المنهج الالهي ومرتبة الانسانية

المنهج الالهي ومرتبة الانسانية

كنت أريد ان افهم الاسلام من كتاب الله وهو يخاطب الانسان بخطاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل ، وأجد فيه المنهج الذي يخرج الانسان من طببعته البهيمية التي تنحكم فيها الغريزة والتى يرضح لها العقل الغريزى الذى يعمل كأداة لها  الى مرتبة الانسانية المخاطبة والمكلفة والمؤتمنة علي الحياة ان تكون راقية المواقف والاختيارات ، الاسلام منهج منكامل لفهم الحياة بما يعبر عن رقي الانسان عن باقي الحيوانات التي توجهها الغرائز الفطرية نحو ما تجد فيها كمالها ، اما الانسان فهو بفضل منهج الهداية الربانية بكل اسبابها الفطرية والايمانية والتربوية والروحية فهو يملك اسباب التميز والارادة وحسن الفهم والاختيارالذى يعبر عن مرتبة الانسانية  ، وهو المكلف ان يفهم عن الله ما يريد من هذه الحياة من الهداية الى الطريق المستقيم الذي يسهم في اصلاح الحياة ويتجنب كل ما يفسدها من الافكار والمواقف والسلوك ، كنت افهم الاسلام كرسالة هداية ربانية لاجل فهم الحياة ورقي الانسان ، كل جيل مخاطب بكلام الله ا ن يفهمه بروحيته المستمدة من عموم التوجيهات الالهية ، ولا يفهم الاسلام من خلال  جهد الاجيال المتعاقبة  الذي تتحكم فيه مصالح كل مجتمع وحاجات كل عصر  التي توجه العقول وتتحكم في افكارها ، والعقل وليد مكوناته الغريزية الفطرية اولا  والمكتسبة من تجارب  مجتمعه ثانيا  ، وعندما تنهض ثقافة اي مجتمع يرتقي فهمه لرسالة الدين نحو مزيد من الكمال ,  وهو الكمال الذى  يقود الى تعميق فكرة  الايمان بالله اولا , واحترام المزيد من  حقوق الانسان التي ضمن الله له اسبابها ثانيا ، والتعبير عن قيم الانسانية في التكافل والتراحم وحسن التعايش والتساكن بين الانسان واخيه الانسان في ظل العبدية لله تعالى  الجامعة لكل الانسانية ، هذه هي رسالة الدين , وهذا هو المشروع الذي يحبه الله لاجل استقامة الحياة الانسانية بذلك الانسان الذي يمثل مرتبة الانسانية المستخلفة على الوجود  ، معيار التفاضل الوحيد عند الله هو العمل الصالح الذي يسهم في اصلاح الحياة عن طريق احترام العدالة فى الحقو ق ومنع الطغيان ضد المستضعفين من عباد الله  الذين خلقهم الله وضمن لهم حقوقهم فى الحياة  ، ولا مكان للمفسدين في الارض باي شكل من اشكال الفساد عند الله من الطغاة والظلمة وقساة القلوب والمستغلين لضعف المستضعفين من عباد الله من كل الاجناس والاقوام والاديان ، لا احد من خلق الله خارج عبديته لله تعالى بكل اوصاف العبدية الجامعة لكل ما في الوجود ، اعداء الحياة هم اعداء الله في كل عصر ومجتمع لانهم يحاربون الله في ظلم عباده واستعبادهم واذلالهم ، هذه هي رسالة الله لكل عباده تخاطب كل الاجيال ما كان وما سيكون الى يوم الدين ، وهذه هي رسالة الاسلام التي تتضمن المنهج الالهي الذي امر الله به  لاصلاح الحياة  باحترام العدالة فى الحقوق التى تمنع الطغيان والمظالم الاجتماعية والطبقية والعنصرية التى تقر التفاضل بين العباد ، وهو منهج ايماني وروحي لفهم معنى العدالة في الحقوق والتكافل للدفاع عن الحياة بما يتفق مع الفضيلةً في السلوك الاجتماعي ..

 

( الزيارات : 363 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *