النهوض بين الامل والواقع

كلمات مضيئة..النهوض بين الامل والواقع

مما لفت انتباهي فيما انا عليه اننى كلما قرات شيئا جديدا او سمعت ماكنت اجهله او رايت ظاهرة اجتماعية شعرت اننى بحاجة لتصحيح ما كنت عليه , واكتشفت ان ما انا عليه ليس هو الحق الذى اريده , ما اشد جهل الانسان عندما يجد ان معظم ماهو عليه من الافكار لا يمكن ان تكون هي الصواب الذى يقوده الى الكمال , عندما تتسع رؤيتنا لما حولنا نرى ان كل ماحولنا هو جزء من المشهد الكلى , الانسان هو النقطة التى يتكون منها الوجود , مالا اراه لا يعنينى , وما لا ترتبط حياتى به فلا يهمنى , الانسان هو المنطلق لكل ما فى الوجود , كل شيء لاجل ذلك الانسان , العلم فى خدمة ذلك الانسان لاجل تمكينه من اداء وظيفته فى الحياة , هذا الانسان مزود بقوى تمكنه من تلك الحياة , الاجسام هي الجانب المادى الظاهر المدرك , وهي تتكون من نواتها الاولى  وهي النطفة وفق قانون طبيعى اراده الله ان يكون , هناك قوة فطرية يمكنها ان تدرك الحقيقة الايمانية المطلقة التى تمثل الكمال , ومنها ينبثق النورفى الوجود وتكون التجليات فىما اراده الله ان يكون , هناك غيب لا نراه بحواسنا ولا ندركه بها ونحن نؤمن به , كل ماكان من عند الله فنحن نؤمن به , اما مانملكه من قوى وقدرات فهي سبيلنا للبحث عن الحق , جهد العقول هو جهد انسانى متعدد ومتجدد ويعبر عن عصره , لاعصمة لغير الانبياء لانهم رسل الله , وما تجاوزهم فهو جهد انسانى سواء كان مصدره العقل او الالهام او الخاطرة او الفطرة , الانسان مخاطب ومكلف , فماكان بامكانه ان يتوصل فيه الى الحق فهذا من مسؤوليته , وما عجز عنه استعان بمن هو اعلم به , حق الحياة ثابت لذلك الانسان , وكل انسان يملك من الحقوق ما يملكه غيره , التفاضل عند الله بالعمل الصالح , ولا اهمية للتفاضل فى الدنيا , وقد ضمن الله الرزق لكل خلقه , فلا احد يمنع منه , وهو كل ماكان فى الطبيعة , وينفرد كل انسان بكسب هو قيمة جهده العادل , فمن تجاوز فقد ظلم , والفردية الانانية اذا اقترنت بالقوة فانها تشجع الظلم والعدوان على المستضعفين , النقد وحده لا يلد النقد الا ان يقترن بالعمل , العدالة حق لكل انسان  فى كل الحقوق الانسانية , ما ارتبطت الحياة به من الضروريات فلا يحتكر , وقيمته لاتتجاوز قيمة الجهد فيه , الفكر وليد ذلك الانسان وهو نتاج عقله وتجربته ومشاعره , مهمة التربية النفسية  ان تمنع الغرائز من التحكم والتجاوز , ومهمة التربية الروحية ان تنمى فى ذلك الانسان ارادة الخير واحترام حقوق الاخرين بتأثير الايمان بالله , ومهمة الاخلاق ان تنمى فى الانسان محبة الخير واحترام حقوقهم وتكوين رقابة ذاتية على سلوكيات الانسان , لا تجاوز لذلك الانسان فيما كان حقا له , التكافل الانسانى للدفاع عن الحياة واجب دينى واخلاقى وانسانى , المستضعف معان الى ان يسترد حقه المغتصب , اكتناز الاموال مذموم  , الاقوى لا سلطان له على الاضعف , الفساد يقاوم وتمنع اسبابه , كل الناس متكافلون  للدفاع عن الحياة , عندما تكون الاموال مكدسة فى طبقة اجتماعية فمن الطبيعى ان تؤدى الى صراع طبقى بين من يملك ومن لا يملك , وهو صراع حتمي اذا تولدت اسبابه , عندما يكون توزيع الثروات عادلا فسوف يؤدى الى الاستقرار الاجتماعى , ما ئدة الله ممدودة لكل خلقه , فلا ينفرد احد بها , ولكل كفايته منها , من شعر بقسوة الفقر والظلم عبر عن ذلك فى افكاره , وهذا يؤكد ان الافكار هي وليد مجتمعها  وتعبر عنه وتتطور بتطوره , عندما يكون الظلم فمن الطبيعى ان نسمع انين الجائعين , الفقير يصبر اما المظلوم فلا يمكنه ان يصبر , والظلم يفسد النفوس ولو كانت صالحة , الدين حليف المستضعفين والمدافع عن المظلومين , الفطرة تدرك معنى الدين والحقيقة وهي قريبة من الله , والدين يؤخذ من مصادره ولا يؤخذ من تطبيقاته التاريخية , نحتاج الى فهم رسالة الدين كما هي وليست كما تقدم الينا , علينا ان نبحث عن الظواهر الاجتماعية ونتامل فيها لكي نتفهم اسبابها , الخلل وليد اسبابه المؤدية الى نتائجه الحتمية , لا خيار لنا الا ان نعيش عصرنا كما هو ونتفهم مطالبه , المجتمعات الاسلامية تملك الكثير من اسباب التميز الانسانى اذا احسنت فهم رسالة الدين كما هي فى حقيقتها , التصحيح مطلب لا بد منه للنهوض ,  ولن يكون النهوض الا باسبابه الموضوعية وليس بمجرد العواطف والتمنيات  ولو حسنت مقاصدها وكان اهلها من الصالحين ..

( الزيارات : 748 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *