القرآن خطاب الهي متجدد..

 

 

 

 

 

 

كلمات مضيئة..القرآن خطاب الهي

ما احوجنا الى قراءة القرآن  كلما التبست علينا الطرق واشتد ظلام الليل فيها , ليس تلك القراءة التى يتسابق البعض فى قراءتها معتقدين ان الغاية من القراءة هي مجرد التلاوة العابرة المتسرعة التى لا تكاد الكلمات فيها ان تبين ولا المعانى ان تدرك , غاية التلاوة هي التدبر والتفكر وان تستلهم المقاصد والعبر , كنت  فى كل قراءة استفيد فائدة جديدة وكاننى اسمع القرآن  لاول مرة , فى كل قراءة نفهم شيئا لم يكن من قبل , كانك انت المخاطب به , خطاب متجدد , النص واحد لا يتغير , ولكن الدلالة لا حدود لها وهي فضاء متسع لا يدرك اخره , مهمة المفسر ان يعينك على الفهم الاقرب اليك ,  دلالات الالفاظ اللغوية كما كانت وكما يمكن ان تفهم , التزم بالدلالة اللغوية فلا شيء خارج تلك الدلالة , كل ما فهمته من النص  فهو حق لك وهو مراد , المهم ان تكون خارج الاهواء الشخصية , لاثقة باصحاب الاهواء فهم يتحكمون فى النص بما يوافق اهواءهم , ولا حدود للاهواء . افهم الاية كخطاب الهي موجه اليك ولا تعبث به ولا تجعله مطية لك للوصول الى ماتريد , خذ ما فهمته ودع مالم تفهمه , افهم جيدا الدلالة اللعوية للكلمات واعرف معنى المصطلحات القرآنية وهي خاصة ومرادة , اعرف جيدا اسباب النزول فهذا امر مهم لكي تفهم المراد ولماذا كان , هناك اشياء كثيرة اشترطها اهل الاختصاص , دع اللغويين والفلاسفة وكل اصحاب الفرق والتأويل واهل الظاهر والباطن فهذا لا يعنيك فى شيء , خذ ما ترجح لك انه الحق ولا يعنيك كل ما قيل , انت بفطرتك الصافية قد تفهم اكثر بكثير مما يفهم اهل العلم ورموزه , انت مخاطب ويجب عليك ان تفهم ما خوطبت به , اسأل واستفسر وخذ بما ترجح لك انه الحق , لا تقلد غيرك ولا تلغ ذاتك , ان كنت من اهل التقى والصدق فسوف تفهم المراد,  و ما انشرح صدرك له فهو الحق بالنسبة لك , لا يعنيك امر الموغلين فى التأويل , ماكان مجملا فدعه كما هو , وماكان مطلقا فدعه كما هو , الرسول صلى الله عليه وسلم هو المصدر الوحيد لبيان ما ورد فى القرآن , وهو الحجة لان الله كلفه بذلك , ما تجاوز السنة النبوية الصحيحة فلايعتد به الا اذا كان مما ينسجم مع الدلالة الظاهرة للالفاظ , لا تخض فيما هو من الغيبيات فهذا ليس من شانك فانت مكلف ان تؤمن بالغيب ولا تتجاوز النص القرآنى , لا تجعل نفسك وصيا على النص القرآنى فيما يتعلق بالله تعالى , لا تخض فيما خاض به اهل التأويل من الاسماء والصفات , دع كل الاخرين وسر وحدك فى طريق الفهم كما تراه انت , قد تفهم بفطرتك مالا يفهمه اهل العلم وكل المفسرين , تابعت كل كتب التفسير الماثور والتفسير بالراى , وتفسير اهل اللغة والبلاغة والبيان , وكل تفسير الفلاسفة وائمة الفقه , فما زادنى كل ما قرات علما ولا اضاف الي فهما ,  ووجدت نفسي  فى متاهات لا افق لها وبحار بلا شواطئ , الكل كان يدعى البحث عن المراد ولا احد منهم تحقق من ذلك المراد  ولا يمكنه ذلك , اعجاز القرآن فى سعة دلالته , ماكان متسعا فلا تضيقوه وماكان متجدد المعنى فلا تضيقوا الخناق عليه باهوائكم وماتهواه نفوسكم , بعض كتب التفسير لم اجد فيها القرآن كما انزله الله بنوره  الالهي وبسعته وجمال خطابه , ما اجمل تلك الالفاظ القرآنية فى دلا لتها الراقية المعجزة على ما يراد بها , لا شيء من كل جهود المفسرين اقترب من روعة النص القرآنى  كما انزل , لا اقلل من اهمية الجهد الكبير الذى حظى به القرآن جمعا وكتابة وتفسيرا وتاويلا وبيانا  لاوجه الاعجاز فيه , كل هذا محمود ومطلوب ولكن دعوا الابواب مفتوجة للمخاطب بالقرآن ان يفهمه كما خوطب به , كل الفرق المنحرفة استشهدت بالقرآن وادعت الفهم فيه , وكل جهلة الصوفية الطرقية  من المنحرفين استدلوا بالقرآن على مالا يقره القرآن من الانحرافات والشطحات , وما زال معظم  اصحاب الفكر المتطرف المنحرف يستشهدون بالقرآن لتشوية صورة الاسلام وتبرير افكارهم وافعالهم  ويعتبرون انفسهم اوصياء على الدين وحماة له , لقد اسهمت الروايات الاسرائيلية فى ابعاد العامة عن حقيقة القرآن وانشغالهم فى ما ادخلته تلك الروايات من مفاهيم وحكايات وتفسيرات لم ترد فى القرآن ولم ترد فى السنة وتناقلها العامة كثقافة قرآنية تخترق الحجب الغيبية وتتحدث عما اغفله القرآن منها ,وغزت هذه الروايات بعض كتب التفسير وكانت تروى عمن اشتهر بالتفسير من المفسرين فى عهد السلف الصالح , اننا مؤتمنون على النص القرآنى كما ورد الينا عن طريق الرواية والحفظ معا , لا ضرر من تعدد القراءات القرآنية وهي قراءات نشات فى وقت متأخر تعبر عن مدارس قرآنية فى عدد من  العواصم الاسلامية الكبرى , تعتمد على الثقة بتلك المدارس المختلفة مثل قراءة حفص وورش , وكل هذه القراءات لا بد فيها من توافر شروط ثلاثة اولها النقل المتواتر عن رسول الله وموافقتها للمصحف العثمانى وموافقتها لوجه من الوجوه النحوية , القراءات ليست تفسيرا وانما هي ضبط للنص القرآنى وحرص عليه  ,  اما الترجمة الى لغة اخرى فهي ليست قرآنا وانما هي تفسير للنص بلفة اخرى بما يترجح للمترجم انه الاقرب للمعنى المراد , ويقال ترجمة تفسيرية للقرآن ويمكن للترجمة ان تتعدد..

المهم ان نهتم بالقرآن قراءة وفهما وتدبرا , وليس المهم كم نقرأ فى كل يوم ولكن المهم ان نفهم ما نقرأ وان  نتعلم الادب مع القرآن وان نحرص على ان نفهم منه ما يريده الله من عباده .  

( الزيارات : 1٬159 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *