الفكر الانسانى وليد مدتمعه
كل مجتمع ينتج فكره الذي يعبر عنه كمرآة له ، ويرتقي الفكر برقي مجتمعه , وينحدر بانحداره، وثقافة كل مجتمع هي مجموع ما عليه ذلك المجتمع من الاعراف والقيم التي. تربي عليها ، ومصدر فكر الانسان أمران:
اولا : النربية التي اسهمت في تكوين شخصيته واختياراته ، وبخاصة في مرحلة الطفولة وما بعدها الى سن الشباب حيث يكون العقل فى مرحلة التلقى والتكوين , وهي المرحلة الاهم فى تنمية الاستعدادات الفطرية ، وثانيا : التعليم الذي تلقاه< وهو الذي يغذي عقله المتطلع للمعرفة لكي ينتج ما هو ملائم له ، وكنت اشبه الانسان بالارض التي تخرج ما يزرع فيها ، ان زرعت ما هو حسن من انواع الذروع اخرجت الازهار الجميلة ذات الملامح البهيجة والرائحة الطيبة ، وان زرعت فيها الاشجار اخرجت لك ما ثمارها اليانعة ، وان اهملت الارض فلا تتوقع ان تخرج لك ما تريد منها مما ينفعك ويسعدك ، اختر لارضك ما تحبه لها وما تريد ان تخرجه عن طريق حسن الرعاية والاهتمام ، قوانين الكون من الله تعالي ولا تخلف وعدها ، وقد قدر ها الله واحكم خلقها بالاسباب لكي تكون عادلة ومنصفة ، وكلف الله الانسان ان يختار بارادته ما يشاء لكي يكون مسؤولا عما يفعل , وتفام باختاره الحجة عليه ، وتتفاضل المجتمعات بما تنتجه من جهدها و تنجزه من اعمالها ، وكل فرد او مجتمع يحسن ويسئ ويصيب ويخطئ ، الحياة مستمرة بامر الله لان الله ارادها ان تكون كما هي عليه من ذلك التدافع والتغالب ، الانسان مؤتمن ومستخلف علي الحياة ومخاطب بامر الله ومكلف بان يختار ما يصلح الحياة وان. يتجنب كل ما يفسدها من المظالم والمنكرات التي حرمها الله علي عباده ، اعداء الله هم اعداء الحياة في كل عصر ومجتمع ، وكل جيل مؤتمن علي عصره ان يحترم فبه امر الله في احترام الحياة لكل عباد الله, واجتناب كل. ما يفسدها من المحرمات والمنكرات، هذا هو منهج الاسلام , وهذه هي ثقافته التي تعتمد علي قاعدتين: الايمان بالله وبكل ما جاء من عند الله عن طريق رسله ، واحترام الحقوق لكل عباد الله بطريقة عادلة وفق منهجية تحترم فيها الحياة , ولا يحرم احد مما ضمنه الله لكل عباده من الرزق الذي كفله لهم ، ما كان في الطبيعة فهو من رزق الله وهو لكل العباد بحسب جهده فيه وعمله ، ولا ينفرد به اي احد دون الاخرين ولو كان صاحب سلطة وقوة ، والناس شركاء فيما ارتبطت حياتهم به مما ضرورى لحياتهم ، ويوزع بعدالة وفق منهجية تكافلية يحمل القادر العاجز. ويتكفل الغني بالفقير فريضة من الله تعالى ، ً ولا ملكية فردية خارج قيمة الجهد وما كان شرعي الاكتساب ، وهو المال الذي يقع توارثه ضمن الضوابط الشرعية ، ثقافة الاسلام ثقافة ذات صفةً كونية بعيدة عن الانتماءات والقوميات والعنصريات والطبقيات الاجتماعية ، وذات مفهوم تكافلي للدفاع عن الحياة من منطلق ايماني وروحي ، قوامه فكرة العبدية لله تعالى بكل أوصاف العبدية من الضعف والمرض والشيخوخةً والموت ، ولا احد من طغاة الارض ولو كبرت مكانته خارج انسانيته بكل ماتتضمنه من الاوصاف في كل ما هو مكلف به من المسؤوليات والواجبات , واهمها احترام الحياة لكل عباد الله بكل اسبابها التى كفلها الله لجميع خلقه ..
اترك تعليقاً