المجرم خائف

المجرم خائف

علمتني الحياة أنّ كلّ من يرتكب جريمة فإنمّا يخاف من جريمته , وكلّ من يفرّط في أمرٍ أؤتمن عليه فإنّه يخشى من تفريطه , وكلّ من اعتدى على أحدٍ فإنّما يخاف ممن وقع الاعتداء عليه , وكلّ من خانَ شعبه فإنّما يخاف من خيانته وكلّ هؤلاء يتظاهرون بالقوّة ويخفون في داخلهم ضعفاً ورعباً , والإنسان الذي يفعلُ الخير ويؤدّي واجبه لا يخشى من شيءٍ وكلّ من تمّسك بالحقّ فإنّه يخيف أعداء الحق .

والصادق يخيف الكاذب , والوطنيّ يخيفُ الخائن , والمستقيمُ يخيفُ المنحرفَ , والمؤمن يخيف المنافق , والجيش الذي يدافع عن شعبه يخيف الجيش المعتدي ولو كان المعتدي يملك السلاح والجند والمال , وجيش المقاومة ولو كان ضعيفاً فإنّه يخيفُ أقوى الجيوش , لأنّه يدافع عن وجوده وحقوقه , ولا قضيّة لجيوش المعتدين , ولو عرف أصحاب الحقّ أنّهم أقوياء بإيمانهم بقضيّتهم لمّا فرّطوا في حقوقهم ولما استسلموا لعدوّهم , والطغاة هم أكثر الناس خوفاً وقلّما ينامون أو يشعرون بالأمن , ويخشون من أقرب النّاس إليهم , والذي يصنع الطغيان هو خوف المظلوم من ظالمه واستسلامه له والطغاة يحيطون أنفسهم بهالةٍ من القوّة الوهميّة يخيفون بها خصومهم ولو رفعوا رؤوسهم وأظهروا امتعاضهم وغضبهم لما كان الطغيان , والشعوب الحيّة لا تُستعمَر ولا يقع احتلالها لأنّها ترفضُ الاستسلام , وتقاوم عدوّها ولا ترضخ له , وهي منتصرة على وجه اليقين .

( الزيارات : 1٬666 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *