كلمة اليوم
النعمة لا تدوم اذا لم تشعر بها وتشكر المنعم على ما انعم به عليك ..ليس المهم فى النعمة ان تاتيك وانما المهم ان تسعدك فاذا شقيت بها فلن تدوم ابدا , واذا زالت سوف تندم كثيرا ولات ساعة مندم , ومن اسباب غفلتك عن النعمة غفلتك عن الله تعالى , وليس هناك شقاء اشد وطاة على النفس من زوال نعمة بجهد ورجاء ممن انعم الله عليه بها , وهذا واقع بنا اردنا اولم نرد , ومن اظلم ممن لم ير تعمة الله عليه فساء حاله واشتد على من حوله مقاله , وكلنا مقصرون بالحمد والشكر على ما انعم الله به علينا , ومن نسب النعمة الى نفسه فهذا من الجهل الكبير , وادب النعمة ان تنسبها الى المنعم وهذا هو شكر النعمة ..كم من نعمة زالت بجهد الغافلين عنها المنكرين لفضل الله عليهم فيها , ما اقسى شقاء الانسان اذا حجب الله عنه روية ما اعطاه فضاق بالعطاء وتمنى زواله ..ليس المهم ان يعطيك الله شيئا وانما المهم ان ترضى بالعطاء وتسعد به , والرضا درجة قلبية لا تاتى تكلفا فمن تكلفها لم يشعر بها , وهي من النعم التى يمٌن الله بها على من يحب من عباده .
تعالوا نطل من النافذة الثانية المغلقة على الحديقة الخلفية فقد نرى زهورا وورودا وانهارا ..ليس هناك بيت لا نوافذ خلفية له , لا تغلقوا النوافذ ولا تسدلوا الستارة عليها فمن اغلق النوافذ المطلة على جمال الحياة وروعة الكون ورقي الانسان فلايمكنه ان يرى سوى الظلام واسراب الخواطر السوداء التى تعشعش فى الزوايا التى لا تدخلها الشمس ولا يضيء ليلها القمر ..
افتحوا النوافذ على الكون كله , لكي تروا ما انعم الله به عليكم من نعمه وفضله , يوم قريب قادم اليكم لا تستعجلوه ..سوف تستيقظون فيه من غفوة الغفوة على واقع لم تألفوه وغربة موحشة بعيدة ..