العفو عمن اساء اليك

 

علمتني الحياة

أن أحسن لمن أساء إليٌ ، وأن أعفو عمن أخطأ بحقي ، وأن أتجاهل إساءة المسيء ، وألا أُظهِر الضعف أمام من يفرحه ضعفي ، وألا أظهر خوفي ولو كنت خائفاً ، وأن أخفي آلامي وأحزاني عن الناس ، فالناس يحبون القوي ويهابونه ويشفقون على الضعيف ولو كان عدواً لهم ، وبعض الناس لا يحبون الضعف ولا يحبون نظرات الإشفاق من الآخرين ، ويمنعهم كبريائهم من إظهار ضعفهم ، وإذا ظُلِمُوا لا يعترفون بالظلم ويلتمسون العذر لمن ظلمهم أمام الناس دفاعاً عن كرامتهم ،وإذا حقدوا فإنهم لا يظهرون حقدهم ،وإذا انتقموا فإنهم لا يعترفون بانتقامهم ،وأصحاب الهمم العالية يسعدهم العفو عن أعدائهم ولا يسعدهم الانتقام ، ويخجلون من الانتقام لأنهم يعتبرون أن الانتقام لا يقوم به إلا الضعفاء ، والعفو من شيم الأقوياء ، ولا شيء يمكنك من إذلال خصمك كالعفو عنه والإحسان إليه ، وكبار النفوس يعفون ولا ينتقمون ، ويحسنون ولا يسيئون , وبذلك يكسبون خصومهم وتزداد هيبتهم في القلوب..

( الزيارات : 918 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *