لا لتوظيف الدين

كلمات مضيئة .. لا لتوظيف الدين

التربية لا تزيل ما كان راسخًا من الطباع ، التربية لا تخفف من غضب الغضوب ولا تجعله حكيما ، ما كان من قبل يظل كما كان ، واحيانا ينتقل من ضفة الي اخري ، بحسب المصالح والقناعات ، والمصالح اغلب من القناعات   ، من اليسير ان ينتقل الانسان من النقص الي الكمال لان من طبيعة أي انسان ان تتطلع الي الكمال ، احيانا تنحرف الأذواق بسبب الأمراض البدنية او النفسية فيستلذذ صاحبها المرارة بدلًا من الحلاوة. , هناك الكثير ممن يستلزون الاعمال السيئة ذات الطبيعة العدوانية , هناك قساة القلوب ويجدون لذتهم فى ايذاء الاخرين ، من اعتاد حياة المستنقعات غير النظيفة فانه يضيق بمياه الينابيع  النظيفة ، واذا عاش فيها فانه يحاول ان يلوثها بما يحمله معه من الأوبئة. المعدية التي تنتقل بسرعة الي كل الابدان. السليمة ، ليست كل الابدان تملك المناعة الكافية وتكون قادرة علي. الصمود في وجه تلك الأوبئة التي تكثر في المجتمعات غير النظيفة التي لاتهتم بنظافة غذائها ،. الافكار الملوثة التي نشأت في الحدائق الخلفية التي. تنمو فيها الأشواك وتتكاثر فيها الاوبئة. سرعان ما تترك اثرها في مجتمعها. وتفتك به كما تفعل الأمراض الناتجة عن الأوبئة. انها تفرق ما اجتمع وتعمق ثقافة الحقد والكراهية ضد كل الاخرين , ذلك هو التعصب الجاهل الذي يكبر فى مجتمعات التخلف ، التعصب هو ثمرة للجهل  ومن المؤسف ان معظم المتعصبين يتوهمون انهم على حق  وانهم يدافعون عن الحق  والدين , التعصب ظاهرة مرضية ,  وهناك من يوظف التعصب الديني لاهداف سياسية , ومعظم الطغاة يشجعون التعصب المذهبي والدينى للتاثير على العوام  الذين يتاثرون بالشعارات  ويصدقون ما يسمعون , كان هناك توظيف للدين لاهداف سياسية قديما  الى درجة ادت الى وضع الكثير من الروايات التى ليس لها أي سند يؤكد صحتها ومعظم الفرق الدينية كانت هناك اساب سياسية ادت اليها وسساعدت فى انتشارها وما زال كل ذلك كما كان من قبل , وفى العصر الحديث كان اعداء هذه الامة يشجعون الجماعات المتطرفة لتبرير تدخلها  ولتشويه صورة الاسلام , وكان من اليسير ان يتهم كل مخالف بالتمرد على احكام الدين ومحاربته , هذه هي يظاهرة العصر , والاسلام يدفع ثمن ذلك الاستغلال له فى تلك المغالبات على الحكم , ولا بد من تحرير الاسلام من تلك الجماعات التى تستغل اسم الاسلام  للاساءة اليه , الاسلام هو الاسلام ويستمد من نصوصه الاصلية ولا احد يتكلم باسم الاسلام , مالا دليل عليه فلا يحتج به , ويجب على  كل المجتمعات النظيفة ان تحمي نفسها. من تلك الافكار والثقافات التي ينقلها الاشرار تعبيرًا عما في داخلهم من الاحقاد المرضية الناتجة عن الجهل والتخلف ، المجتمعات السليمة كالابدان القوية. تملك المناعة التي تدفع بها كل الاخطار ، اما المجتمعات التي يقودها الجهلة والسفهاء فمن اليسير ان تقع فريسة تلك الافكار الهدامة ، الثقافة وحسن التربية تسهم فى تصحيح الافكار الاسلامية من ذلك التعصب الجاهل والفكر المتطرف , لا شيء من العنف يبرره الاسلام , الاسلام رسالة الله لكل عباده , فلا احد اولى بالاسلام من احد الا بعمله الصالح الذي يحبه الله , تلك هي مهمة كل جيل ان يتحمل المسؤولية لابراز الاسلام الحقيقى الذى جاء من عند الله , ما ترفضه العقول التى اشتهرت بحسن الفهم من احترام مصالح العباد فليس من الاسلام , الاسلام خطاب الله ومن حق كل مخاطب ان يفهم ما خوطب به من ربه , اذا صفت القلوب وتطهرت وتحررت من اهوائها فهي قادرة على فهم ما خوطبت به من الله , الطريق الذي يدفعك لاحترام الحياة واحترام حقوق كل الاخرين ونبذ الكراهية والبغضاء ضد عباد الله هو الطريق الذي يقودك الى الله , ولا احد من خلق الله خارج ملك الله ورحمته .

( الزيارات : 444 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *