الصحة كمال وجمال..

كلمات مضيئة..الصحة كمال وجمال.

الصحة النفسية والصحة العقلية والصحة البدنية كلمات نستعملها فى كل مناسبة للدلالة على  التوازن فى الشخصية الانسانية والقدرة على التكيف مع العوامل المختلفة التى تسهم فى كمال الحياة ومواجهة الاسباب الى تعوق الانسان عن القيام بما كلفه الله به من التكاليف التى تجعل الحياة اكثر جمالا وسلاما , كلمة الصحة لها معان كثيرة ودلالات مختلفة وهي تفيد معنى السلامة والشفاء والتعافى والسداد والصواب والحقيقة,  وهي نقيض المرض والعلة والسقم والزيغ والضلال والعيب والكذب والنقص , وفي الفقه يقال فى الافعال التكليفية والحقوق :  الصحة والبطلان وتطلق على الفعل الذى تترتب ثمرته عليه ويقال بانه صحيح ..

الابدان تمرض عندما لا تؤدى اعضاء البدن وظيفتها الطبيعية فيقال هي مريضة او بها سقم او خلل او علة , والنفوس تمرض كما تمرض الابدان عندما يفسد مزاجها وتكون عاجزة عن التكيف مع الاخرين ,  واحيانا تتحكم فيها غريزتها فتكون اكثر استجابة لها وانقيادا , ولا تتحكم فى تلك الغرائز فى حالتى شوقها لما تعتبره رغبة لها كالشهوات والغضب .

 والقلوب تمرض ومرض القلوب ليس هو المرض العضوىو  وانما هو موت المشاعر الانسانية وسيطرة الاهواء والشهوات فتكون القلوب اكثر قسوة تحقد وتنتقم وتعتدى وتقتل ولا تسمع من اعماقها ما يوقظها من غفوتها , والقلوب الصافية تضيء بنور الهي يجعلها اكثر استعدادا للخير ومحبة لكل الاخرين , القلوب الطاهرة لا يصدر عنها الشر ولا تتحكم فيها خواطر السوء , فتكون فيما تشعر به اكثر كمالا وجمالا ورحمة ومحبة ..

لابد من معالجة الامراض البدنية والنفسية والقلبية , اما الامراض البدنية فلها اطباؤها المختصون الذي يشخصون المرض ويعرفون مكان الخلل والعلة ويعطون الدواء الدواء النافع للمريض   الذى يقوده الى الشفاء , واما الامراض النفسية فلها من يحسن فهم تلك الامراض , وكل ماتجاوز الاعتدال فى النفوس فهو من المرض النفسي , الاعتدال هو الكمال فى النفوس وهو الصحة , و ما تجاوز الاعتدال بزيادة او نقصان هو من المرض النفسي  ولهذا كانت المجاهدات النفسية وهي حمل النفس على الاعتدال , وكبح جماح النفوس وهذا هو دور التاديب ومهمة المربى ان يقوم بهذا الدور لكي تكون النفوس اكثر رقيا فى اخلاقها وما يصدر عنها , والمجاهدات تحتاج الى من يحسن الفهم ويختار الطريقة التى لا تعمق الانحراف , هناك جهل حقيقي فى مفهوم المجاهدة وفى اسلوب التاديب لجموح النفوس , عندما تختار صديقا صادقا فانه يساعدك على معرفة عيوبك , كل الامراض النفسية تعالج بنقيضها , من غير اذلال للنفس او امتهان لها فليس هذا هو الطريق , هناك من يتوهم الكمال  ويصاب بالغرور وهم كثر , وتسيطر الوساوس عليه ويزداد غروره بنفسه ويظن نفسه من الملهمين والمقربين , منهج التربية يجب ان يكون عاقلا ومؤديا الى الثمرة المرجوة ,

وهناك التربية القلبية التى تهدف الى صفاء القلب وطهارته من الخواطر المذمومة والضارة , امراض القلوب كثيرة , وكل مرض يبعدك عن حقيقتك الانسانية ويجعلك بعيدا عن الله هومن امراض القلوب , من اهم ثمرات القلوب الصافية انها تحب الخير ولا تقسو ولا تألف ما ترفضه الفطرة من السلوك , وتحب كل الاخرين , عندما تحقد او تتعصب او تنتقم او تعتدى او تقسو على المستضعفين فلست قريبا من الله ولو اكثرت من العبادة لو احسنت العبادة لحسن ما تفعله من الصالحات  , فالعبادة التى يحبها الله هي التى تجعلك افضل واكمل واكثر استقامة ومحبة لكل الخلق ولو كانوا منحرفين او مخطئين , عندما تقترب من الله تمسك بيد هؤلاء  وتقودهم برفق الى الله .

تاملت فى كل ذلك وانا اتامل فى معنى كلمة الصحة , وهي من الكلمات التى استعملت كثير فى اللغة , ولكل موطن لها دلالة تعبر عن ذلك الكمال والجمال

( الزيارات : 1٬083 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *