لا لثقافة العنف

 كلمات مضيئة ..لا لثقافة العنف

ثقافة العنف في العلاقات الانسانية يجب التصدي لها عن طريق تنمية العواطف الانسانية ومشاعر الرحمة.,  والطريق الي ذلك هو الاهتمام بمناهج التربية والتكوين والتأكيد علي دور الدين في نبذ العنف والعدوان والاهتمام بتنمية القيم الروحية ومحبة الخير , ثقافة العنف مصدرها الظلم الاجتماعى وتنمو تلك الثقافة فى المجتمعات التى يعم فيها الظلم فى الحقوق والاستبداد فى السلطة والجهل برسالة الدين فى مجتمعه وهذا يسهم فى تعميق مشاعر الاحباط والشعور بالغضب والرغبة فى الانتقام ، عندما تتحقق العدالة فلا مبرر للشعور بالظلم , وعندما تحترم الحريات فلا مبرر للعنف ,  العنف ينمو ويكبر فى حالات اليأس عندما تقمع الحريات ويستذل الانسان , ويكبر العنف فى مجتمعات الطبقية الاجتماعية , العنف ظاهرة مرضية وهي تعبر عن انحدار انسانى , واجهل الناس  هم الذين يبررون العنف باسم الدين , لاعنف باسم الدين , العنف له اسبابه النفسية والاجتماعية  , واهم ذلك الشعور بالظلم  عندما تتمركز الثروات فى طبقة صغيرة وتشعرالاغلبية  بالفقر والحرمان وتستفز بمظاهر الترف التى يعبر عن السفه والجهل والاستخفاف بالام الاخرين , العنف ظاهرة حتمية فى المجتمعات التى تكبر فيها الطبقية  المستفزة للمشاعر ويقل فيها التواصل بين الطبقات بسبب تلك الفوارق التى تثير  المشاعر , العنف هو خيار اليائسين عندما ينحاز القانون للاقوياء ويتجاهل الضعفاء ,وتتراجع مفاهيم العدالة بحيث تصبح العدالة مطية للاقوياء يعبثون بها ويجمعون الثروات باسم الحرية الفردية , النظام الرأسمالى عندما يبلغ نهايته فلا بد ان يوجد القابلية للعنف  والتمرد والثورة , ليس عدلا ان تكون الثروات بيد فئة قليلة ويكون الفقر قدرا حتميا لكل المستضعفين , ليس عدلا ان يكون هناك جائع لا يجد طعامه او مريض لا يجد علاجه او متشرد لا يجد مسكنه او مظلوم لا يجد من ينصفه , ليس عدلا ان تنحاز السلطة والقانون لحماية الظالمين والمغتصبين ضد المستضعفين والمحرومين , العنف ليس صفة اصيلة فى الانسان , وانما هو سلاح يحمي به المظلوم نفسه من ظالمه , الغضب غريزة فى الانسان , وعندما يستفز الانسان بحق من حقوقه يبرز الغضب كسلاح دفاعى للتعبير عن الظلم , فاذا لم تسمع رسالة الغضب الاولى من خلال الملامح والكلمات ووسائل التعبير فلا بد من الانتقال من الخاطرة الى الارادة الى العزم الى سلوك العنف الملا ئم للموقف , كل الاحتمالات ممكنة فالدفاع عن النفس لا يعرف الحدود , الغضب الناتج عن الجوع لاحدود له , لا احد يثور اذا لم يجد اسبابا للثورة , واهم اسباب الثورة هو الشعور بالظلم , الثورات الناتجة عن الجوع لا بد الا ان تنجح لا محالة , اما الثورات الناتجة عن الطمع فلا بد الا ان تفشل فى النهاية لان الثائرين اذا حصلوا على ما يطمعون فيه ضعفوا واستسلموا , وتلك نهايتهم فى الغالب , كل الطامعين لا يصمدون امام التضحيات وكل المترفين ينهارون عندما يفقدون اسباب ترفهم , اما ثورات الجائعين فلا تعرف الحدود لان الجوع مذل لصاحبه , محنة الطغاة فى الارض بسبب المال او السلطة او القوة بكل اسبابها لان الطغيان يسيطر عليهم ويشعرهم انهم الاقوى , وكل الطغاة فى الارض سرعان ما ينهارون بسرعة لانهم لا يحتملون التضحية , وليسوا مستعدين لها , عندما تتحقق العدالة فى أي مجتمع فلا احد يستجيب لنداء العنف ولا لنداء الثورة , الثورة تنجح فى النهايات عندما يبلغ الطغيان شيخوخته  , اما الثورة فى البدايات فقلما تنجح لانها تجد ما يقاومها  , لا احد يحب العنف الا فى حالة الاحتقان النفسي الذى يولد الانفجار ,  الحروب هي اسوأ ظاهرة انسانية ، وهي صورة للطغيان في العلاقات الانسانية بين الدول والشعوب ، ويجب ان تقاوم.  فكرة الحروب  , الحرب سقوط انساني  لا يليق بالانسان , الحرب هي اسوا الاختيارات لانها لا انسانية , كل ثقافة تمجد الحروب.بين الشعوب يجب التصدى لها , ويجب السعي  لحل المشكلات عن طريق الحوار العادل فى ظل الاعتراف المتبادل  بالحقوق الاساسية ، ما اسوأ ذلك الانسان وهو يقف في مواجهة أخيه الانسان ويحمل بيده سيفا او مسدسا. لكي يقتل به الاخر ، امر مخجل بكل المعايير ولا نجد مثله في مجتمع الحيوان ، الحرب مأساة انسانية وانحدار. انساني عن فهم رسالة الحياة كما ارادها الله تعالى لعباده ، لا مجد لمنتصر في الحروب ، وقتل الانسان ليس بطولة مهما كانت الاسباب ، لا مشروعية للحرب الا في حالة الدفاع عن النفس ، الدفاع عن الحقوق حق لكل من وقع الاعتداء عليه في اي حق من حقوقه ، رسالة الدين  مقاومة الطغيان بكل ما يدفع خطره ، لا مكان للطغيان في اية صورةً من صوره فى  ثقافة الدين. ، الجهاد كما افهمه من القران الكريم   هو دفاع. عن الحق والتصدى للظلم  والطغيان  فى الارض  ولا جهاد في العدوان ، كل المظلومين مؤتمنون علي حقوقهم ان يدافعوا عنها لانها حقوق من الله تعالى ضمنها لعباده ، الحياة لكل عباد ا لله ولااحد يملك مالا يملكه غيره من الحقوق ولو كان يملك القوة والمجد الدنيوي ، لاًمجد خارج العدالة ولاتوارث لا سباب المجد ولا لاي سبب يخل بفكرة العدالة ، فكرة التوارث. عادلة. ولا تتجاوز قيمة الجهد المشروع ، مالا جهد فيه. من اسباب التفاضل فلا توارث فيه ، لا ملكية خارج العدالة فى اسبابها ، الملكية الفردية يجب ان تكون اسبابها مشروعة وعادلة ولا تهدد السلم الاجتماعي وتستخدم بالكيفية التى تحقق اهدافها الاجتماعية وليست هناك ملكية فردية خارج المصلحة الاجتماعية فى استخدامها ولا يعترف باية ملكية فردية الا بما يثبت شرعية اكتسابها ولا تورث الا بالتاكد من اداء كل الحقوق المترتبة عليها ، لا فردية مطلقة فى أي حق من الحقوق , الانتماء الانسانى ملزم للانسان ان يحترم ذلك الانتماء تكافلا لحماية الحياة بكل اسبابها ,  الملكيات الكبيرة هي ثمرة خلل في معايير العدالة وفي مفهوم الحق. ، هناك نمو عادل وعاقل للملكيات  , فمن تجاوز تلك الضوابط التى امر الله بها  فقد اعتدى واعيد الى الجادة تحقيقا للعدالة , الحقوق لاتنشأ عن طريق القوة ، ولا يجوز لايةً ملكية ان تنشأ عن طريق الفساد واستغلال جهل المستضعفين وضعفهم ، لاملكية عن طريق استغلال جهد الاخرين. كما يحدث في كل العاملين. والمأجورين وانتقاص قيمة انتاجهم بادعاء عقود واتفاقات اذعانية يستغل القوى فيها ضعف الضعيف وحاجته ، مهمة الدين ان يكون حليف هؤلاء المستضعفين ضد الطغاة الذين يملكون القوة. ويفرضون ما يريدون ، ثقافة العنف مصدرها الطغاة في الارض الذي يستخدمون العنف ضد المطالبين بحقوقهم عن طريق  القرارات الجائرة التى تبرر الظلم ,  ولا خيار للمستضعفين الا ان يدافعوا عن حقوقهم بكل الوسائل التى يعبرون بها عن انفسهم , عنف الظالمين اشد قسوة وهو كثير فى مجتمعات الطبقية المحمية بالقانون الذى وضعه الكبار لاذلال كل الصغار ، في ظل العدالة. تنتفي. اسباب العنف ويصبح العنف عملا اجراميا ، ثقافة الحروب هي ثقافة الطغيان فى كل عصر ، لان الطغاة من الافراد والدول الكبيرة  يواجهون من يتصدي لهم ويقاومهم. ،من طبيعة  الطغاة انهم يحاربون من يتصدي لهم ويملكون اسباب القوة , ولا يزول الطغيان الا بتجريد الطغاة من اسباب قوتهم اولا وهذا امر لا يملكه المستضعفون الا فى حالة واحدة , وهو اجتماع كلمتهم  وتوحيد مواقفهم , تابى الرما ح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن وتباعدن واختصمن فيما بينهم تكسرت احادا مهما كانت قوية , ومن طبيعة الطغيان ان يسعى لتفريق ما اجتمع عن طريق استمالة البعض من ضعاف النفوس بالامتيازات والمكاسب وهم كثر , ما اشد ضعف الانسان وهو يستسلم للاغراءات ويبيع قضيته , ما اكثر جند الطغيان من المستضعفين , ولولا هؤلاء لما كان الطغيان , ثقافة العنف تنمو فى مجتمعات الجهل والتخلف , لا شيء يبرر ثقافة العنف , والمستضعفون من الابرياء هم الذين يدفعون ثمن العنف , ولا يمكن للعنف ان يكون تحت شعار الدين فالدين لا يقر العدوان باية صورة من صوره , العنف ليس هو الطريق والطغيان يستثمر العنف لترسيخ نفوذه وتبرير اعماله , العنف غير مبرر ,  مقاومة الظلم حق مشروع بشرط ان توجه المقاومة للمعتدين وليس للابرياء , المقاومة التى تختفى خلف الابرياء وتحتمى بالمستضعفين  هي حركة ارهابية ولا شرعية لها , لان من شروط المقاومة ان تكون مؤتمنة على مصالح المستضعفين , لا مصداقية لمقاومة لاتلتزم باحلاقية المجاهدين , الجهاد المشروع مشروط باخلاقية المجاهدين  وصدقهم ونزاهتهم , فان كانوا يبحثون عن مصالحهم ويضعفون امام المكاسب فهم تجار غير صالحين بيحثون عن المكاسب والمغانم , الجهاد موقف رفض للظلم  ولا يعنى شرعية العنف , العنف لا يصدر من الاخيار ولا يقدرون عليه لان ضمائرهم تمنععهم من العدوان على الاخرين , ثقافة العنف لا يقرها الاسلام لانها تتضمن العدوان ولا بد فيها من العدوان , والعدوان لا يصدر الا من الاشرار الذين يرون  فى العنف وسيلة للتعبير عما فى نفوسهم من مشاعرالكراهية ضد الاخرين . من صلح باطنه فلا يصدر منه ما حرمه الله على عباده ..  

( الزيارات : 440 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *