ان كل الحياة الكونية يمكن ان تكون مهددة بفيروس كورونا الذى هاجم الانسان على حين غفلة ولم يستثن احدا  ,  ولم اتصور ان طغاة الارض الذي علوا وطغوا واستكبروا يمكنهم ان يخافوا  كما خاف  كل الاخرين  , وان يلزموا بيوتهم وان ينقطعوا عن اعمالهم وان يطاردهم الخوف الذي اقتحم عليهم مخادعهم الآمنة وقصورهم المحكمة ، لا احد خارج حكم الله وقدره , تلك هي العبدية المطلقة لله تعالى ,  لمُ اتصور قط ان كل الاسرة الكونية بكل من فيها  من طغاة الارض  ستكون خائفة ومهددة وتتساءل : اين ما ادعاه الانسان من السيطرة على الطبيعة والتحكم فيها واخضاعها لذلك الانسان ، اين  دول الطغيان الذي اذلوا الشعوب واستعمروا بلادها وسرقوا أموالها وأذلوا أهلها والذين يعتقدون انهم. الاقوي الذين يملكون التكنولوجيا  والمال والقوة والمعرفة وانهم قد تمكنوا من اكتشاف اسرار الطبيعة وقوانينها التي كانت خافية على من كان قبلهم, كانوا يهددون كل الشعوب المستضعفة باسلحتهم وجيوشهم وصواريخهم ، وكادوا ان يتحدوا الله ويتمردوا علي اوامره وعلي كل المقدسات ويسخروا منها ، كل ما يملكون من اسباب القوة والعلم والمختبرات لم يمكنهم من السيطرة علي عدو صغير هو فيروس لا يرى بالعين المجردة اقتحم عليهم حصونهم المنيعة واستخفوا به وظنوا ان جيوشهم مانعتهم  من كل عدو ، كل دول الحضارة والتقدم عجزوا عنً المقاومة. والصمود , هذا العدو لا يحمل سلاحا ولا يحتاج الى تاشيرة للدخول ، لقد توقفت. الحياة في كل المدن والعواصم التي كانت منيعة وأغلقت المدارس والجامعات والمسارح والمتاجر والمصانع والأسواق وتوقفت كل الأنشطة الآنشطة الاجتماعية والرياضية ، وتوقفت الحياة في المدن واصبح الكل خائفا وجلا ، والكل يهرب من الكل ، فالعدو يقتحم كل مكان ولا يفرق بين الملوك والأثرياء ممن يملكون كل شيئ وبين المستضعفين فى تلك الاحياء المهجورة ، الكل خائف لا يعرف اين يختبئ من  فيروس كورونا اللعين الذي يهاجم الجميع  يغير رحمة ويسقطهم ارضا ولا يهادن احدا ولا يخاف من احد ، كل ثروة الارض وسلطانها لا تشفع لمن كان هدفًا له ، اين هي هذه الحضارةً وذلك الطغيان ، اين ما يدعون من جبروت  ، اين طغاة الارض  وما يملكون من الاموال والقصور والحصون ، الكل يساوي الكل لدى ذلك الفارس الملثم الذى لم يسمع  احد باسمه من قبل  ولايعرف  ملامحه ، الكل يجري عليه ما يجري علي كل الاخرين ، انه لا يختار احدا ولا يجامل احدا , المستضعفون الذي يعيشون في احياء النسيان والإهمال يقاومون الفيروس لانهم اعتادوا على مثله من الفيروسات. فيما يأكلون وفيما يتنفسون , لقد اعتادوا الا يخافوا من الموت ، انهم اكثر مناعة من اولئك الذي اعتادوا علي حياة الترف في الاحياء الراقية والمدن الكبيرة ، ما اضعف ذلك الانسان وهو يختبئ في بيته ويغلق عليه بابه ويهرب من كل الاخرين ولو كانوا من اعز الاصدقاء والمقربين ، كلمة كورونا اصبحت مخيفة ومرعبة. ، هل يعود الانسان الي رشده ويشعر بإنسانيته ويتوقف عن الطغيان والعلو في الارض ،هل يستيقظ الانسان من غفوته ويعترف بعبديته لله وضعفه وانه لا يملك من امره شيئا ,  ان توقف فيروس كورونا اليوم فغدا سيكون هناك كورونا اخر اشد فتكًا بالانسان واكثر قسوة ، لا مبرر لحرب عالمية جديدة بسبب صراعات على المصالح والتجارات والاسواق ، فكورونا هي اقسي من كل حرب وقد تقتل اكثرمن كل حرب , انها الحرب العالمية التى تقتل الانسان وتوقف الحياة  ، ما اشد غفلة ذلك الانسان عن ربه وهو يظلم ويطغي ويقتل ويأكل اموال المستضعفين بالباطل اغتصابًا ويسرق مااستطاع من اموالهم ، الاسرة الكونية واحدة ويجب ان تكون. متعاونة ومتكافلة يحمل قويها ضعيفها وينفق غنيها على فقيرها ويتولي الكبار رعاية الصغار وأعدادهم للحياة لكي يحملوا الامانة ،خيار وحيد لاجل الحياة , ما قيمة ان ينتصر الطغاة فى الارض ويموت الانسان  , لا بد من التكافل لحماية الحياة والدفاع عنها. ، لا تستقيم الحياة بما عليه الانسان من انانية بغيضة وقسوة لا تعرف الرحمة ،. هذا هو قانون الانسان الذي وضعه لتكريس ظلم الظالمين وطغيان الطغاة المعتدين ، وهذه هي العدالة التي وضعوها. كمفهوم يخدم طغيانهم ويمنحهم الشرعية لمواجهة من يتصدي لهم. باسم العدالة التي تحميها السلطة ، ليس هذا هو الدين ولا صلة لأية صورة من صور الظلم بالدين ولا بالإسلام ، الدين الذي جاء من عند الله لا يقر الظلم بأية صورة من صوره ، ما عليه. المجتمع الانساني لا يمكنه ان يستمر طويلا الا بقيم العدالة التى تعترف بحق الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله  ولو كانوا عاصين فالعقوق لا يسقط الحقوق ، وما عليه المجتمعات العربية. من انظمة سياسية متخلفة ومستبدة. ومغتصبة لحقوق شعبها. وثرواته. هي بعيدة عن الاسلام الحق ولو رفعت شعاره وجاهلة به ، وجهلة الدعاة يكرسون التخلف والجهل بما. يقولون ويخدمون الطغيان ويبررون. الاستبداد ، والاسلام ممتحن بالجهلة من اتباعه الذين ارادوه مطية لهم للوصول الي ما يريدون من دنياهم ، لا بد من التصحيح الحقيقي عن طريق ازالة ذلك الركام من المفاهيم الخاطئة وثقافة الحكايات التي تغرق مجتمعها في مستنقع الجهل لتبرير الواقع المتخلف البعيد عن الاسلام ، لا اجد الاسلا م فيما عليه المسلمون من التخلف. والجهل والتعصب ، إسلام الحكام لا يحتج به ولا ثقة بما يفعلون ، العدالة اما ان تكون او لا تكون ، في ايام المِحنة وعندما تكون الحياة مهددة يجب ان يحمل الاقوياء الضعفاء وان يتكفل الاغنياء بالفقراء  وجوبا شرعيا لا يقبل التردد ولا الريب فيه  ، ويؤخذ من اموال الاغتياء ما يكفي الفقراء والمحتاجين ولو استغرق ذلك كل الثروات الشخصية فالمل فى خدمة مجتمعه اولا للدفاع عن الحياة ، لا اكتناز ولا ادخار لما احتاج اليه المجتمع ، كل الامكانات المادية والمطالب المعيشية  في خدمة مجتمعها لاجل الدفاع عن الحياة ، لا بد من التصحيح من غير تردد فيه وبأسرع ما يكون لحماية الحياة ، عندما تتحقق العدالة تستقر النفوس  ويتكاتف الجميع للدفاع عن الحياة ويزول ذلك الخطر , ويتوقف ذلك الفيروس عن مطاردة ذلك الانسان ، وتذكرت كلمة للسيد النبهان طيب الله ثراه عندما شكوت له من أستاذ لي كان يضايقني : قال لي : اصلح ما بينك وبين الله ينصرف عنك ذلك الاستاذ ويكون في خدمتك ، وهكذا كان ، المِحنة رسالة ايقاظ وتنبيه وتعليم لمنع الطوفان الاكبر ..

( الزيارات : 517 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *