المسيحيون العرب..مسؤولية الانتماء

المسيحيون العرب الذين عاشوا في بلاد العرب منذ قرون وشاركوا في بناء هذه الأرض العربية ودافعوا عنها ضد كلّ عدوان هم جزءٌ من الشعب العربي , ويتمتعون بكلّ الحقوق التي يتمتع بها إخوانهم سكان هذه الأرض من المسلمين , ويجب أن تُحترَم كامل حقوقهم الدينيّة في أداء عباداتهم وحماية كنائسهم ومعابدهم , ولهم كامل الحقوق في المشاركة السياسية والتعبير عن أرائهم ولا يُنتقَص أيُّ حقٍّ من حقوقهم , ولا يُعطَى المسلم بسبب إسلامه ما لا يعطى لهم , ولا يحرمون من أيّ حقٍّ بسبب دينهم , فهم شركاء في الوطن , ومؤتمنون عليه .

ومن تحالف من هؤلاء مع أعداء هذه الأمة , وحاول الإساءة لمواطنيه وأهله , وأساء لمشاعر إخوانه المسلمين بالمواقف والأفكار بقصد واضح في الإساءة فيحاسب المخطئ من هؤلاء , ولا تحاسب الجماعة على فعل أحد السفهاء , ومن الحكمة أن يحترم المسيحيون في بلاد العرب والمسلمين مشاعرَ الأكثرية الإسلامية وأن يظلَّ التواصل قائماً بين المسلمين والمسيحيين , ويجب أن تُحترَم حقوق الأقليات غير الإسلامية في بلاد المسلمين , سواء الحقوق الدينيّة أو الحقوق الإنسانيّة والقانونيّة , ولا يُفرَض عليهم ما لا يريدون من الواجبات الدينية , احتراماً لعقيدتهم , ويُعامَلون كما يعامل المسلم من حيث الحقوق والحريات المدنية ، ومن حقّهم بناء معابدهم ومدارسهم التي تمكنهم من تربية أبنائهم وفقاً لعقيدتهم ، بشرط ألا يكون فيها ما يسيء للعقيدة الإسلامية ، والإسلام يحترم الديانة المسيحيّة ولا يضيق بالمسحيين ولكنّه يضيق بالعقليّة الصليبيّة الحاقدة على الإسلام حيث كانت , لأنّها تحمل في أعماقها مشاعر الحقد على الإسلام وهذا موقفٌ عدائيٌ ولا يقبل به الإسلام ..

وبلاد الشام هي مهد الإسلام الأصيل , وهي المؤتمنة على اللغة العربية والثقافة الإسلامية ولم تضق هذه البلاد بمن وفد إليها وأقام فيها من الأمم الأخرى غير العربية ,كما احتضنت هذه البلاد التراث الأصيل للمسيحية بكلّ طوائفها , وما ضاقت بطائفة منهم , ولا أكرهت أحداً على اعتناق الإسلام ..

والإسلام اليوم يواجه المسيحية الصليبيّة الحاقدة في الغرب , وهي تحارب الإسلام وتشوّه صورته وتعدّ العدة للسيطرة على هذه البلاد بالسلاح حيناً والثقافة حيناً آخر , وتتهم الإسلام بالإرهاب والتطرف والعنف , والإسلام يقاوم العدوان ويتصدّى للاحتلال ويدافع عن وجوده وثقافته وشعوبه , والمسيحيون العرب مدعوون لمقاومة هذا العدوان الصليبيِّ الحاقد المتحالف مع الصهيونية المعتدية , دفاعاً عن هذه الأرض  التي احتضنت هذه الأديان..   

( الزيارات : 745 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *